من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 03:00 م
من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك الفنانة نيفين مندور

كتب محمود عبد الراضي

من حريق شقة بطلة فيلم البالي بالك لكل بيت مصري.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. خبراء الأمن يضعون خريطة الأمان لمواجهة حرائق الشتاء..يجب الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة..ويشدد على أهمية كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

أعاد رحيل الفنانة نيفين مندور، إثر حريق اندلع داخل شقتها بمدينة الإسكندرية، تسليط الضوء على خطر يتكرر كل شتاء ويحصد أرواحًا في صمت، وهو خطر حرائق المنازل والاختناق بالدخان.
وفي هذا السياق، قال اللواء عمرو شرقاوي، الخبير الأمني، إن هذه الحوادث لا تفرق بين فنان ومواطن عادي، ولا تعترف بالشهرة أو المكانة الاجتماعية، مؤكدًا أن أغلب الكوارث تبدأ بإهمال بسيط، لكنها تنتهي بخسائر فادحة.

وأوضح اللواء شرقاوي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن أخطر ما في حرائق الشقق السكنية ليس النيران ذاتها، بل الأدخنة السامة المنبعثة منها، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الضحايا يفقدون حياتهم نتيجة الاختناق قبل أن تصل إليهم ألسنة اللهب.
وأضاف أن الدخان يحتوي على غازات شديدة السمية، أبرزها أول أكسيد الكربون، الذي يتسبب في فقدان الوعي خلال دقائق معدودة، ما يجعل الضحية غير قادر على الحركة أو الاستغاثة، خاصة إذا كان الحريق قد اندلع أثناء النوم.

وأكد الخبير الأمني أن فصل الشتاء يمثل بيئة خصبة لاندلاع الحرائق بسبب الاعتماد المكثف على وسائل التدفئة، سواء الكهربائية أو التي تعمل بالغاز، إلى جانب زيادة الأحمال على الشبكات الكهربائية داخل المنازل.
وأشار إلى أن كثيرين يقعون في خطأ تشغيل الدفايات لفترات طويلة، أو تركها تعمل طوال الليل، وهو ما يرفع احتمالات الاشتعال أو حدوث ماس كهربائي، خاصة في الشقق ذات التوصيلات القديمة.

وشدد اللواء عمرو شرقاوي على أن أولى خطوات الوقاية تبدأ بعدم تشغيل أي وسيلة تدفئة أثناء النوم، وعدم وضعها بالقرب من الستائر أو المفروشات أو الأثاث الخشبي، مع ضرورة الالتزام بمسافات أمان واضحة.
كما دعا إلى عدم استخدام الدفايات الرديئة أو مجهولة المصدر، مؤكدًا أن توفير بضعة جنيهات قد يكلف الإنسان حياته لاحقًا.

وتحدث الخبير الأمني مطولًا عن خطورة التوصيلات الكهربائية، موضحًا أن استخدام المشترك الواحد لتشغيل عدة أجهزة في وقت واحد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأسلاك وحدوث ماس كهربائي، وهو أحد الأسباب الرئيسية لحرائق المنازل.
وأوصى بضرورة فحص الشبكة الكهربائية بشكل دوري، والتأكد من سلامة الأسلاك والمفاتيح، وعدم تحميل الدوائر الكهربائية أكثر من طاقتها، خاصة في المنازل القديمة.

وأشار اللواء شرقاوي إلى أهمية تركيب كواشف الدخان داخل الشقق، مؤكدًا أنها تمثل خط الدفاع الأول ضد الحرائق، لأنها تطلق إنذارًا مبكرًا يمنح السكان فرصة ثمينة للهروب وطلب النجدة قبل تفاقم الوضع.
وقال إن هذه الأجهزة يجب ألا تُعتبر رفاهية، بل ضرورة حتمية، خصوصًا في المنازل التي يسكنها كبار السن أو الأطفال، أو في الشقق المغلقة ذات التهوية المحدودة.

ولفت الخبير الأمني إلى أن المطبخ يظل من أكثر الأماكن عرضة لاندلاع الحرائق، بسبب تسربات الغاز أو ترك الطعام على النار دون متابعة.
وأكد ضرورة فحص خراطيم الغاز بشكل منتظم، والتأكد من صلاحيتها، وعدم ترك مصدر الغاز مفتوحًا بعد الانتهاء من الطهي، إلى جانب أهمية التهوية الجيدة، وعدم تخزين مواد قابلة للاشتعال بالقرب من البوتاجاز أو الفرن.

وتطرق اللواء عمرو شرقاوي إلى ثقافة التعامل الخاطئ مع الحرائق عند اندلاعها، موضحًا أن بعض الأشخاص يندفعون لمحاولة السيطرة على النيران دون تقدير لحجم الخطر، ما يعرض حياتهم للخطر.
وأكد أن التدخل يجب أن يقتصر على الحالات البسيطة جدًا وفي اللحظات الأولى فقط، باستخدام طفاية حريق صالحة للاستعمال، مع توجيهها بشكل صحيح.
وأضاف أن الهروب السريع وإغلاق الأبواب خلف الشخص، للحد من انتشار الدخان، يظل الخيار الأكثر أمانًا إذا خرج الحريق عن السيطرة.

كما شدد الخبير الأمني على ضرورة وضع خطة بسيطة للهروب داخل كل منزل، تشمل معرفة مخارج الطوارئ، وعدم استخدام المصاعد أثناء الحريق، والزحف على الأرض في حال امتلاء المكان بالدخان، لأن الهواء يكون أنقى بالقرب من الأرض.
وأكد أهمية تدريب الأطفال على هذه السلوكيات بشكل مبسط، حتى لا يصابوا بالذعر في المواقف الطارئة.

واختتم اللواء عمرو شرقاوي حديثه بالتأكيد على أن وفاة الفنانة نيفين مندور يجب أن تكون رسالة تحذير قوية لكل بيت مصري، داعيًا إلى مراجعة سلوكياتنا اليومية داخل المنازل، والالتزام بإجراءات السلامة التي قد تبدو بسيطة، لكنها تصنع الفارق بين النجاة والفقد.
وأكد أن الوعي هو السلاح الأول في مواجهة حرائق الشتاء، وأن دقيقة انتباه قد تنقذ أسرة كاملة من مأساة لا تُمحى آثارها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة