فيسبوك
واتساب
الكوليسترول مادة دهنية شمعية ضرورية للعديد من وظائف الجسم، وهو مكون أساسي في بناء الأغشية الخلوية، ومادة أولية لإنتاج الهرمونات، وضروري لهضم الدهون، وينتقل الكوليسترول في مجرى الدم بواسطة البروتينات الدهنية، وخاصة البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، المعروف غالبًا باسم "الكوليسترول الجيد"، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف أيضًا باسم "الكوليسترول السيئ"، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وبينما يساعد البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) على إزالة الكوليسترول الزائد من الشرايين، يمكن أن يتراكم البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) على جدران الشرايين، مشكلاً لويحات، مع مرور الوقت، تُضيق هذه اللويحات الشرايين وتُسبب تصلبها، وهي حالة تُعرف بتصلب الشرايين، وهذا يُعيق تدفق الدم، وقد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الشرايين الطرفية.
يساعد التشخيص المبكر والتدخل في الوقت المناسب في تقليل المضاعفات القلبية الوعائية الخطيرة، حيث يساعد مراقبة مستوى الكوليسترول بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، واستشارة الطبيب، وكلها خطوات استباقية أساسية للوقاية من ارتفاع الكوليسترول وإدارته بفعالية.
يمكن أن يؤثر ارتفاع الكوليسترول في الجسم بطرق خفية، وغالبًا ما تكون الساقين من بين أولى المناطق التي تظهر عليها الأعراض، خاصةً أثناء فترات الراحة الليلية، وفيما يلي.. 6 أعراض رئيسية قد تشير إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار:
الألم وعدم الراحة في الساقين
من أكثر أعراض ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الساقين شيوعًا الألم أو التشنجات الليلية، وغالبًا ما تحدث هذه التشنجات الليلية في عضلات الساق أو الفخذين أو القدمين، وقد تُوقظ الشخص من النوم، والسبب الكامن هو انخفاض تدفق الدم نتيجة تضيق الشرايين الناتج عن لويحات الكوليسترول، حيث تحتاج العضلات إلى إمداد مستمر من الدم الغني بالأكسجين لتؤدي وظائفها بشكل صحيح، وعند ضعف الدورة الدموية، قد تنقبض العضلات لا إراديًا، مسببةً ألمًا حادًا أو تشنجات.
وينبغي على الأشخاص الذين يعانون من تشنجات الساق الليلية المتكررة التفكير في فحص مستويات الكوليسترول لديهم، فقد يشير ذلك إلى مرض الشريان المحيطي المبكر أو مشكلات قلبية وعائية أخرى.
الخدر والوخز
من أعراض ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ في الدم هو الشعور بوخز أو خدر في الساقين، والذي عادة ما يتم ملاحظته عند الاستلقاء أو الراحة في الليل، ويحدث هذا لأن ارتفاع الكوليسترول قد يُسهم في مرض الشرايين الطرفية، مما يُقلل من كمية الأكسجين والمغذيات الواصلة إلى الأطراف، وتُعد النهايات العصبية حساسة بشكل خاص لنقص الأكسجين، مما يُؤدي إلى أحاسيس كالوخز أو التنميل، لذلك لا ينبغي تجاهل التنميل أو الوخز المُستمر، فقد يُشير إلى ضعف كبير في الدورة الدموية في الساقين.
برودة الساقين والقدمين
برودة الساقين والقدمين علامة على ضعف الدورة الدموية، والذي قد يرتبط بارتفاع مستوى الكوليسترول الضار، وحتى في الأجواء الدافئة، قد تشعر الأطراف بالبرودة إذا كان تدفق الدم محدودًا، وعندما تُسد الشرايين باللويحات، يصعب على الدم الوصول إلى الأطراف السفلية بكفاءة، وقد يُسبب ضعف الدورة الدموية شعورًا بالبرودة والخدر أو حتى الألم في الساقين والقدمين، ومع مرور الوقت، قد يؤثر نقص تدفق الدم على صحة الجلد، ويزيد من خطر الإصابة بالقرح، ويساهم في مشكلات وعائية أخرى، ويتطلب هذا الأمر خاصة مع تكرار حدوثه استشارة الطبيب.
التورم أو الوذمة
تورم الساقين، المعروف أيضًا بالوذمة، قد يكون نتيجة أخرى لارتفاع الكوليسترول، وتحدث الوذمة عندما تتراكم السوائل في الأنسجة بسبب ضعف الدورة الدموية وزيادة الضغط في الأوعية الدموية، حيث يساهم ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) في تكوين لويحات في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي، ونتيجة لذلك، قد يتسرب السائل إلى الأنسجة المحيطة، مسببًا تورمًا غالبًا ما يكون أكثر وضوحًا في الليل أو بعد فترات طويلة من الجلوس أو الوقوف، وقد يصاحب التورم شعورًا بعدم الراحة أو ثقل أو ضيق في الساقين، ويتطلب تورم الساق المستمر أو غير المبرر تقييمًا من قِبل الطبيب لاستبعاد وجود أمراض قلبية وعائية أو كلوية كامنة.
تغير لون الجلد والبقع الداكنة
يمكن أن تظهر مستويات LDL المرتفعة أيضًا بشكل واضح على جلد الساقين والقدمين، وقد يظهر تغير في اللون، أو بقع داكنة، أو لون بنفسجي مزرق نتيجةً لانخفاض إمداد الأنسجة بالأكسجين، حيث تُعيق لويحات الكوليسترول في الشرايين تدفق الدم، مما يحرم الجلد والأنسجة المحيطة به من العناصر الغذائية الأساسية، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تغيرات ملحوظة في لون الجلد، وجفافه، وبطء التئام الجروح، تكون هذه التغيرات أكثر وضوحًا ليلًا عندما تتباطأ الدورة الدموية بشكل طبيعي، وتستدعي ملاحظة هذه الأعراض تقييم صحة الأوعية الدموية ومستويات الكوليسترول للوقاية من أي مضاعفات أخرى.
متلازمة تململ الساقين
تتميز متلازمة تململ الساقين (RLS) برغبة لا يمكن السيطرة عليها لتحريك الساقين، وغالبًا ما تكون مصحوبة بعدم الراحة أو أحاسيس الوخز، حيث يمكن أن يُفاقم ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) أعراض متلازمة تململ الساقين (RLS) عن طريق تقليل تدفق الدم إلى الأطراف السفلية، وقد يعاني المصابون بمتلازمة تململ الساقين من انزعاج شديد عند الاستلقاء، مما يُصعب عليهم النوم أو الاستمرار فيه.
ويمكن أن تُخفف الحركة الأعراض مؤقتًا، لكن يبقى السبب الكامن وراء ضعف الدورة الدموية وارتفاع الكوليسترول قائمًا، وقد يُساعد ضبط مستويات الكوليسترول، إلى جانب تعديل نمط الحياة، في تحسين أعراض متلازمة تململ الساقين وتحسين جودة النوم.
نصائح عملية لإدارة الكوليسترول السيئ وحماية صحة الساقين
مراقبة مستويات الكوليسترول بانتظام: يمكن أن تكشف اختبارات الدم الروتينية عن ارتفاع مستوى الكوليسترول السيئ في الدم مبكرًا، مما يسمح بالتدخل في الوقت المناسب.
اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا للقلب: ركز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون مع الحد من الدهون المشبعة والدهون المتحولة.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يمكن أن تؤدي التمارين الهوائية المعتدلة، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، إلى تحسين الدورة الدموية ودعم مستويات الكوليسترول الصحية.
الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن يساهم الوزن الزائد في ارتفاع مستوى الكوليسترول السيئ في الدم وتقليل تدفق الدورة الدموية في الأطراف.
تجنب التدخين: يؤثر التدخين سلبًا على الأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم المضاعفات المرتبطة بالكوليسترول.
استشر الطبيب فورًا: يجب تقييم أي ألم مستمر في الساق، أو تنميل، أو تورم، أو تغيرات جلدية من قِبل الطبيب، حيث يمكن للتدخل المبكر أن يمنع حدوث مشكلات قلبية وعائية خطيرة.
