يُعد حب الذات والثقة بالنفس من أهم القيم التي يجب أن نزرعها في بناتنا منذ الصغر، فهو ليس مجرد شعور عابر، بل هو الأساس الذي تبنى عليه شخصية قوية وقادرة على مواجهة الحياة، والكلمات التي نقولها لبناتنا، أو حتى التي نقولها عن أنفسنا أمامهن، تترك أثراً عميقا في نفوسهن، عندما تتحدث الأم عن نفسها بإيجابية، فإنها تعلم ابنتها أن تحب ذاتها أيضا، وأن ترى في نفسها القوة والجمال بدلاً من النقد واللوم، وذلك بحسب وصف استشاري الصحة النفسية الدكتورة سلمى أبو اليزيد في حديثها لـ"اليوم السابع"، موضحة أن الكثير من العادات تتوارثها البنت من أمها.
أثر نظرة الأم لنفسها على ابنتها
وأضافت استشاري الصحة النفسية أن الكلمات الإيجابية التي تنطق بها الأم عن نفسها تخلق بيئة مليئة بالقبول والحب، وتعلّم الابنة أن جمالها لا يقتصر على الشكل فقط، بل ينبع من الداخل أيضاً، فعندما ترى الطفلة أمها تتحدث عن نفسها بثقة، وتقدّر شكلها وقدراتها، تنمو بداخلها نفس المشاعر تجاه ذاتها، مؤكدة أن هناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن غياب هذا الرضا الذاتي عند الفتيات قد يؤثر سلبا على حياتهن الاجتماعية والنفسية، إذ تميل الكثيرات منهن إلى الإنعزال أو فقدان الرغبة في المشاركة بالأنشطة أو تكوين صداقات، أما الفتيات اللواتي يتعلمن تقبّل أنفسهن، فيصبحن أكثر ثقة وتوازنا، ويمتلكن استعدادا أكبر لخوض تجارب الحياة دون خوف أو خجل.
دور الأم في بناء حب الذات
أكدت استشاري الصحة النفسية أن حب الذات لا يأتي من فراغ، بل يحتاج إلى دعم وتربية واعية، الأمهات اللاتي يقدّرن أنفسهن يقدّمن قدوة حقيقية لبناتهن، الأم التي تعبّر عن فخرها بجسدها وقدراتها، حتى بعد التغيرات التي تطرأ عليها مع الأمومة، تمنح ابنتها درسا في الرضا والتقبل، فقضاء الوقت مع النفس، والاعتناء بالجسم والعقل، وممارسة الأنشطة البسيطة كالمشي أو القراءة أو الرسم، كلها خطوات تغرس في الطفلة معنى الرعاية الذاتية.
أهمية الحديث الإيجابى عن النفس
وأشارت استشارى الصحة النفسية إلى أن الكلمات التي نوجهها لأنفسنا أمام بناتنا تُشكّل جزءا كبيرا من صورتهن الذاتية، الأم التي تضحك على أخطائها بدلاً من انتقاد نفسها، تُعلّم ابنتها أن الخطأ فرصة للتعلم وليس سببا للخجل، وعندما تعبّر الأم عن صفاتها الجميلة مثل اللطف أو الكرم أو الإبداع، تُرسخ في ابنتها فكرة أن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل.

أم مع أبنتها الصغيرة

تربية الأم لابنتها

طفلة في فترة المراهقة