التعامل مع المراهقين يشبه أحيانًا السير في حقل ألغام من المشاعر والتحديات، فأنت تحاول الحديث مع ابنك عن موعد العودة للمنزل أو ترتيب غرفته أو حتى تناول العشاء، لكنك تجد نفسك أمام جدار من التجاهل واللامبالاة، قد يرفع صوته، أو يتظاهر بعدم السمع، ويهرب إلى هاتفه أو يضع سماعات الأذن، وكأن التواصل أصبح مهمة مستحيلة، لكن الحقيقة أن هذا السلوك ليس تمردًا بلا سبب، بل هو انعكاس لمرحلة معقدة يمر بها المراهق بين الرغبة في الاستقلال والخوف من فقدان السيطرة، وهنا يأتي دورك كأم أو أب في معرفة الطرق التي تجعله يسمعك دون أن يشعر أنك تأمره أو تفرض عليه شيئًا، وذلك وفقا لما نشره موقع empoweringparents.

تربية الطفل في سن المراهقة
لماذا يصعب التواصل مع المراهقين
في مرحلة المراهقة، تبدأ الشخصية في التكوّن والاستقلال، ويصبح التحدي والتمرد جزءًا من البحث عن الذات، تجاهلك أو رفض الحديث معك يمنحه شعورًا بالقوة، وكأن لديه سيطرة على الموقف، فهو يدرك أنك لا تستطيعين إجباره على الاستماع لذا يختار أن يتمرد عليك أو يتجاهلك كطريقة لإثبات ذاته، يقول خبراء التربية إن المراهق يراقب ردود فعلك بدقة، ويعرف تمامًا كيف يضغط على نقاط ضعفك، تجاهله لك يمنحه إحساسًا داخليًا بأنه ما زال يتحكم فى الموقف، حتى لو لم يكن بيده القرار الحقيقى.

أطفال في سن المراهقة
فخ الصراع على السيطرة
أكبر خطأ يقع فيه الآباء هو الدخول في معركة مباشرة مع المراهق حول من يملك القرار أو من "يجب أن يسمع الآخر"، كلما حاولت إجباره على الانتباه أو أصررت على الحديث في لحظة غضبه، زادت مقاومته وتعمد تجاهلك، فعندما يتجاهلك، فهو في الواقع يختبر قدرتك على الصبر وضبط النفس، وإذا فقدت أعصابك أو تحولت للنقاش الحاد، فإنه يشعر بالانتصار لأنه نجح في جرك إلى معركة جانبية بعيدًا عن القضية الأساسية، الذكاء هنا هو أن تتجنب الدخول في هذا الصراع، لأنك بمجرد أن ترفع صوتك أو تدخل في جدال حول أسلوبه، يتحول الموقف من نقاش تربوي إلى معركة سلطة، والمراهق بطبيعته لن يتراجع في ساحة يشعر فيها بالقوة.

أم وابنتها المراهقة
التعامل مع التجاهل بذكاء وهدوء
عندما يتجاهلك ابنك المراهق، تصرف وكأنه يسمعك، تحدث بوضوح وهدوء، لا ترفع صوتك ولا تكرر الكلام عدة مرات، حدد القواعد ببساطة دون انفعال، مثل أن تقول: "لكي تحصل على تليفونك غدًا، يجب أن تنظم غرفتك"، بهذه الطريقة، ترسل له رسالة واضحة مفادها أن الأمر ليس نقاشًا أو أمرًا شخصيًا، بل قاعدة ثابتة يمكنه الالتزام بها أو تحمل نتيجتها.