خلال تلك الأيام وبالتحديد يوم 30 ديسمبر 1903 اندلع حريق في مسرح إيروكوا بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص، وكان هذا الحريق الأكثر دموية في تاريخ المسارح الأمريكية، ويرجع سبب الوفاة إلى وجود انسداد فى مخارج الطوارئ كانت مسدودة بالإضافة إلى غياب خطة السلامة من الحرائق.
مسرح الإيروكوا
كان مسرح الإيروكوا، الذي صممه بنيامين مارشال على طراز عصر النهضة، فخمًا للغاية، وقد اعتبر مقاومًا للحريق عند افتتاحه عام 1903 في الواقع، قام جورج ويليامز، مفوض البناء في شيكاغو، ومفتش الحرائق إد لافلين، بمعاينة المسرح في نوفمبر 1903، وأعلنا أنه "مقاوم للحريق بلا أدنى شك"، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
كما تمت الإشارة إلى وجود 30 مخرجًا، 27 منها أبواب مزدوجة، في الوقت نفسه قام ويليام كليندينين، محرر مجلة "فايربروف"، بمعاينة مسرح الإيروكوا أيضًا وكتب مقالًا لاذعًا حول مخاطر الحريق فيه، مشيرًا إلى وجود الكثير من الزخارف الخشبية، وعدم وجود جهاز إنذار حريق، وعدم وجود نظام رشاشات مياه فوق المسرح.
قصة الحريق بدأت من أين؟
خلال العرض المسائي في 30 ديسمبر، وكان الجمهور غفيراً يشاهد إيدي فوي في دور البطولة بمسرحية "السيد ذو اللحية الزرقاء"، كان 27 من أصل 30 مخرجاً في المسرح مغلقا.
وخرج مدير المسرح بيل كارلتون لمشاهدة العرض مع ألفي متفرج، بينما غادر باقي عمال المسرح لتناول مشروب، وكان أحد مشغلي الأضواء الكاشفة أول من لاحظ أن أحد مصابيح الكالسيوم قد تسبب على ما يبدو في اندلاع حريق خلف الكواليس، وكانت المنطقة المزدحمة مليئة بالمواد القابلة للاشتعال - دعائم مسرحية خشبية وخرق ملطخة بالزيت.
عندما أدرك الممثلون الحريق، تفرقوا خلف الكواليس؛ ثم عاد فوي لاحقًا وحاول تهدئة الجمهور، طالبًا منهم البقاء في مقاعدهم، كان من المقرر إنزال ستارة من الأسبستوس لحصر الحريق، ولكن عندما لم تُنزل بالكامل، عمّ الذعر. اتضح لاحقًا أنها مصنوعة من الورق، لذا لم تكن لتجدي نفعًا على أي حال.
سرعان ما انطفأت جميع الأنوار داخل المسرح، وحدث تدافع قرب المخارج المفتوحة، عندما فُتح الباب الخلفي، تسبب تغير اتجاه الهواء في اشتعال كرة نارية هائلة في منطقة خلف الكواليس.
لحظة فرار الجماهير
فر المرشدون العاملون في المسرح فورًا، ولم يفتحوا أبواب مخارج الطوارئ المغلقة، كانت الأبواب القليلة التي أمكن فتحها بالقوة ترتفع أربعة أقدام عن الرصيف، مما أبطأ عملية الخروج، كان معظم الضحايا البالغ عددهم 591 شخصًا جالسين في الشرفات، لم تكن هناك سلالم نجاة أو مخارج طوارئ لمساعدتهم، فخاطر بعضهم وقفزوا، تراكمت الجثث ستة صفوف قرب مخارج الشرفات الضيقة، في الواقع، سقط بعض الأشخاص أرضًا جراء سقوط الجثث، وتم انتشالهم أحياءً من تحت جثث الضحايا المحترقين.
في أعقاب الكارثة، اتهم ويليامز بالإهمال وأدين بها، كما اتهم عمدة شيكاغو بنفس التهمة مماثلة إلا أنها لم تثبت، أدين صاحب المسرح بالقتل غير العمد بسبب ضعف إجراءات السلامة، ثم استؤنف الحكم وأُلغي.
في الواقع، كان الشخص الوحيد الذي جن على خلفية هذه الكارثة صاحب حانة مجاورة سرق جثث القتلى بينما كان حانته تستخدم كمشرحة مؤقتة بعد الحريق.