يُعدّ التعرق البارد من الأعراض التي تثير قلق الكثيرين، خصوصًا عندما يحدث دون مجهود أو ارتفاع في درجة الحرارة. فبينما يُفترض أن يكون العرق وسيلة الجسم الطبيعية لتنظيم حرارته، فإن ظهوره المفاجئ في أجواء باردة أو أثناء الراحة قد يكون إشارة إلى اضطراب داخلي يحتاج إلى انتباه طبي.
وفقًا لتقرير نشره موقع Healthline الطبي، فإن التعرق البارد ينتج غالبًا عن تنشيط مفاجئ للجهاز العصبي المسؤول عن استجابة “الكرّ والفرّ”، وهو ما يجعل الجسم يفرز العرق رغم عدم وجود حرارة خارجية تستدعي ذلك.
ما المقصود بالتعرق البارد؟
التعرق البارد هو إفراز العرق دون ارتفاع درجة حرارة الجسم، وغالبًا ما يصاحبه شحوب في الوجه وبرودة في الأطراف وإحساس عام بالضعف.
ويختلف هذا النوع من العرق عن التعرق الناتج عن الحر أو المجهود البدني، لأنه مرتبط بعوامل داخلية مثل التوتر، انخفاض السكر أو مشاكل الدورة الدموية.
الأسباب المحتملة للتعرق البارد
1. انخفاض مستوى السكر في الدم
عندما ينخفض سكر الدم عن المعدل الطبيعي، يحاول الجسم تعويض الطاقة المفقودة بإفراز الأدرينالين، فينشأ التعرق البارد مع دوخة وجوع ورجفة.
يحدث هذا غالبًا لدى مرضى السكري أو من يتناولون وجبات غير منتظمة.
العلاج: تناول مصدر سريع للسكر مثل عصير فواكه طبيعي أو ملعقة عسل، ثم استشارة الطبيب إذا تكررت النوبات.
2. هبوط ضغط الدم المفاجئ
الهبوط الشديد في الضغط يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى برودة الأطراف وتعرق غزير دون مجهود.
العلاج: الاستلقاء ورفع القدمين للأعلى لتحسين تدفق الدم، مع تناول الماء والملح باعتدال، ومراجعة الطبيب إذا تكرر الهبوط.
3. القلق الشديد ونوبات الهلع
في لحظات القلق أو الخوف المفرط، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما يحفّز الغدد العرقية.
العلاج: تقنيات التنفس العميق، أو جلسات العلاج النفسي السلوكي، أو الأعشاب المهدئة مثل البابونج والمليسة.
4. نقص الأكسجين في الدم
يحدث عندما تقل نسبة الأكسجين الواصل للأنسجة بسبب أمراض الرئة أو القلب أو فقر الدم الشديد.
وتكون الأعراض: تعرق بارد، زرقة في الشفاه، دوخة وصعوبة تنفس.
العلاج: تدخل طبي عاجل، وقد يتضمن إعطاء الأكسجين أو علاج السبب الرئيسي.
5. الإصابة بعدوى حادة أو تسمم دموي
الالتهابات الشديدة (مثل الإنتان أو تسمم الدم) تؤدي إلى اضطراب في الدورة الدموية وانخفاض الضغط، ما يُنتج تعرقًا باردًا مع حرارة مرتفعة وقشعريرة.
العلاج: مضادات حيوية قوية وسوائل وريدية داخل المستشفى.
6. النوبة القلبية
يُعد التعرق البارد أحد أهم علامات النوبة القلبية، ويحدث نتيجة انخفاض مفاجئ في تدفق الدم إلى عضلة القلب.
يرافقه ألم في الصدر يمتد إلى الكتف أو الفك، وضيق في التنفس.
العلاج: الإسعاف الفوري دون تأخير، فكل دقيقة تصنع فارقًا في إنقاذ القلب.
7. النزيف الداخلي
فقدان كميات من الدم داخل الجسم، سواء بسبب قرحة أو إصابة، يؤدي إلى هبوط الضغط وتنشيط الجهاز العصبي مما يسبب التعرق البارد.
العلاج: التدخل الطبي العاجل لتحديد مصدر النزيف وإيقافه فورًا.
8. الانسحاب من المخدرات
خلال فترات التوقف المفاجئ عن المواد المؤثرة على الجهاز العصبي، يحدث اضطراب في هرمونات الجسم يؤدي إلى تعرق بارد، رعشة، وتسارع ضربات القلب.
العلاج: الإشراف الطبي في مراكز متخصصة للتعامل مع أعراض الانسحاب بأمان
9. الصدمة النفسية أو الجسدية
أي حادث أو إصابة قوية قد تدفع الجسم إلى حالة صدمة تُنشّط الجهاز العصبي بدرجة قصوى، فيظهر العرق البارد كأحد مؤشرات الخطر.
العلاج: التعامل الطبي الطارئ مع السبب الأساسي للصدمة.
10. الإرهاق الحراري والجفاف
على الرغم من أن الحرارة المرتفعة عادة تُسبب تعرقًا دافئًا، فإن الجفاف الشديد يؤدي إلى فشل الجسم في التبريد الطبيعي، فيتحول العرق إلى بارد ولزج.
العلاج: الراحة في مكان بارد، وتناول كميات كافية من الماء والأملاح المعدنية.
طرق فعّالة للسيطرة على التعرق البارد
شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم.
تجنّب الكافيين الزائد والمنبهات التي تثير الجهاز العصبي.
الحفاظ على مستويات ثابتة من السكر بالوجبات المنتظمة.
ممارسة تمارين التنفس العميق لتقليل التوتر.
مراجعة الطبيب فورًا إذا صاحب التعرق ألم في الصدر أو دوخة أو فقدان وعي.