لم يكن الحاج أحمد، الذي يقترب عمره من الستين عامًا، يتوقع أن يأتي اليوم الذي يحمل فيه طفله بين يديه، بعد رحلة انتظار استمرت 40 عامًا ما بين صبر ودعاء وأمل لا ينقطع.
بدأت قصة الحاج أحمد في سن 18 عامًا، حين تزوج للمرة الأولى، إلا أن الزواج استمر قرابة 12 عامًا دون إنجاب، لينتهي بالانفصال، تزوج بعدها للمرة الثانية، وعاش سنوات طويلة مع زوجته قبل أن تفارق الحياة دون أن يُرزق بأطفال.
وفي المحاولة الثالثة، تزوج أحمد من بدرية، التي كانت تبلغ من العمر 38 عامًا، وكانت على دراية كاملة بمشكلته في الإنجاب، وما قد يعنيه ذلك من صعوبة تحقيق حلم الأمومة. ورغم ذلك، قررت الزواج به، ليعيش الزوجان معًا قرابة 9 سنوات لم ينقطع خلالهما الدعاء والأمل في إنجاب طفل.
ومع مرور السنوات، قرر الزوجان خوض تجربة الحقن المجهري، رغم أن نسبة نجاح العملية لم تتجاوز 2%، إلا أن تمسكهما بالأمل كان الدافع الأساسي لاتخاذ القرار.
وجاءت اللحظة الفاصلة بسماع الجملة التي طال انتظارها:"مبروك.. المدام حامل".
حملت بدرية في طفلهما الأول، ليصبح موعد الولادة عيدًا حقيقيًا للعائلة، حيث تحقق الحلم الذي طال انتظاره، وأصبح الحاج أحمد أبًا بعد أربعة عقود من الصبر.
وفي لحظة الميلاد، اختلطت الدموع بالفرح، وتوقفت الكلمات أمام مشهد حمل الطفلة بين أيدي والديها، بينما لم تتوقف عبارات الشكر والدعاء، وكانت الجملة الأبرز التي رددتها بدرية: "شكرًا يا رب.. عشان خليتني أم".