بعد مشهد آدم في "ميد تيرم".. خطورة حبس المدمن في المنزل

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 01:00 ص
بعد مشهد آدم في "ميد تيرم".. خطورة حبس المدمن في المنزل مسلسل ميد تيرم

كتبت آلاء الفقي

في مشهد يعبر عن خوف الأهل من وصمة المجتمع لجأ أبوين في مسلسل "ميدتيرم" إلى حبس ابنهم "آدم" في غرفة مغلقة بالمنزل لعلاجه  وسحبه من إدمان المخدرات بدلا من وضعه في مصحة لتلقي العلاج، إعتقادا منهم أنه حل بديل للعلاج و دون معرفة أحد وتجنب وصمة المجتمع .

وفي هذا السياق يؤكد الدكتور محمد فوزي أستاذ الطب النفسي كلية الطب جامعة أسيوط ،  أن   حبس المدمن  داخل المنزل لا يعد علاجًا طبيًا للإدمان، بل قد يتحول في بعض الحالات إلى خطر جسيم، خاصة إذا استخدم كبديل كامل للعلاج المتخصص وتحويل الغرفة إلى سجن منزلي ممتد فيعد ذلك خطأ طبيا ونفسيا، لأن بعض أنواع المخدرات خاصة المهدئات التوقف المفاجئ عنها يتسبب في ظهور أعراض مثل تشنجات عصبية وهلاوس سمعية وبصرية واضطراب شديد في الوعي وهو طبيا يعرف بـ"الهذيان الارتعاشي"وهى حالة قد تهدد الحياة .

وتشير دراسات طبية حديثة إلى أن ٣ إلى ٥٪ من حالات انسحاب الكحول  الشديد قد تتعرض لتشنجات خطيرة إذا لم يتم إدارتها طبيًا، مع ارتفاع النسبة  عند من لديهم تاريخ مرضي سابق.


 

مراحل الانسحاب
 

كما يذكر أستاذ الطب النفسي المراحل التى يمر بها المدمن أثناء الانسحاب وتختلف شدتها على حسب نوع المخدر ومدة تعاطية وهى:


المرحلة الأولى: الصدمة الجسدية والنفسية وقلق شديد وتوتر وأرق وتعرق ورعشة وقيئ أو إسهال ورغبة شديدة في العودة للتعاطي وإنكار المشكلة ومحاولة التقليل منها .

أما بالنسبة للمرحلة الثانية : أعلى مراحل الخطورة فهي ذروة الأعراض
 


كاضطراب في السلوك أو الوعي و احتمال ظهور تشنجات أو هلاوس
وهنا يكون التدخل الطبي ضروريًا في كثير من الحالات.

أما المرحلة الثالثة: هى الانكسار النفسي أعراضها عبارة عن إكتئاب وحزن وشعور بالذنب وفراغ نفسي شديد وأفكار سوداوية أو يأس من التعافي

أما المرحلة الرابعة: الاستقرار الظاهري وهو تحسن جسدي ملحوظ واختفاء الاعراض الحادة لكن خطر الانتكاس يظل مرتفعا دون علاج نفسي وتأهيلي

يشير د. محمد فوزي إلى أن  سحب المخدر من الجسم هو الخطوة الأولى فقط، وليس علاجًا كاملًا وتؤكد دراسات عالمية أن نسبة كبيرة من المتعافين تنتكس خلال أسابيع إذا لم تستكمل العلاج النفسي والتأهيلي، حتى لو تم الديتوكس داخل مستشفى.

ويضيفد. محمد  أن ما يطلق عليه الغرفة الآمنة قد يكون إجراءً مؤقتًا جدًا فقط في حالات الهياج الحاد أو الخطر اللحظي، ولمدد قصيرة، وبشروط صارمة، أهمها:
-وجود إشراف دائم وعدم ترك المريض منفردًا
-خلو المكان من أي أدوات قد تستخدم في إيذاء النفس
-التواصل الفوري مع طبيب متخصص
-عدم استخدام الغرفة كعقوبة أو وسيلة ضغط نفسي


-التعافي لا يقاس بالمظهر أو الهدوء المؤقت، بل يعتمد على ٤ محاور أساسية:

 

١) الاستقرار السلوكي

انتظام النوم
اختفاء السلوكيات المريبة
تحسن العلاقات داخل الأسرة

 

٢) الاستقرار النفسي

القدرة على مواجهة الضغوط دون الهروب للمخدر
التحكم في الرغبة الملحة للتعاطي

 

٣) الاستقرار الاجتماعي

العودة التدريجية للعمل أو الدراسة
الالتزام بالمواعيد والمسؤوليات

 

٤) الدليل الموضوعي

تحاليل دورية مفاجئة
متابعة منتظمة مع طبيب متخصص
وهو المعيار الأكثر دقة لحسم الشك.
 

٦-  متى يكون الأمر طارئًا ويحتاج مستشفى فورًا؟
 

يشدد أستاذ الطب النفسي على ضرورة التوجه الفوري للطوارئ عند ظهور:
تشنجات أو إغماء، لأنها  ليست أعراضًا طبيعية يجب تحملها وهى
-هلاوس أو تشتت شديد
-تهديد بإيذاء النفس أو الآخرين
-قيء مستمر أو جفاف شديد
-اضطراب في التنفس أو الوعي

ويؤكد الطبيب  أن أفضل النتائج تتحقق عبر برنامج متكامل يشمل:
تقييم طبي دقيق و علاج دوائي عند الحاجة و علاج نفسي وتأهيلي
و إشراك الأسرة في الخطة العلاجية.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة