تشهد الحرب فى السودان، تصاعد كبير فى وتيرة الأحداث، وأعمال العنف، مع استمرار الاستهداف المتعمد من قبل الدعم السريع للمدنيين، وللبنية التحتية، فى الوقت الذى يعيش فيه السودانيين، فى أوضاع إنسانية قاسية فى ظل استمرار الحرب العنيفة التى حصدت آلاف الأرواح.
وفى تطور كبير فى المشهد الميداني، قالت ميليشيا الدعم السريع، إن قواتها بسطت سيطرتها على منطقة برنو، نحو 40 كيلومترًا شمال غربي مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، حيث يعبر أنبوب نفط جنوب السودان بالمنطقة.
ويأتي هذا التطور فى الوقت التى تحاصر الدعم السريع والحركة الشعبية، المتحالفتين، مدينتي كادقلي والدلنج منذ أشهر، كما تشنان قصفا على المدينتين بالمدفعية الثقيلة والمسيرات، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية.
وكشف إعلام الدعم السريع، أن الميليشيا توغلت في الساعات الأولى من صباح الجمعة إلى وسط برنو، ونحو 90 كيلومتر جنوب مدينة الدلنج، ونشرت ارتكازات عسكرية في محيطها، لتعزيز انتشارها، وفقا لما نشرته سودان تربيون.
وفى كشف جديد، عن الجرائم والانتهاكات، من قبل الدعم السريع، كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مقتل أكثر من ألف مدني وتوثيق 104 حالة عنف جنسي في هجوم الدعم السريع على مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، إبريل الماضي.
وقال المكتب، في بيان، إن الهجوم الذي شنته الدعم السريع في 11 إلى 13 أبريل الماضي على المخيم أودى بحياة 1013 مدنيًا، منهم 319 شخصًا جرى إعدامهم داخل المخيم أو أثناء محاولتهم الفرار.
وأشار المكتب لتوثيق تعرض 104 أشخاص، بينهم 75 امرأة و26 فتاة وثلاثة فتيان، معظمهم من قبيلة الزغاوة، لعنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاسترقاق الجنسي.
وأشار إلى أن الدعم السريع منعت في الأشهر التي سبقت الهجوم دخول الغذاء والمياه والوقود إلى المخيم، حيث شنّت هجمات ممنهجة على الذين حاولوا إدخال الإمدادات.
وذكر أن الدعم السريع أعدمت 26 شخصًا في الطريق بين مخيم زمزم ومدينة طويلة، واصفًا الواقعة بأنها تحذير من أي محاولة لإدخال الطعام إلى المخيم.
واستند التقرير إلى نتائج بعثة ميدانية أُرسلت إلى شرق تشاد خلال 10 إلى 25 يوليو 2025، ومقابلات أُجريت مع 155 من الضحايا والشهود، إضافة إلى تحليل صور الأقمار الصناعية.
وقال التقرير إنه خلص إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن الدعم السريع، مدعومة بميليشيات عربية متحالفة معها، ارتكبت خلال الهجوم على زمزم انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وتجاوزات خطيرة.
وأفاد بأن هذه الانتهاكات شملت هجمات متعمدة وعشوائية على المدنيين، وقصفًا مدفعيًا كثيفًا لمناطق مأهولة بالسكان داخل المخيم وفي محيطه، ما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكبار سن.
وفى سياق آخر، أعلنت غرفة الطوارئ بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان عن انهيار أجزاء واسعة من مستشفى المدينة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بالكامل.
وأوضحت الغرفة في منشور لها، أن أقسام المستشفى تحولت إلى مرافق غير صالحة للاستخدام نتيجة الدمار الذي طال بنيته التحتية، مؤكدة أن استمرار توقفه عن العمل ينذر بكارثة إنسانية حقيقية ويضاعف معاناة المواطنين الذين يعتمدون عليه للحصول على الخدمات الطبية الأساسية، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
وتسببت حالة انعدام الأمن، فى موجات كبيرة من النزوح فى كردفان، وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، ارتفاع عدد النازحين بولايات كردفان الثلاث إلى أكثر من 50 ألف سوداني.
وقالت المنظمة في بيان: "نزح 50 ألفا و445 شخصا من مواقع بجميع أنحاء كردفان بين 25 أكتوبر الماضي و17 ديسمبر الجاري، بسبب تزايد انعدام الأمن".
وسبق وأفاد أحدث تقدير للأمم المتحدة، بنزوح أكثر من 41 ألف شخص من العنف المتصاعد بولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان في نوفمبر الماضي.
وأضافت منظمة الهجرة الدولية أن الفرق الميدانية لرصد النزوح أبلغت عن 39 حادثة أدت إلى هذا النزوح منذ بدء التصعيد في 25 أكتوبر الماضي.