من المعتقدات الخاطئة أن مرض السكر من النوع الثاني يصيب البدناء فقط، حيث يؤكد الأطباء أن النحفاء معرضون لخطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني أيضا، ووفقا للتقرير يلاحظ الأطباء بشكل متزايد اتجاهًا مفاجئًا في إصابة البالغين النحفاء، الذين يبدون بصحة جيدة، بمقاومة الأنسولين ومرض السكر من النوع الثاني، فلا يرتبط مرض السكر عند النحفاء بالوزن، بل بكيفية تعامل جسمك مع السكر.
ما الذي يحدث داخل جسمك؟
تقول الدكتورة فريندا أجراوال، استشارية الغدد الصماء في الهند "لفهم مرض السكر عند الجسد النحيف، فإنه عندما تتناول الطعام، يقوم جسمك بتفكيك الكربوهيدرات إلى جلوكوز، والذي يدخل مجرى الدم ويساعد الأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس على نقل هذا السكر إلى خلايا توفير الطاقة، ووفقًا للجمعية الأمريكية للسكر، في حالة مقاومة الأنسولين، لا تستجيب الخلايا للأنسولين بشكل صحيح، فيزيد البنكرياس من إنتاج الأنسولين للتعويض ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الإجهاد إلى إرهاق البنكرياس، وارتفاع مستوى السكر في الدم، وتطور مرض السكر".
توضح أجراوال، أن السمنة تعد عاملاً رئيسياً للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، لأن الدهون الزائدة وخاصة حول البطن يمكن أن تحفز الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تفاقم مقاومة الأنسولين، أما في حالة النحافة المصاحبة لمرض السكر فقد يتمتع الأشخاص بوزن صحي ومع ذلك يعانون من مقاومة الأنسولين بسبب عوامل أخرى خفية .
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكر
تذكر استشارية الغدد الصماء ، أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكر النحيف هم :
-الشباب ذوو مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، ولكن لديهم نسبة عالية من الدهون حول الكبد أو البطن، ويطلق عليهم أحيانًا "نحيف من الخارج، سمين من الداخل".
-الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري أو استعداد وراثي قوي.
-الأشخاص الذين لديهم تاريخ من سوء التغذية حتى لو لم يتغير وزنهم، ومن الأمثلة على ذلك الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة والأطعمة المصنعة.
-الأشخاص الذين يعانون من إجهاد مزمن أو من يعانون من قلة النوم.
- من لديهم وظائف تتطلب الجلوس لفترات طويلة رغم ممارستهم الرياضة من حين لآخر.
قد يصدم العديد من الشباب المصابين بالسكر النحيف عندما يعلمون أن نمط حياتهم الصحي ظاهريًا وحده لا يكفي للوقاية من مقاومة الأنسولين.
لماذا تعد الوراثة ونمط الحياة على نفس القدر من الأهمية؟
وفقا للدكتورة أجراوال، يسلط مرض السكر النحيف الضوء على التفاعل بين الوراثة والبيئة وقد يرث بعض الأشخاص بنكرياس يعاني من صعوبة في تلبية احتياجات الجسم من الأنسولين، وقد يحمل آخرون جينات تجعل خلاياهم الدهنية أقل قدرة على تخزين الطاقة بأمان، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد والعضلات، حتى وإن كان باقي الجسم يبدو نحيفًا .
تذكر د.أجراوال علامات خفية لمرض السكري عند النحيف يجب الانتباه إليها
-التعب، حتى بعد الحصول على قسط كافي من النوم
-عطش غير مبرر أو كثرة التبول
-صعوبة التركيز
-تأخر التئام الجروح الصغيرة
-تشوش الرؤية أحيانًا
-إذا ظهرت هذه العلامات، ينصح بفحص مستوى السكر في الدم، حتى لو كنت نحيفًا ونشيطًا والكشف المبكر أساسي فهو مهم للغاية .
كيف يمكنك التحكم في مرض السكر؟
تؤكد طبيبة الغدد الصماء على أنه يمكن السيطرة على مرض السكري لدى النحفاء، وأن التدخل المبكر يقي من المضاعفات بإتباع عددا من النصائح وهى :
1.الانتباه لنظامك الغذائي .
2. ركز على الأطعمة الكاملة، والكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية. تجنب المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة المصنعة، حتى لو كنت نحيفًا.
3.حافظ على نشاطك البدني بشكل استراتيجي بممارسة تمارين الكارديو، لأنها مفيدة لقلبك، لكن إضافة تمارين القوة تساعد عضلاتك على التعامل مع الأنسولين وتحافظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
4.ضرورة النوم فاحرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، لأن قلة النوم تؤثر سلبًا على الهرمونات التي تتحكم في شهيتك ومستوى السكر في الدم.
5.التحكم في التوتر ، لأن التوتر المزمن يرفع مستوى الكورتيزول، مما يزيد من مقاومة الأنسولين.
6.عادات بسيطة كالمشي لفترة قصيرة، أو اليوجا، أو التأمل تساعد في السيطرة عليه.
7. إجراء الفحوصات بانتظام فإذا كان لديك تاريخ عائلي أو أي علامات تحذيرية، فافحص مستوى سكر الدم الصائم أو مستوى الهيموجلوبين السكري التدخل المبكر يحدث فرقًا كبيرًا.