في كل زاوية من مصر، وبين ملايين الجماهير، وفي كل ملعب صغير وكبير، يعيش عشاق كرة القدم بشغف، ويتطلعون إلى أن يضيف منتخب مصر الوطني فصلًا جديدًا من البطولات والإنجازات في بطولة كأس أمم أفريقيا "النسخة الخامسة والثلاثين بالمغرب 2025"، التي تُقام خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري وحتى 18 يناير المقبل، وأن يعود الفراعنة إلى القمة بعد غياب طويل، لتحقيق الحلم المؤجل منذ سنوات: "النجمة الثامنة".
مع كل نسخة جديدة خلال السنوات الفائتة منذ آخر تتويج باللقب القاري عام 2010، مع الجيل الذهبي بقيادة المعلم حسن شحاتة صاحب الثلاثية التاريخية، كان يتصاعد الأمل في نفوس المصريين، فالحلم ليس مجرد لقب، بل هو تراث، وهو تاريخ، وهو رمز للفخر والانتماء، واليوم منتخب مصر يحمل على كتفيه آمال أمة بأكملها، وآمال ملايين الجماهير التي تعيش مع كل هدف وفرصة ضائعة وتمريرة وسرعة ومراوغة لحظات الفرح والحزن معًا.
لمتابعة أخبار كأس أمم أفريقيا 2025 عبر بوابة كأس امم افريقيا اضغط هنا.
كأس أمم أفريقيا نسخة 2025 ليست مجرد بطولة، إنها فرصة لتأكيد تفوق منتخب مصر التاريخي، لاستعادة الهيبة والريادة، وكتابة فصل جديد في كتاب ذهب الكرة المصرية.
منتخب مصر بقيادة حسام حسن ينتظره تحديات قوية في "كان 2025"، وسط منافسة شرسة من فرق عربية وأفريقية أخرى، على رأسها المغرب البلد المستضيف، حيث تسعى كل منها لكسر هيمنة الفراعنة على القارة، لكن المصريين يحلمون بالنجمة الثامنة في حضرة النجم العالمي محمد صلاح، الذي يسعى هو الآخر إلى إكمال اللوحة الذهبية لمسيرته الأوروبية الحافلة بالإنجازات بأول لقب قاري، بعد أن عانده الحظ في خسارة نهائيى نسختي 2017 و2021.
يقف حسام حسن اليوم في مشهد يعيد إلى الأذهان صورًا محفورة في ذاكرة الكرة المصرية، بشخصيته الصارمة التي لا تعرف المجاملة، وبقناعات راسخة تؤمن بأن الروح تسبق النجومية، وأن قميص المنتخب يعلو فوق الجميع؛ إذ إن فلسفته واضحة لا تقبل أنصاف الحلول، عنوانها الانضباط والالتزام، ورهانها الأول على المقاتلين داخل الملعب قبل أصحاب الأضواء.
العميد، كما يُلقب، يعرف كأس أمم أفريقيا جيدًا، حينما كان لاعبًا قاتل حتى النفس الأخير وذاق طعم المجد فوق منصاتها، ويخوضها اليوم مدربًا يحمل على عاتقه مهمة أصعب: إعادة الهيبة قبل البحث عن المتعة، وبناء منتخب يعيد الثقة لجماهير متعطشة للقب طال انتظاره، طريقه ليس مفروشًا بالورود، بل بالإصرار والعمل والاعتماد على شخصية الفريق قبل مهارات الأفراد.
يبقى السؤال حاضرًا بقوة الآن: هل ينجح حسام حسن في السير على خطى الجنرال محمود الجوهري والمعلم حسن شحاتة، وكتابة فصل جديد في تاريخ منتخب مصر؟ وهل تكون أمم أفريقيا 2025 لحظة التحول وبداية صفحة ذهبية جديدة؟
التاريخ لا يمنح الفرص كثيرًا، وحين تأتي لا بد أن تُغتنم، وكلنا خلف منتخب مصر، ننتظر تحقيق حلم النجمة الثامنة مع كتيبة حسام حسن.