يعاني كثير من الأشخاص من الاستيقاظ المفاجئ والمتكرر في ساعات الفجر الأولى، تحديدًا بين الساعة الثالثة والخامسة صباحًا، مع صعوبة العودة للنوم مرة أخرى، ورغم اعتقاد البعض أن الأمر مجرد أرق عابر أو عادة نوم سيئة، إلا أن خبراء النوم والصحة النفسية يؤكدون أن هذا التوقيت يحمل دلالات جسدية ونفسية أعمق قد لا ينتبه لها كثيرون، في هذا التقرير.
نستعرض الأسباب العلمية والنفسية وراء الاستيقاظ المبكر، ونوضح ما الذي يحدث داخل الجسم في هذه الساعات، ومتى يصبح الأمر مؤشرًا لمشكلة صحية تحتاج إلى تدخل، وفقا لموقع تايمز أوف انديا.
الاستيقاظ بين 3 و5 فجرًا.. ماذا يحدث للجسم في هذا التوقيت؟
يعمل جسم الإنسان وفق نظام يُعرف باسم الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm)، وهي المسئولة عن تنظيم النوم، والاستيقاظ، وإفراز الهرمونات، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم.
وبحسب دراسات النوم:
ـ تصل درجة حرارة الجسم إلى أدنى مستوياتها.
ـ ينخفض ضغط الدم.
ـ يتباطأ معدل الأيض.
يكون النوم في أعمق مراحله
هذه المرحلة من المفترض أن تكون الأكثر هدوءًا وتجديدًا للطاقة لكن عند وجود توتر نفسي أو إجهاد ذهني، يصبح الجسم أكثر حساسية لأي اضطراب، ما يؤدي إلى الاستيقاظ المفاجئ.
دور هرمون الكورتيزول في الاستيقاظ المبكر
يبدأ هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، في الارتفاع تدريجيًا قبل الفجر استعدادًا للاستيقاظ الطبيعي.
لكن في حالات:
ـ القلق المزمن.
ـ الضغط النفسي.
ـ التفكير الزائد قبل النوم.
يرتفع الكورتيزول مبكرًا وبشكل غير متوازن، ما يؤدي إلى:
ـ الاستيقاظ المفاجئ.
ـ تسارع ضربات القلب.
ـ نشاط ذهني زائد.
ـ صعوبة العودة للنوم.
العبء النفسي والتفكير الزائد.. العدو الخفي للنوم
في عالم مليء بالضغوط اليومية، يذهب كثيرون إلى النوم وهم محمّلون بـ:
مهام غير منتهية
قلق بشأن المستقبل
مشاكل أسرية أو مهنية
ضغوط مالية أو عاطفية
هذه الأفكار لا تختفي أثناء النوم، بل تنتقل إلى العقل الباطن.
وخلال ساعات الفجر الأولى، حيث تكون دفاعات الجسم النفسية أضعف، تظهر هذه الأفكار بشكل مكثف، ما يؤدي إلى الاستيقاظ مع شعور بالضيق أو القلق أو الحزن دون سبب واضح.
ساعة الذئب.. التفسير النفسي والثقافي للاستيقاظ فجرًا
في بعض الثقافات الأوروبية، تُعرف الفترة بين الثالثة والخامسة فجرًا باسم “ساعة الذئب”، وهي ترمز إلى:
أقصى درجات الهشاشة النفسية
زيادة الكوابيس
تضخيم المشاعر السلبية
ورغم أن هذا الوصف يحمل طابعًا رمزيًا، إلا أن علم النفس الحديث يؤكد أن الصمت والظلام والإجهاد في هذا التوقيت قد يزيد من حدة المشاعر السلبية، ويجعل القلق أكثر وضوحًا.
أسباب صحية قد تؤدي إلى الاستيقاظ بين 3 و5 صباحًا
في بعض الحالات، لا يكون السبب نفسيًا فقط، بل قد يرتبط بـ:
ـ اضطراب مستويات السكر في الدم.
ـ مشكلات هرمونية، خاصة لدى النساء.
ـ الاكتئاب.
ـ القلق العام.
ـ اضطرابات النوم مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم.
لذلك، فإن تكرار الاستيقاظ في هذا التوقيت لفترات طويلة لا يجب تجاهله.
كيف تتوقف عن الاستيقاظ بين 3 و5 فجرًا؟ نصائح فعالة
قبل النوم:
ـ كتابة الأفكار والمهام في ورقة لتفريغ الذهن
ـ ممارسة تمارين التنفس أو التأمل لمدة 10 دقائق
ـ تقليل استخدام الهاتف قبل النوم بساعة
ـ تجنب الكافيين والوجبات الثقيلة مساءً
عند الاستيقاظ:
ـ عدم النظر إلى الهاتف أو الساعة
ـ تجنب الدخول في حوار مع الأفكار السلبية
ـ ممارسة تنفس بطيء وعميق
ـ تذكير النفس أن هذا الاستيقاظ مؤقت وليس خطرًا
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة مختص إذا:
استمر الاستيقاظ المبكر أكثر من 3 أسابيع
صاحبه إرهاق شديد خلال النهار
ظهرت أعراض اكتئاب أو قلق مستمر
أثّر على القدرة على العمل أو التركيز
الاحتفاظ بمفكرة نوم قد يساعد الطبيب على تشخيص السبب بدقة.