يؤرخ سقوط روما القديمة، ولا سيما الإمبراطورية الرومانية الغربية، عادةً بعام 476م، حين أطاح القائد الجرماني أودواكر بآخر الأباطرة الرومان، رومولوس أوجستولوس، وهو حدث ينظر إليه على أنه نهاية الحكم الروماني في الغرب وبداية التحول إلى العصور الوسطى في أوروبا. وبينما انهارت السلطة الغربية، استمر القسم الشرقي من الإمبراطورية – المعروف لاحقاً بالإمبراطورية البيزنطية – حتى عام 1453م.
تمرهذه الأيام، ذكرى قيام أودواكر رجل دولة من خلفية بربرية، بخلع الطفل الإمبراطور رومولوس أوجستولوس ويصبح أول ملك لإيطاليا، يعتبر خلع أوداكر لرومولوس تقليديا إيذانا بنهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية وكذلك روما القديمة.
كانت أسباب السقوط متشابكة؛ شملت الضغوط العسكرية المتزايدة من الشعوب الجرمانية، والاضطرابات السياسية، والأزمات الاقتصادية، وتراجع الانضباط العسكري، إلى جانب تحولات اجتماعية وثقافية مثل تصاعد نفوذ المسيحية.
بربري وراء سقوط عاصمة الإمبراطورية الرومانية
كان أودواكر في الأصل قائداً مرتزقاً داخل الجيش الروماني عندما تمرّد على الحكم. ففي بياتشينزا انتصر على القائد الروماني أوريستيس، والد الإمبراطور الشاب، قبل أن يسيطر على رافينا التي كانت عاصمة الغرب منذ عام 402م. وعلى الرغم من استمرار الإمبراطورية الشرقية، فإن اعتلاء أودواكر للسلطة عُدّ بمثابة النهاية الفعلية للإمبراطورية الرومانية الأصيلة في موطنها الإيطالي.
وبحلول القرن الثالث، بدأت الشعوب "البربرية" مثل القوط في اختراق حدود الإمبراطورية. فقد تمكن الرومان من النجاة من الثورات الجرمانية أواخر القرن الرابع، لكنهم لم ينجحوا في صمودهم أمام هجمات القوط الغربيين بقيادة ألاريك الذي دخل روما عام 410م. وبعد عقود من الاضطرابات، جاءت ضربة جديدة بسقوط المدينة مجدداً سنة 455م على يد الفاندال.
وفي عام 476م، قاد أودواكر حركة تمرد جديدة، خلع خلالها رومولوس أوجستولوس، ومنذ ذلك الحين لم يعد أي إمبراطور روماني إلى الحكم في الغرب، مما جعل هذا العام رمزاً للسقوط النهائي للإمبراطورية الرومانية الغربية.