تتبنى الدولة منذ سنوات خططا طموحة من أجل توفير الحماية الاجتماعية اللازمة للعمالة غير المنتظمة، وتوفير حلول تضمن توجيه كل أوجه الدعم اللازم لهذه الفئات، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ عدة محاولات من أجل التعرف على طبيعة هذه العمالة والأنشطة التى تشملها، ومن أهمها توفير حصر أعدادهم وتسجيل بياناتهم لتسهيل التعامل معهم واتخاذ السياسات اللازمة لاحتوائها وحمايتها.
وأقر البرنامج الحكومى رؤية متكاملة لمدة 3 سنوات من (2024-2027) من أجل تمكين ودعم العمالة غير المنتظمة، من خلال استمرار حصر العمالة غير المنتظمة فى جميع القطاعات، بما يسهم فى توفير المعلومات لمتخذ القرار، وتقديم آليات محكمة ودقيقة للدعم ولتوفير فرص العمل، فضلا عن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والتواصل المستمر مع المستفيدين.
وفى هذا الإطار، بادر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء منذ سنوات، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير قاعدة بيانات واضحة ومستدامة للعمالة غير المنظمة تحت مسمى «بحث العمالة خارج المنشآت»، حيث تعتبر أبحاث العمالة خارج المنشآت من أهم الأبحاث التى تجريها الأجهزة الإحصائية حول العالم، لكونها مصدرا أساسيا لجميع البيانات المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية التى يتم مزاولتها خارج المنشآت، وترصد حجم العمالة خارج المنشآت فى كل الأنشطة الاقتصادية فيما عدا نشاط الزراعة وصيد الأسماك.
ويهدف بحث العمالة خارج المنشآت إلى توفير صورة كاملة عن الأنشطة الاقتصادية المختلفة التى تزاولها وتوزيعاتها الجغرافية، وهو ما كشف عنه بحث العمالة خارج المنشآت الصادر مؤخرا عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتشمل الصناعات التحويلية والخدمات والإصلاح وتجارة التجزئة والنقل والتشييد والبناء والأطعمة والمشروبات.
وتظهر بيانات الجهاز، أن حجم العينة بلغ 36 ألفا و543 أسرة معيشية، تم سحبها من 77 ألف أسرة معيشية تغطى جميع محافظات الجمهورية ما عدا محافظة شمال سيناء، لعدم إدراجها فى بحث القوى العاملة، كما تم استيفاء الاستمارة الفردية من الفرد المؤهل نفسه والذى يعمل خارج المنشآت سواء داخل المنزل أو خارجه.
أمثلة للمهن محل البحث
وأعطى البحث عدة أمثلة على المهن التى يرصدها ومنها العاملين فى تجارة التجزئة «كالباعة الجائلين»، العاملين بالنقل «كسائقى الميكروباص/ التاكسى، التوك توك»، والعاملين بالتشييد والبناء «كالبناء، نجار مسلح، حداد مسلح، النقاش والسباك»، بالإضافة إلى العاملين فى الخدمات والإصلاح «كماسحى الأحذية، الكوافير، المصور الفوتوغرافى، المترجم، الشيالين، الساعاتى، الخدم»، إلى جانب العاملين بنشاط الأطعمة والمشروبات مثل تقديم الوجبات الجاهزة مثل «الفول، الكبدة، الكشرى»، وتقديم الآيس كريم، وتقديم المشروبات مثل «القهوة، النسكافيه، البرتقال، القصب، العرقسوس، التمر هندى»، والعاملين بالصناعات التحويلية مثل «صناعة الألبان من الجبن، زبدة، صناعة الوجبات، والأطباق المعدة من الخضراوات، صناعة وتفصيل الملابس الجاهزة».
وقدرت بيانات جهاز الإحصاء إجمالى المشتغلين خارج المنشآت بنحو 7 ملايين و491 ألفا و732 مشتغلا، موزعة بواقع 6 ملايين و932 ألفا و518 مشتغلا من الذكور تستحوذ بها على حوالى 92.5% من الإجمالى، بالإضافة إلى 559 ألفا و214 مشتغلا من الإناث تستحوذ بها على نسبة 7.5% من الإجمالى.
البحث الذى انتهى منه جهاز الإحصاء، لم يتوقف عند رصد أعداد المشتغلين فقط، بل تناول مستوياتهم العلمية أيضا، حيث كان الحاصلون على المؤهل المتوسط هم غالبية العاملين خارج المنشآت وبلغ عددهم 3 ملايين و81 ألفا و510 مشتغلين، بنسبة بلغت 41.1% من الإجمالى، يليه الحاصلون على مؤهل أقل من المتوسط وبلغ عددهم مليونا و564 ألفا و41 مشتغلا بنسبة 20.9% من الإجمالى، ثم الأميون وبلغ عددهم مليونا و481 ألفا و607 مشتغلين بنسبة 19.8% من الإجمالى.
وأيضا من يقرأ ويكتب وبلغ عددهم 645 ألفا و632 مشتغلا بنسبة 8.6% من الإجمالى، إلى جانب المؤهل الجامعى فأعلى وبلغ عددهم 415 ألفا و813 مشتغلا بنسبة 5.6% من الإجمالى، ومؤهل فوق المتوسط وأقل من الجامعى وبلغ عددهم 157 ألفا و387 مشتغلا بنسبة 2.1% من الإجمالى.
تصدر الحرفيون قائمة المهن الأعلى تسجيلا فى العمالة خارج المنشآت بعدد 3 ملايين و462 ألفا و795 مشتغلا، وبنسبة 64.2% من الإجمالى، وتشمل هذه المهن على سبيل المثال كلا من «عامل البناء، إصلاح الأحذية، نجار مسلح، نجار باب وشباك، عامل الهدم، منجد بلدى، مبيض محارة، ميكانيكى، كهربائى، نقاش»، يليها عمال تشغيل المصانع خارج المنشآت وبلغ عددهم مليونا و917 ألفا و856 مشتغلا بنسبة 25.6% من الإجمالى، بالإضافة إلى عمال المهن الأولية وبلغ عددهم مليونا و121 ألفا و608 مشتغلين وبنسبة 15% من الإجمالى، والمقصود بهم عمال يؤدون مهام يدوية بسيطة لا تحتاج مهارات متخصصة عالية ولكن تتطلب قدرة بدنية، مثل البناء، النقل، والتنظيف، ووظائف مثل عمال النظافة، عمال جمع النفايات، والعمالة المساعدة فى البناء.
مجال الخدمات
واستحوذ العاملون فى مجال الخدمات والمبيعات على عدد 792 ألفا و152 مشتغلا وبنسبة 10.6% من الإجمالى، وهم الباعة المتجولون للمواد الغذائية، والخدم، الطهاة، السفرجية، تنظيف السجاد، مرافقة الأشخاص ذوى الإعاقة، جليسة الأطفال وكبار السن، حلاق رجالى وحريمى، بائع فى السوق»، ثم الأخصائيون وبلغ عددهم 98 ألفا و353 مشتغلا وبنسبة 1.3% من الإجمالى، والمقصود بهم مهن مثل «مهندس كمبيوتر، مهندس معمارى، محاسب، مترجم، أخصائى تمريض، محفظ قرآن، محام».
إلى جانب الفنيون ومساعدو الأخصائيين وبلغ عددهم 91 ألفا و355 مشتغلا وبنسبة 1.2% من الإجمالى، وهم مهن «فنى إلكترونيات، فنى مبيعات، سمسار عقارات، منظمو الرحلات، معلم قيادة السيارات، مصور فوتوغرافى»، وأخيرا الكتبة وبلغ عددهم 7 آلاف و613 مشتغلا وبنسبة 0.1% من الإجمالي، وهم مهن «العرضحالجى، مدخل بيانات، سكرتيرة «كتابة المراسلات، المؤلفات».
النشاط الاقتصادى
أما من حيث النشاط الاقتصادى، فقد استحوذ نشاط التشييد والبناء على أعلى نسبة مشتغلين بعدد 3 ملايين و210 آلاف و311 مشتغلا بنسبة 42.8%، يليه نشاط النقل والتخزين بعدد مليونى و66 ألفا و342 مشتغلا بنسبة بلغت 27.6%، ثم نشاط تجارة الجملة والتجزئة والإصلاح للمركبات ذات المحركات بعدد 806 آلاف و816 مشتغلا، إلى جانب نشاط الأنشطة الأخرى وبلغ عددهم 786 ألفا و834 مشتغلا بنسبة 10.5%، وأنشطة خدمات أفراد الخدمة المنزلية الخاصة بالأسر بعدد 335 ألفا و579 مشتغلا بنسبة 4.5%، وأخيرا الصناعات التحويلية بعدد 285 ألفا و850 مشتغلا.
تناول بحث العمالة خارج المنشآت أيضا حالة المشتغلين واستقرارهم فى العمل، وبلغت نسبة العاملين بشكل دائم - وهو العمل المستقر والمنتظم أو المستمر لفترة غير محددة - نحو 4 ملايين و762 ألفا و648 مشتغلا ونسبتهم 63.6% من الإجمالى، يليها العمل المتقطع - وهو العمل الموقوت بفترة قصيرة «يوم/ أسبوع»، مثل عمال اليومية فى أعمال البناء ورصف الطرق ، وعمال التراحيل – وبلغ عددهم مليونين و526 ألفا و853 مشتغلا بنسبة 33.7% من الإجمالى.
أما العمل المؤقت - هو العمل المحدد بفترة معينة من خلال تعاقد أو اتفاق مع رب عمل واحد لفترة محددة تنتهى بإنجاز هذه الأعمال مثل العمل فى مشروعات تعبئة أو تغليف طلبات سريعة - وبلغ عددهم 173 ألفا و813 مشتغلا، وأخيرا الموسمى - هو العمل الذى ينتهى بنهاية الموسم مثل العمل فى العمليات الصناعية التى لها طبيعة موسمية مثل عمل المثلجات أو عمل الطلبة فى فترة الإجازة الصيفية- وبلغ عددهم 28 ألفا و418 مشتغلا بنسبة 0.4%.
قيمة الإنتاج والأجور
وقبل تناول قيمة الأجور، يجب التوضيح أن بحث العمالة خارج المنشآت أجرى مقارنة مهمة بين نوعين من المشتغلين، وهما المشتغلون بالعمل الأول والمقصود بها هنا الفرد الذى يعمل فى مهنة واحدة فقط وهى التى توفر له الدخل الأساسى، أما النوع الثانى فهو المشتغلون بالعمل الثانى، والمقصود بها هنا الفرد الذى يعمل فى مهنتين الأولى هى المهنة الأساسية التى توفر له أعلى دخل والثانية يعمل بها بشكل متقطع لزيادة الدخل.
وفى هذا الإطار، بلغ إجمالى الأجور المحصلة للعمالة خارج المنشآت نحو 128.9 مليار جنيه، موزعة بواقع 182.6 مليار جنيه للمشتغلين بالعمل الأول، و344.7 مليون جنيه للمشتغلين بالعمل الثانى، وعلى مستوى الإنتاج - قيمة السلع والخدمات المنتجة خلال فترة زمنية - فقد سجل إجمالى قيمة الإنتاج 127.4 مليار جنيه، موزعة بين المشتغلين بالعمل الأول بقيمة 126.9 مليار جنيه، و463.1 مليون جنيه للمشتغلين بالعمل الثانى.
وأخيرا القيمة المضافة - قيمة ما يضيفه أى نشاط اقتصادى على إنتاج معين- وسجل الإجمالى نحو 93.8 مليار جنيه، موزعة بواقع 93.5 مليار جنيه للمشتغلين بالعمل الأول، و322.7 مليون جنيه للمشتغلين بالعمل الثانى.
أعلى المحافظات
وطبقا للنوع فقد بلغ عدد المشتغلين من الذكور نحو 6 ملايين و932 ألفا و518 مشتغلا، وتركز غالبيتهم فى محافظات القاهرة بعدد 662 ألفا و989 مشتغلا بنسبة 9.56% من الإجمالى، يليها محافظة الشرقية بعدد 653 ألفا و575 مشتغلا، بنسبة 9.43% من الإجمالى، ومحافظة الجيزة بعدد 613 ألفا و145 مشتغلا، بنسبة 8.84% من الإجمالى، إلى جانب محافظة سوهاج وبلغ عددهم 573 ألفا و595 مشتغلا، بنسبة 8.27% من الإجمالى، ومحافظة الدقهلية بعدد 499 ألفا و500 مشتغل، بنسبة 7.21% من الإجمالى، ومحافظة أسيوط وبلغ عددهم 429 ألفا و45 مشتغلا، بنسبة 6.19%.
القاهرة والمنيا والدقهلية
أما الإناث، فقد بلغ إجمالى المشتغلات منهن 559 ألفا و214 مشتغلا، وتوزعن بواقع 101 ألف مشتغل بمحافظة القاهرة بنسبة 18.06% من الإجمالى، يليها محافظة المنيا وحازت على 67 ألفا و380 مشتغلا، بنسبة بلغت 12.05% من الإجمالى، ومحافظة الدقهلية بعدد 63 ألفا و835 مشتغلا، بنسبة بلغت 11.42% من الإجمالى، ومحافظة الجيزة بعدد 59 ألفا و875 مشتغلا، بنسبة 10.71% من الإجمالى، ومحافظة القليوبية بعدد 37 ألفا و893 مشتغلا، بنسبة 6.78% من الإجمالى.
القليوبية
وأظهر توزيع العمالة خارج المنشآت على مستوى الجمهورية، خريطة المحافظات التى تتركز فيها المهن المختلفة، حيث بلغ إجمالى عدد الحرفيين أصحاب المهن العلمية نحو 98 ألفا و353 مشتغلا، وجاءت محافظة الدقهلية فى المقدمة بعدد 19 ألفا و674 مشتغلا، يليها محافظة القليوبية بعدد 15 ألفا و981 مشتغلا، أما الفنيون ومساعدو الأخصائيون سجلوا إجمالى 91 ألفا و355 مشتغلا، وتركز غالبيتهم فى محافظة مطروح بعدد 11 ألفا و619 مشتغلا، ثم محافظة القليوبية بعدد 9 آلاف و870 مشتغلا.
وشملت القائمة أيضا مهنة الكتبة وبلغ إجمالى عددهم نحو 7 آلاف و613 مشتغلا، موزعة بين محافظات القاهرة بعدد 4 آلاف و117 مشتغلا، يليها محافظة الجيزة بعدد ألف و566 مشتغلا، ثم محافظة الدقهلية بعدد ألف و433 مشتغلا، كما بلغ إجمالى عدد العاملين فى مجال الخدمات والمبيعات 792 ألفا و152 مشتغلا، حازت محافظة القاهرة وحدها على 142 ألفا و885 مشتغلا، يليها محافظة الشرقية وبلغ عددهم 75 ألفا و562 مشتغلا.
أما الحرفيون فقد بلغ إجمالى عددهم 3 ملايين و462 ألف مشتغل.
