سرطان المعدة خامس أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، ويساء فهمه غالبًا على أنه عسر هضم، وقد أصبح التشخيص المتأخر سببًا رئيسيًا في وفاة آلاف الأشخاص سنويًا، وتكمن خطورة سرطان المعدة في أنه في بدايته تكون أعراضه غير واضحة، لذلك يُعد التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من المخاطر وفقًا لموقع "Healthline".
وتُظهر الدراسات أن اكتشاف سرطان المعدة فى مراحله الأولى يُحسّن بشكل كبير معدلات النجاة وفعالية العلاج، لذلك فإن التمييز بين عسر الهضم العادى وأعراض سرطان المعدة يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في إنقاذ الحياة.
عسر الهضم مقابل سرطان المعدة.. كيفية تحديد الفرق بينهما
يعتبر عسر الهضم مشكلة هضمية شائعة، يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، وعادةً ما يُسبب عسر الهضم انزعاجًا وانتفاخًا وغثيانًا عرضيًا خاصة بعد الوجبات، وعادةً ما تُشفى هذه الحالة بتغيير عادات نمط الحياة أو بعض العلاجات المتاحة دون وصفة طبية.
وفي المقابل يتطور سرطان المعدة لأسباب كامنة أكثر خطورة، حيث تُعد العدوى المزمنة ببكتيريا الملوية البوابية عامل خطر رئيسيًا، وتشير بعض الدراسات إلى أن عادات نمط الحياة مثل التدخين واتباع نظام غذائى غنى بالأطعمة المالحة أو المدخنة أو المصنعة أو الاستعداد الوراثى قد تكون أيضًا عوامل مُساهمة، وعلى عكس عسر الهضم، ويُمكن أن تُسبب هذه العوامل تغيرات مُستمرة في بطانة المعدة، مما قد يُؤدي إلى ورم خبيث على مر السنين.
ويعد التقيؤ المتكرر المصحوب بالدم أو صعوبة بلع الطعام من الأعراض التي تظهر عند اشتداد خطورة السرطان، ومع ذلك، قد تُحاكي العلامات المبكرة جدًا لسرطان المعدة أعراض عسر الهضم الشائعة.
وتشير دراسة أجراها مركز إم دي أندرسون للسرطان إلى أنه نظرًا لتشابه الأعراض المبكرة جدًا لسرطان المعدة مع عسر الهضم، يُصبح من الصعب اكتشافه.. وإليك بعض الأعراض التي تُنذر بالخطر:
الشعور بالشبع حتى مع تناول الوجبات الصغيرة
يعد الانتفاخ الخفيف أو الشعور بالشبع أحيانًا بعد الإفراط في تناول الطعام سببًا شائعًا لعسر الهضم، ولكن من المثير للقلق الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة فقط من الطعام، وتشير العديد من التقارير إلى أن الشبع المبكر عرض شائع لسرطان المعدة.
حرقة المعدة وعسر الهضم المستمر
يمكن أن يُسبب عسر الهضم الناتج عن تناول وجبات ثقيلة وحارة مشكلات في الهضم، ويؤدي إلى حرقة معدة مستمرة، ولكن، قد يُشير تكرار حرقة المعدة أو ارتجاع المرىء، الذي لا يستجيب جيدًا لمضادات الحموضة، إلى تهيج معدي مبكر أو تغيرات في المريء، والتي قد تكون علامات مبكرة لسرطان المعدة.
اختلاف حركة الأمعاء
يصاحب عسر الهضم تغيرات في حركة الأمعاء، مثل الإمساك الخفيف أو الإسهال، وفي المقابل، تشير الدراسات إلى أن الإسهال المستمر، أو الإمساك، أو تغير قوام البراز قد تكون علامات مبكرة لمشكلات في الجهاز الهضمي، بما في ذلك سرطان المعدة.
رغم أن أعراض سرطان المعدة وعسر الهضم متشابهة، إلا أن استمرارها وشدتها وعدم استجابتها للعلاجات التقليدية في حال ظهورها، يجعلها أكثر إثارة للقلق، لذلك من الضروري طلب المساعدة الطبية عند ظهور هذه الأعراض، فقد يوصي الأطباء بإجراء فحوصات للكشف عنها، إن إدراك الفروق بين الحالة الحميدة والمرض المُهدد للحياة هو الخطوة الأولى نحو التدخلات المُنقذة للحياة.