تستعد نقابة الأطباء لإجراء انتخابات التجديد النصفى، يوم الجمعة المقبل، 10 أكتوبر 2025، حيث وجهت اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات برئاسة الدكتور عمرو محمد الدعوة لجميع الأطباء البالغ عددهم نحو أكثر من 270 ألف طبيب للمشاركة فى التصويت، وذلك لانتخاب نصف مقاعد مجلس النقابة العامة والنقابات الفرعية.
تتنافس قائمتان رئيسيتان فى هذه الانتخابات هما قائمة ائتلاف أطباء مصر وقائمة المستقبل، على 12 مقعدا بمجلس النقابة العامة، توزعت بين 3 مقاعد للأطباء الذين تجاوزت مدة قيدهم 15 سنة وثلاثة مقاعد للأطباء الذين لم تبلغ مدة قيدهم 15 سنة، بالإضافة إلى 6 مقاعد للقطاعات الجغرافية المختلفة، إلى جانب نصف عدد أعضاء مجالس النقابات الفرعية فى 27 محافظة.
يكشف المشهد الانتخابى عن فارق واضح بين مستوى المنافسة فى النقابة العامة والنقابات الفرعية، فبينما يتنافس 40 مرشحا على 10 مقاعد بالنقابة العامة بعد حسم مقعدين بالتزكية، تم حسم 28 مقعدا فى النقابات الفرعية دون أى منافسة انتخابية، وهو ما يعنى أن نحو 24% من إجمالى المقاعد قد فاز بها مرشحوها مبكرا بالتزكية.
فى النقابة العامة، حسم الدكتور محمد فريد الأمين العام للنقابة العامة حاليا مقعد منطقة غرب الدلتا بالتزكية، بينما حسم الدكتور مصطفى هاشم عضو مجلس النقابة العامة حاليا مقعد منطقة جنوب الصعيد بالتزكية أيضا، وذلك لتقدم مرشح واحد فقط لكل من المقعدين، وبذلك تنحصر المنافسة الفعلية بين 40 مرشحا على 10 مقاعد متبقية، بمعدل أربعة متنافسين لكل مقعد.
يتركز التنافس الأكبر فى مقاعد المستوى العام، حيث يتنافس 19 مرشحا على ثلاثة مقاعد للأطباء الذين تجاوزت مدة قيدهم 15 عاما، بينما يتنافس 10 مرشحين على 3 مقاعد للأطباء الذين لم تبلغ مدة قيدهم 15 عاما، فى حين أن السباق على المقاعد الجغرافية أقل من حيث عدد المتنافسين.
على الجانب الآخر، تبدو الصورة فى النقابات الفرعية مختلفة تماما، فمن إجمالى 114 مقعدا متاحة للتنافس فى 27 نقابة فرعية، تم حسم 28 مقعدا منها بالتزكية، حيث حسمت ست نقابات فرعية جميع مقاعدها دون أى منافسة وهى نقابات مطروح والسويس والمنيا وشمال سيناء وجنوب سيناء والفيوم، وذلك لتقدم عدد من المرشحين يساوى بالضبط عدد المقاعد المتاحة فى كل منها.
بالإضافة إلى ذلك، حسمت مقاعد الأطباء الذين تجاوزت مدة قيدهم 15 عاما بالتزكية فى نقابتى سوهاج والوادى الجديد، بينما لا تزال المنافسة قائمة على مقاعد الأطباء الذين لم تبلغ مدة قيدهم خمس عشرة عاما فى هاتين النقابتين.
تختلف آلية توزيع المقاعد فى النقابات الفرعية وفقا لسنوات القيد وحجم كل نقابة، حيث تحصل كل نقابة فرعية على مقعدين للأطباء الذين تجاوزت مدة قيدهم خمس عشرة سنة ومقعدين للأطباء الذين لم تبلغ مدة قيدهم خمس عشرة سنة، باستثناء نقابة القاهرة التى تحصل على أربعة مقاعد لكل فئة نظرا لضخامة عدد أعضائها، ونقابة الإسكندرية التى تحصل على ثلاثة مقاعد لكل فئة.
عند المقارنة مع انتخابات التجديد النصفى السابقة التى أجريت فى أكتوبر 2023، يظهر تراجع واضح فى عدد المرشحين المتنافسين، ففى حين تنافس واحد وعشرون مرشحا على مقاعد الأطباء الذين لم تبلغ مدة قيدهم خمس عشرة عاما فى الدورة السابقة، انخفض هذا العدد إلى عشرة مرشحين فقط فى الدورة الحالية، مع انخفاض طفيف أيضا فى عدد المتنافسين على مقاعد الأطباء الذين تجاوزت مدة قيدهم خمس عشرة عاما، كما أن ظاهرة حسم المقاعد بالتزكية أكثر انتشارا فى الدورة الحالية مقارنة بالدورة السابقة التى شهدت منافسة أوسع.
يمكن تفسير هذا الفارق بين الدورتين جزئيا بوجود المنافسة على منصب النقيب العام فى انتخابات ألفين وثلاثة وعشرين، والذى استقطب وحده اثنى عشر مرشحا وخلق اهتماما أكبر بالعملية الانتخابية بأكملها، بينما تقتصر انتخابات ألفين وخمسة وعشرين على التجديد النصفى لأعضاء مجلس النقابة دون التنافس على أى من المناصب القيادية العليا، وهو ما قد يفسر انخفاض الزخم الانتخابى مقارنة بالدورة السابقة.
تشير الأرقام إلى تزايد فى التوافقات الداخلية أو ربما تراجع فى الرغبة لخوض المنافسات الانتخابية فى بعض المحافظات، خاصة فى النقابات الفرعية الأصغر حجما، وهى ظاهرة لم تكن بهذا الحجم فى الدورة الانتخابية السابقة.
وتنتظر النقابة نتائج الانتخابات التى ستجرى يوم الجمعة المقبل، والتى ستكشف عن مدى قدرة القائمتين المتنافستين على حشد الدعم والأصوات بين صفوف الأطباء، وما إذا كانت حالة التوافقات والهدوء فى النقابات الفرعية ستنعكس على معدلات المشاركة فى التصويت بشكل عام، أم أن التنافس على مستوى النقابة العامة سيدفع بمزيد من الأطباء للإدلاء بأصواتهم.