فى ذكرى الاحتفال بنصر السادس من أكتوبر المجيد عام 1973، أطلق تليفزيون "اليوم السابع" سلسلة من الفيديوهات الوثائقية تحت عنوان "أسماء من نور"، تسلط الضوء على أبرز أبطال الحرب الذين سطروا ببطولاتهم ملاحم خالدة وغيروا مجرى التاريخ، وتأتى هذه السلسلة تكريمًا لرجال صنعوا النصر، فخلدت أسماؤهم فى وجدان الأمة وذاكرة الوطن.
من بين القادة العسكريين الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور فى سجل التاريخ، يبرز اسم المشير أحمد إسماعيل، القائد العام للقوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
حيث قاد واحدة من أعظم معارك العصر الحديث، وأظهر بعبقرية استراتيجية نادرة فشل نظريات العدو العسكرية، مما أربك القيادة الإسرائيلية ودفعها إلى إجراء تغييرات عاجلة فى صفوفها خلال سير المعركة، لقد كان دوره حاسمًا فى إعادة هيبة العسكرية المصرية وترسيخ ملامح النصر.
ولد أحمد إسماعيل على فى 14 أكتوبر عام 1917 بشبرا وتعلم فى مدارسها الابتدائية والإعدادية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية حاول الالتحاق بالكلية الحربية لكنه لم ينجح، والتحق بكلية التجارة وفى العام التالى تقدم للمرة الثانية من أجل الالتحاق بالكلية الحربية، فتم رفضه مجددا.
وأصر أن يذهب للمرة الثالثة وكان بصحبته زميله محمد أنور السادات وتم رفضهما معا لأنهما من عامة الشعب، لكنهما ذهبا فى العام التالى ليتم قبولهما أخيرا، وشارك فى حرب فلسطين وبعد عامين حصل على ماجستير فى العلوم العسكرية.
وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر كان قائدا للواء الثالث فى رفح ثم القنطرة شرق، وكان أول من تسلم مدينة بورسعيد بعد العدوان، وبعد سنوات تولى قيادة قوات سيناء ثم صار رئيسا للقوات البرية، وفى أكتوبر من عام 1972 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات ليكون قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية ليبدأ إعداد الجيش لأهم مرحلة قبل الحرب.