ما هو سرطان القلب.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج

سرطان القلب يعتبر حالة نادرة وخطيرة، حيث تنمو خلايا شاذة بشكل لا يمكن السيطرة عليه إما على القلب أو بالقرب منه، وعلى عكس أنواع السرطان الأكثر شيوعًا التي تُصيب الرئتين أو الثدي أو القولون، فإن أورام القلب الخبيثة نادرة للغاية، مما يُصعب التشخيص والعلاج، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

وقد تناولت دراسة نُشرت في مجلة Cardio-Oncology الخصائص السريرية والمرضية لأورام القلب الساركومية الأولية، مشيرة إلى أن هذه الأورام، وإن كانت خبيثة في الغالب، إلا أنها نادرة للغاية، وأبرز البحث أن هذه الأورام الساركومية غالبًا ما تصيب الأفراد الأصغر سنًا، بمتوسط عمر يتراوح بين 45 و50 عامًا، وهي أكثر شيوعًا لدى الذكور.

وناقشت الدراسة أيضًا التحديات في التشخيص بسبب الطبيعة غير المتجانسة لهذه الأورام والحاجة إلى تقنيات تشخيصية متقدمة لتحسين نتائج المرضى.

فهم سرطان القلب وأنواعه

سرطان القلب حالة طبية نادرة وخطيرة، تنمو فيها خلايا شاذة بشكل لا يمكن السيطرة عليه على القلب أو بالقرب منه، مُشكلةً ورمًا خبيثًا، ويحدث هذا السرطان بطريقتين رئيسيتين:

سرطان القلب الأولي: الذي ينشأ مباشرةً في أنسجة القلب (غالبًا على شكل ساركوما تُصيب الأنسجة الرخوة والأوعية الدموية).

سرطان القلب الثانوي: الذي يتطور عندما ينتشر السرطان من عضو آخر مثل الرئتين أو الثدي أو الكلى.

ولأن القلب يتكون في معظمه من العضلات والنسيج الضام، فهو أقل عرضة للإصابة بالسرطان مقارنةً بالأعضاء ذات الخلايا الظهارية سريعة التجدد، وفي حين أن العلاجات مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الجراحة يمكن أن تُساعد في تقليص الأورام وتخفيف الأعراض، إلا أنه لا يوجد علاج نهائي حاليًا، ويُعد الكشف المبكر والرعاية المتخصصة أمرًا بالغ الأهمية لإدارة هذه الحالة النادرة بفعالية.

كيف يتطور سرطان القلب؟

يوضح الأطباء أن سرطان القلب يتطور عندما تبدأ خلايا القلب أو الأنسجة المحيطة به بالانقسام بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وبينما يرتبط سرطان القلب الثانوي بانتشار ورم خبيث من أعضاء أخرى، يمكن أن يتأثر سرطان القلب الأولي بالطفرات الجينية، وتحدث إحدى هذه الطفرات في جين POT1 (بروتين حماية التيلومير 1)، والذي يمكن أن يُورث من أحد الوالدين، وقد تشمل العوامل المساهمة الأخرى، التعرض للإشعاع أو بعض السموم البيئية، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.

وعلى الرغم من هذه المخاطر، يبقى سرطان القلب نادرًا لأن عضلة القلب والأنسجة الضامة لا تتجدد بسرعة، مما يجعلها أقل عرضة للطفرات التي تؤدي إلى السرطان.

لماذا سرطان القلب نادر جدًا؟ دور بنية أنسجة القلب

يعود ندرة الإصابة بسرطان القلب بشكل كبير إلى التركيب الفريد للقلب، فعلى عكس الأنسجة الظهارية، التي تُبطن أعضاءً مثل الرئتين والقولون والبنكرياس والثديين، يتكون نسيج القلب في الغالب من العضلات والنسيج الضام، حيث إن هذه الخلايا تنقسم ببطء، مما يقلل من احتمالية حدوث الطفرات التي تُسبب السرطان.

وفي المقابل، يتجدد النسيج الظهاري باستمرار، مما يجعله أكثر عرضة للتغيرات السرطانية، وهذا يفسر سبب إصابة السرطان عادةً بالأعضاء ذات البطانة الظهارية، ونادرًا ما يصيب القلب.

غالبًا ما لا يُشخص سرطان القلب حتى يتطور، لأن أعراضه قد تتشابه مع أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.. وتشمل العلامات التحذيرية الرئيسية ما يلي:

قصور القلب المفاجئ أو ضعف غير مبرر في وظيفة القلب.

ضيق التنفس أو التعب الشديد بسبب ضغط الورم على حجرات القلب.

عدم انتظام ضربات القلب، بما في ذلك ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.

ألم أو انزعاج في الصدر.

الإغماء أو الدوخة.

الانصباب التاموري، وهو تراكم السوائل حول القلب.

فقدان الوزن غير المبرر.

آلام الظهر المزمنة.

سعال مصحوبًا بالدم.

التغيرات المعرفية، مثل الارتباك أو مشكلات في الذاكرة.

خيارات العلاج لسرطان القلب

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لسرطان القلب حاليًا، إلا أن هناك علاجات متنوعة تساعد في السيطرة على الأعراض.. وتشمل هذه:

العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لتقليص الأورام والسيطرة على تطور السرطان.

الجراحة لإزالة الورم، والتي قد تكون معقدة للغاية اعتمادًا على موقعه وحجمه.

الزرع الذاتي، وهو إجراء نادر يتم فيه إزالة القلب مؤقتًا وإجراء عملية جراحية عليه وإعادة زراعته.

زراعة القلب في الحالات القصوى حيث لا يمكن للجراحة وحدها إزالة الورم.

بالنسبة لسرطان القلب الثانوي، يركز العلاج على السيطرة على السرطان الأولي الذي انتشر إلى القلب، وتعتمد القرارات المتعلقة بالعلاج على عوامل متعددة، منها حجم الورم وموقعه وعمر المريض وصحته العامة.