الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى تبدأ من الأمعاء.. إزاى تحمى نفسك

تتكون الأمعاء من ملايين البكتيريا والفيروسات والفطريات والكائنات الدقيقة، حيث تلعب دورًا مهمًا في تحسين الهضم والمناعة والصحة العامة، وهى ما تسمى مجتمعة بميكروبيوم الأمعاء، حيث يزود هذا التدفق العناصر الغذائية وعمليات الأيض في الأمعاء، كما يُحدد طريقة عملها، وحسبما أشار موقع "هارفارد هيلث"، فإن هناك صلة وثيقة بين ميكروبيوم الأمعاء وتطور الأمراض المزمنة، مثل داء السكر من النوع الثاني، لدى ملايين الأشخاص حول العالم.

وأشار التقرير إلى أن هناك فيروسات وبكتيريا معوية مُحددة يُمكن أن تؤثر على تنظيم مستويات السكر في الدم، وحساسية الأنسولين، والالتهابات، كعوامل رئيسية في السيطرة على داء السكر، لذلك فإن وجود ميكروبيوم معوي متوازن ومتنوع من خلال النظام الغذائي ونمط الحياة والبروبيوتيك يمكن أن يقلل من المخاطر، ويعزز الصحة على المدى الطويل من خلال تحسين الهضم وتعزيز المناعة ودعم الصحة العقلية ومنع الأمراض المرتبطة بالالتهابات التي غالبًا ما تتطور بسبب ضعف صحة الأمعاء أو النشاط البكتيري غير المتوازن.

العلاقة بين صحة الأمعاء وخطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني

تلعب ميكروبات الأمعاء دورًا مهمًا في معرفة كيفية تأثير العوامل الوراثية والتغذية ونمط الحياة على إدارة نسبة السكر في الدم، حيث يحدث مرض السكر من النوع الثاني عندما لا يتمكن الجسم من إدارة سكر الدم بشكل جيد، ويمكن لهذه الميكروبات الموجودة في الأمعاء أن تؤثر على الطريقة التي يعالج بها الجسم الدهون والسكر، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة أو تقليل خطر الإصابة بمرض السكر.

وقد أظهرت دراسات عالمية عديدة أن بعض أنواع البكتيريا والفيروسات في الأمعاء ترتبط بتغيرات في طريقة استقلاب الجسم للطعام، مما قد يؤثر على خطر الإصابة بمرض السكر، فعلى سبيل المثال، توجد سلالة من البكتيريا تُعرف باسم بريفوتيلا كوبري، والتي تُنتج أحماضًا أمينية متفرعة السلسلة، بشكل أكثر شيوعًا لدى مرضى السكر من النوع الثاني، حيث رُبطت مستويات هذه الأحماض الأمينية المرتفعة في الدم بالسمنة ومقاومة الأنسولين.

ومن ناحية أخرى، يمكن لبعض الفيروسات التي تُسمى العاثيات، والتي تصيب البكتيريا في الأمعاء، أن تُغير أيضًا طريقة عمل هذه الميكروبات، وتشير الأدلة البحثية إلى تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء قد تحدث قبل الإصابة بمرض السكر، وعادةً ما تظهر على الأفراد الذين شُخصوا حديثًا بمرض السكري من النوع الثاني بصمات ميكروبية مماثلة لتلك الموجودة لدى المرضى المزمنين، مما يشير إلى أن الميكروبيوم قد يكون مؤشرًا تحذيريًا للمرض في مرحلة مبكرة.

الأطعمة التي يجب تضمينها وتجنبها للحصول على ميكروبيوم معوي صحي

قد يؤدي دمج بعض الأطعمة في نظامك الغذائي إلى دعم ميكروبيوم الأمعاء الصحي، وربما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.. على هذا النحو:

الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضراوات.

الأطعمة المخمرة: مثل الزبادي.

الأطعمة التي تحتوي على البوليفينول: مثل التوت، والمكسرات، والبذور، وزيت الزيتون.

أحماض أوميجا 3 الدهنية: الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين.

وقد تؤدي بعض عادات الأكل والأطعمة إلى الإضرار بميكروبيوم الأمعاء وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.. كما يلى..

الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون: قد تؤدي الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة إلى الإضرار بصحة ميكروبيوم الأمعاء ومقاومة أكبر للأنسولين.

الأطعمة شديدة المعالجة: مثل الحلويات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة والمواد الكيميائية يمكن أن تدمر البكتيريا المعوية وتؤدي إلى مشكلات في التمثيل الغذائي.

الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف: إن نقص الألياف في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أعداد البكتيريا المعوية الجيدة ويمنع تحمل الجلوكوز.

عادات نمط الحياة لدعم صحة الأمعاء

هناك خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على ميكروبيوم صحي للأمعاء، والتي قد تقلل أيضًا من خطر الإصابة بمرض السكري بشكل غير مباشر:

التوازن الغذائي: اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة يغذي البكتيريا المعوية المفيدة.

البروبيوتيك والأطعمة المخمرة: مثل والملفوف المخلل تعمل على زيادة البكتيريا المفيدة فى الأمعاء.

ممارسة الرياضة: لقد ثبت أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على إنشاء ميكروبيوم متوازن ومتنوع.

لا تستخدم المضادات الحيوية غير الضرورية: فهي قد تؤدي إلى اختلال توازن البكتيريا المعوية.