في إطار جهود وزارة الثقافة لتحقيق العدالة الثقافية وتوسيع نطاق الوصول إلى المعرفة، تواصل الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور خالد أبو الليل تنفيذ خطتها الطموحة للتوسع في إنشاء منافذ جديدة لبيع إصداراتها في مختلف المحافظات، خاصة في صعيد مصر والمناطق البعيدة عن المركز، بما يحقق هدف الدولة في نشر الثقافة وجعل الكتاب في متناول كل مواطن.
فبعد افتتاح منفذ جديد بمقر مكتبة مصر العامة بأسوان، افتتحت الهيئة بالتعاون مع صندوق مكتبات مصر العامة منفذين إضافيين في مكتبة مصر العامة بالأقصر وفرع مكتبة طيبة الجديدة، ليصبح بذلك الجنوب المصري على خريطة التوزيع النشط لإصدارات الهيئة التي تضم كتب الأدب والفكر والعلم وكتب الأطفال والمجلات الثقافية.
وأكد الدكتور خالد أبو الليل، القائم بأعمال رئيس الهيئة، أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية جديدة لتطوير منظومة النشر والتوزيع، تقوم على مد جسور التعاون بين الهيئة والمكتبات العامة والجامعات ومراكز الشباب في المحافظات.
وأوضح أن الهدف هو حل مشكلة ضعف المنافذ التي طالما واجهت قطاع النشر الرسمي، من خلال توفير نقاط بيع قريبة من الجمهور وتقديم الإصدارات بأسعار رمزية وجودة عالية، مشيرًا إلى أن الهيئة تدرس أيضًا إطلاق منافذ إلكترونية متنقلة ومبادرات بيع عبر المكتبات المتنقلة لتصل الكتب إلى القرى والمناطق النائية.
من جانبه، أعرب السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، عن تقديره للتعاون المستمر مع الهيئة، مؤكدًا أن هذه الشراكة تعزز الدور المجتمعي للمكتبات العامة وتجعلها مراكز إشعاع ثقافي حقيقية في المحافظات.
وأشار إلى أن وجود منافذ لبيع كتب الهيئة داخل المكتبات العامة يُتيح للزوار فرصة الاطلاع والاقتناء، مما يخلق صلة مباشرة بين القارئ والمنتج الثقافي المصري.
وتحظى هذه المبادرات بدعم كامل من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي أكد أن الوزارة تعمل على تحقيق العدالة الثقافية وتكافؤ الفرص في الحصول على المعرفة، ضمن محاور رؤية مصر 2030، التي تضع الثقافة وبناء الإنسان في مقدمة أولوياتها.
وبحسب الهيئة، فإن خطة التوسع في المنافذ تشمل خلال عام 2025 افتتاح نقاط بيع جديدة في محافظات سوهاج، وقنا، والبحيرة، وشمال سيناء، إلى جانب التعاون مع مكتبات الجامعات الكبرى لإتاحة إصدارات الهيئة داخل الحرم الجامعي بأسعار مدعومة.
ويؤكد مسؤولو الهيئة أن هذه الجهود تمثل نقلة نوعية في مفهوم توزيع الكتاب، حيث لم يعد الاعتماد مقتصرًا على المعارض الكبرى، بل أصبح الانتشار اليومي عبر المنافذ الثابتة والمتحركة جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحويل القراءة إلى أسلوب حياة، وإحياء العلاقة بين المواطن والكتاب في كل أنحاء مصر.