فيسبوك
واتساب
حذر خبراء الصحة من خطر اضطراب صامت في نظم القلب يعرف باسم الرجفان الأذيني، والذي أصبح أحد الأسباب الرئيسية لتكرار السكتات الدماغية لدى كبار السن، ورغم أن هذا الاضطراب قد يمر دون أعراض واضحة، إلا أن نتائجه قد تكون قاتلة إذا لم يكتشف في الوقت المناسب، بحسب ما ذكر موقع تايمز ناو.
الرجفان الأذيني من أكثر اضطرابات القلب شيوعًا وخطورة بين المسنين، إذ يؤدي إلى زيادة كبيرة في خطر تكون الجلطات الدموية التي قد تنتقل إلى الدماغ وتسبب سكتة دماغية مميتة أو إعاقات دائمة.
إيقاع قلب خفي يضرب الدماغ
قال الدكتور كارثيك فاسوديفان، رئيس قسم أمراض القلب التداخلية وقصور القلب في مستشفى مانيبال بالهند، إن كثيرًا من المرضى لا يدركون أنهم مصابون بالرجفان الأذيني، لأن هذا الاضطراب قد لا يحدث أعراضًا واضحة في بدايته.
وأضاف قائلا أن "الرجفان الأذيني يتسبب في ارتعاش الحجرتين العلويتين من القلب بدلاً من نبضهما بإيقاع منتظم، مما يؤدي إلى تراكم الدم داخل جيب صغير يُسمى زائدة الأذين الأيسر (LAA)، وهنا تبدأ الخطورة، إذ يمكن أن تتكون جلطات دموية تنتقل فجأة إلى الدماغ وتعيق تدفق الدم، مسببة سكتة دماغية مفاجئة".
وأكد فاسوديفان أن كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة لهذا النوع من الاضطراب، خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ومرض الشريان التاجي.
وأشار إلى أن التقدم في العمر وتراجع مرونة الأوعية الدموية يجعلان القلب أكثر عرضة لاضطرابات الإيقاع.
مصدر قلق متزايد
أوضح الخبراء أن شيخوخة السكان في العالم، إلى جانب أنماط الحياة الحديثة التي تتسم بقلة النشاط البدني وزيادة الضغوط النفسية، تسببت في ارتفاع في حالات الرجفان الأذيني، ويعد هذا الاضطراب عاملًا مباشرًا في تكرار السكتات الدماغية لدى المسنين، حتى بين أولئك الذين يتناولون أدوية سيولة للدم بانتظام.
وقال الدكتور فاسوديفان: "أدوية سيولة الدم تظل خط الدفاع الأول ضد الجلطات، ولكن بعض المرضى يظلون معرضين للخطر رغم التزامهم بالعلاج، وهو ما يستدعي الحاجة إلى تشخيص دقيق وتدخل مبكر".
علامات يجب عدم تجاهلها
تظهر أعراض السكتة الدماغية غالبًا فجأة دون إنذار، وتشمل:
ألمًا شديدًا في الصدر.
دوخة مفاجئة أو فقدان التوازن.
صعوبة في النطق أو الكلام غير الواضح.
ضعفًا في أحد جانبي الجسم أو شعورًا بالشلل.
القيء والغثيان.
اضطرابات في الرؤية أو فقدانها المؤقت.
ويؤكد الأطباء أن هذه الأعراض تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا، فكل دقيقة تمر تعني مزيدًا من الضرر لخلايا الدماغ التي لا يصلها الدم.
كيف تبقى آمنًا؟
يشدد الأطباء على أن الوقاية تبدأ بالفحص المبكر، وأن الكشف الدوري عن نظم القلب ضروري خصوصًا لمن تجاوزوا سن الخمسين أو يعانون من أمراض مزمنة ومن أهم النصائح الوقائية:
إجراء فحوصات تخطيط القلب بانتظام لمتابعة أي تغيرات في الإيقاع.
استشارة الطبيب فورًا عند الشعور بالدوخة أو اضطراب الرؤية أو صعوبة النطق.
تناول الأدوية الموصوفة بدقة دون إهمال أو تعديل في الجرعات.
مراقبة ضغط الدم ومستوى السكر بانتظام.
اتباع نظام غذائي صحي وتقليل استهلاك الكافيين والملح.
ممارسة نشاط بدني معتدل بانتظام.
