في 13 ديسمبر 1916، أودى انهيار جليدي هائل بحياة مئات الجنود النمساويين في ثكنة عسكرية قرب جبل مارمولادا الإيطالي، وعلى مدار عدة أيام، تسببت انهيارات جليدية في جبال الألب الإيطالية بمقتل ما يقدر بنحو 10,000 جندي نمساوي وإيطالي في منتصف ديسمبر.
وقد وقعت هذه الانهيارات أثناء الحرب العالمية الأولى ، ويزعم بعض الشهود أنها كانت مفتعلة لاستخدامها كسلاح، ورغم قلة الأدلة التي تثبت ذلك، فمن المحتمل أن تكون الانهيارات الجليدية قد استخدمت كأسلحة في مناسبات أخرى خلال الحرب، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
دخل الإيطاليون الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا وفرنسا وروسيا ضد ألمانيا والنمسا-المجر في أواخر أبريل عام 1915، وعلى مدى السنوات الثلاث التالية، خاض الجيش الإيطالي سلسلة من المعارك الدامية ضد النمساويين في المنطقة الجبلية على طول نهر إيسونزو بالقرب من الحدود الإيطالية النمساوية.
وكانت الظروف في الجبال في كثير من الأحيان أسوأ من القتال نفسه، وقد قال ضابط نمساوي ذات مرة: "الجبال في الشتاء أخطر من الإيطاليين"، وقد صدق هذا القول في منتصف ديسمبر عام 1916، عندما خلقت الثلوج الكثيفة في جبال الألب ظروفًا مواتية لحدوث انهيارات ثلجية.
موت مئات الجنوب النمساويين
كان مئات الجنود النمساويين المتمركزين في ثكنة قرب قمة غران بوز في جبل مارمولادا في خطر شديد، فرغم أن موقع المعسكر كان محصنًا ضد الهجمات الإيطالية، إلا أنه كان يقع مباشرة تحت جبل من الثلج غير المستقر، وفي 13 ديسمبر، انهار ما يقارب 200 ألف طن من الثلج والصخور والجليد من الجبل مباشرة على الثكنات، تم إنقاذ حوالي 200 جندي، بينما لقي 300 آخرون حتفهم، ولم يعثر إلا على عدد قليل من الجثث.
مع استمرار تساقط الثلوج الكثيفة والرياح العاتية خلال الأسبوع التالي، تكررت حوادث مماثلة لحادثة مارمولادا بوتيرة مقلقة، فقدت أفواج بأكملها في لحظة.، ولم يعثر على جثث بعض الضحايا إلا في الربيع. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 9000 و10000 جندي لقوا حتفهم بحلول نهاية ديسمبر 1916 بسبب الانهيارات الثلجية.