التهاب الحلق من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين الناس، فهو ليس مرضًا خطيرًا في الغالب، بل عرضًا مؤقتًا يصيب معظم الأفراد مرتين أو ثلاث مرات سنويًا على الأقل، ويلاحظ أن الأطفال والمراهقين أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالبالغين، نظرًا لضعف مناعتهم النسبي وكثرة تعرضهم للفيروسات في المدارس أو أثناء اللعب، وفقا لموقع HSE.
يستمر التهاب الحلق عادة لبضعة أيام فقط، ويتحسن أغلب المرضى خلال أقل من أسبوع، حيث تشير الإحصاءات إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص يتعافون منه دون الحاجة إلى تدخل طبي خاص.
أعراض التهاب الحلق
غالبًا ما يكون التهاب الحلق أحد أعراض العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي، وتتمثل أبرز علاماته في الشعور بألم أو حرقة في الحلق، وجفاف أو حكة مستمرة، واحمرار واضح في الجزء الخلفي من الفم، إضافة إلى رائحة الفم الكريهة وسعال خفيف، وقد يصاحب الالتهاب تورم في غدد الرقبة نتيجة تفاعل الجسم مع العدوى.
وفي بعض الحالات تظهر أعراض أخرى مثل سيلان أو انسداد الأنف والعطس وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وأحيانًا يصبح الصوت أجشًا بسبب التهاب الحنجرة، ومن المهم معرفة أن التهاب الحلق قد يكون في بعض الحالات من الأعراض المبكرة لفيروس كورونا، لذا ينصح بعدم إهمال الأعراض إذا كانت مصحوبة بحمى أو فقدان حاسة الشم أو السعال المستمر.
أسباب الإصابة بالتهاب الحلق
تحدث غالبية حالات التهاب الحلق نتيجة عدوى فيروسية، وهي السبب الأكثر شيوعًا ومن بين الفيروسات المسببة له فيروس الإنفلونزا، وفيروس البرد، وفيروس الحمى الغدية، كما قد يؤدي التهاب اللوزتين أو التهاب الحنجرة الفيروسي إلى ظهور نفس الأعراض.
وفي حالات أخرى أقل شيوعًا، يكون سبب الالتهاب عدوى بكتيرية، مثل عدوى المكورات العقدية من المجموعة "أ"، وهي التي تسبب التهاب الحلق العقدي أو الحمى القرمزية وفي مثل هذه الحالات، قد يرى الطبيب ضرورة وصف مضاد حيوي، خاصة إذا كانت العدوى شديدة أو لم تتحسن باستخدام العلاجات المنزلية.
العلاج المنزلي لالتهاب الحلق
في أغلب الأحيان، لا يحتاج التهاب الحلق إلى زيارة الطبيب أو تناول مضادات حيوية، إذ يزول من تلقاء نفسه خلال أيام قليلة. ويمكن التخفيف من الألم والانزعاج من خلال بعض الطرق المنزلية البسيطة.
بالنسبة للأطفال، ينصح الأطباء بتشجيعهم على شرب كميات كافية من الماء أو العصائر أو الحليب، والحفاظ على رطوبة الحلق، أما البالغون، فيفضل لهم تجنب تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة، واختيار الأطعمة اللينة والباردة، إلى جانب شرب كميات كبيرة من السوائل سواء كانت باردة أو دافئة.
كما ينصح بالامتناع عن التدخين لأنه يزيد من تهيج الحلق ويبطئ عملية الشفاء. وتعد الغرغرة بالماء الدافئ والملح من العلاجات المنزلية الفعالة، شرط ألا تستخدم للأطفال.
المضادات الحيوية ودورها المحدود
رغم شيوع استخدام المضادات الحيوية، فإنها لا تجدي نفعًا في حالات التهاب الحلق الناتجة عن الفيروسات، مثل نزلات البرد والإنفلونزا ولهذا لا يوصي الأطباء عادة بوصفها إلا في حالات الالتهاب البكتيري الشديد، لأن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى ضعف فعالية المضادات الحيوية مستقبلاً وزيادة مقاومة البكتيريا لها.
وتوضح الدراسات أن المضادات الحيوية لا تقلل من شدة الألم أو سرعة الشفاء في الحالات الفيروسية، بل قد تسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة مثل اضطراب المعدة أو الحساسية.