** رئيس وزراء فلسطين يبحث مع مسؤول أممية جهود تنفيذ خطة الحكومة الإغاثية
سادت حالة من الهدوء في قطاع غزة لليوم الثاني في المرحلة الأولى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وقضى سكان غزة ليلتهم الأولى بدون قصف لأول مرة منذ 471 يوما مع صمود الاتفاق الموقع برعاية مصرية وأمريكية وقطرية، مع تدفق عشرات الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية والغذائية وحافلات الوقود.
أطلق جيش الاحتلال الاسرائيلي، مساء الأحد، سراح 90 فلسطينيا معتقلا في سجونها، ضمن صفقة وقف إطلاق النار بينها وحركة "حماس"ـ واستقبل الفلسطينيون خبر إطلاق سراح المعتقلين بتجمعات جماهيرية واحتفالات.
ومن المقرر الإفراج عن ثلاثة رهائن كل سبعة أيام، بمن في ذلك "على الأقل" أمريكيتان في هذه المرحلة الأولى.
فيمل واصل آلاف النازحين الفلسطينيين، الإثنين، العودة إلى منازلهم المدمرة، وتفقد الدمار الحاصل فيها وسط حالة من الصدمة والبكاء على الأطلال، إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت أكثر من 471 يوما، وأدت إلى استشهاد 46876 فلسطينيا وتسجيل 11 ألف إصابة، وإلى تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية.
ميدانيا، أصيب 8 نازحين فلسطينيين في مدينة رفح الفلسطينية برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي، وذلك مع عودة مئات النازحين إلى منازلهم المدمرة بشكل كامل بسبب تعمد إسرائيل هدم أكبر عدد ممكن من المنازل خلال 471 يوما.
وفجر الإثنين، وبتأخير دام 7 ساعات، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 90 من الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تتضمن مرحلته الأولى إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة حماس سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات.
بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، الاثنين، إن الخسائر البشرية لطواقم الدفاع المدني بلغت 48% بين ضحايا ومصابين ومعتقلين منذ بدء الحرب الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هناك 2842 ضحية من أفراد الدفاع المدني في الحرب الإسرائيلية "تبخرت أجسادهم ولم نجد لها أثراً"، حسب تعبيره.
وأضاف بصل في مؤتمر صحفي، أن إسرائيل قتلت نحو 88 من كوادر الإدارة، فيما أصيب 319 آخرين، لافتاً إلى أن الغارات الإسرائيلية دمرت 85% من مركبات الإدارة خلال الحرب، موضحا أن الدفاع المدني بدأ البحث عن جثامين أكثر من عشرة آلاف شخص لا يزالون تحت الأنقاض حتى الآن.
وطالب بصل بإدخال طواقم عربية وأجنبية بكامل معداتها للمساعدة على التعامل مع الواقع الكارثي الذي يفوق قدرات الدفاع المدني الفلسطيني في غزة.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اعتداءات مجموعات المستعمرين المسلحة وعناصرها الإرهابية ضد الفلسطينيين وسياراتهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، خاصة قطع الطرق الرئيسة وشل حركة المواطنين وحرية تنقلهم من بلداتهم وأعمالهم وإليها، بحماية قوات الاحتلال.
وحذرت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي الاثنين، من خطورة تفاخر المستعمرين ومنظماتهم الإرهابية بهذه الاعتداءات الوحشية، وتعمد منحها شرعية علنية مدعومة من أوساط متطرفة في حكومة الاحتلال.
وأدانت الخارجية الفلسطينية سياسة فرض العقوبات الجماعية وتركيب المزيد من البوابات الحديدية وإغلاقها أمام الفلسطينيين، والتضييقات التي تفرضها قوات الاحتلال الاسرائيلي لتقطيع أوصال الضفة الغربية ومنع حركة الفلسطينيين والسماح للمستعمرين المتطرفين باستباحة الضفة.
وحمّلت الخارجية الفلسطينية، حكومة الاحتلال، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات، وطالبت المجتمع الدولي بإجبار دولة الاحتلال الاسرائيلي وأذرعها على تفكيكها ورفع الحماية عنها، وفرض عقوبات دولية رادعة على منظومة الاستيطان الاستعمارية برمتها.
بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا"، الاثنين، إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت او تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين الدكتور ريك بيبركورن: "إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل.
وأضاف، ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها.
ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ، أمس الأحد في تمام الساعة 11:15 صباحا، بعد تأخره لأكثر من ساعتين ونصف.
فيما، بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، مع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، اليوم الاثنين، تنسيق الجهود المشتركة والخطوات العملية في تنفيذ خطة الحكومة للإغاثة والإنعاش المُبكر والاستجابة الطارئة لقطاع غزة، بحضور وزيري التخطيط والتعاون الدولي وائل زقوت، والتنمية الاجتماعية سماح حمد.
وأطلع رئيس وزراء فلسطين، كاغ على مخرجات اجتماع مجلس الوزراء أمس بإنشاء غرفة عمليات حكومية طارئة لقطاع غزة، وستكون في حالة انعقاد دائم، وجاهزية الطواقم الحكومية لتوسعة العمل في تعزيز الإغاثة وإزالة الركام واستعادة الخدمات الأساسية واستلام المعابر وإعادة الإعمار.
وأكد أهمية تنسيق العمل والجهود الإغاثية عبر عنوان واحد وهو دولة فلسطين ومؤسساتها، لتجنب ازدواجية العمل، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، مشيرا إلى العمل مع الشركاء الدوليين على إنجاز التقارير النهائية لحصر الأضرار في قطاع غزة، والمناقشات من أجل التحضير لعقد مؤتمر دولي للمانحين بالتنسيق مع الدول المانحة والمؤسسات الدولية ذات الصلة.
من جانبها، أكدت كاغ تقديم كل الإمكانيات واستمرار تنسيق الجهود المشتركة بين المؤسسات الأممية كافة مع مؤسسات دولة فلسطين التي لديها الخطط والإمكانيات والقدرات والخبرات لقيادة العمل في قطاع غزة.