ماذا يعنى وقف إطلاق النار فى غزة بالنسبة للصراعات "المنسية" فى إفريقيا؟.. محللون: فرصة للتركيز على المناطق المشتعلة فى القارة.. مطالبات للمجتمع الدولى بالتحرك.. وتحذيرات: إدارة ترامب لن تعطى الأولوية لإفريقيا

الإثنين، 20 يناير 2025 03:00 ص
ماذا يعنى وقف إطلاق النار فى غزة بالنسبة للصراعات "المنسية" فى إفريقيا؟.. محللون: فرصة للتركيز على المناطق المشتعلة فى القارة.. مطالبات للمجتمع الدولى بالتحرك.. وتحذيرات: إدارة ترامب لن تعطى الأولوية لإفريقيا غزة - أرشيفية

كتبت ريهام عبد الله

فى حين أن الاتفاق على وقف العدوان الإسرائيلى، فى قطاع غزة قد يفتح نافذة للتركيز المتجدد على الصراعات المشتعلة فى أفريقيا، وخاصة فى السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة الساحل، لكن يحذر المحللون من أن الأصوات والمدافعين الأفارقة يجب أن يضغطوا بقوة أكبر من أجل تحرك المجتمع الدولى.

لقد انصب اهتمام العالم خلال العامين الماضيين على الحروب فى غزة وأوكرانيا، وقد هيمنت الصراعات فى أوروبا والشرق الأوسط على عناوين الأخبار العالمية، فضلاً عن اهتمام صناع السياسات والجهات المانحة فى العالم، ومن ناحية أخرى، تم تجاهل الصراعات المستمرة فى أفريقيا، والتى تسببت فى خلق بعض أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم.
وصنفت لجنة الإنقاذ الدولية الحرب المستعرة بين الجيش السودانى والدعم السريع فى السودان باعتبارها أكبر أزمة إنسانية فى العالم.

وبحسب الأمم المتحدة، أصبح السودان، الذى يعانى فيه أكثر من 20 مليون شخص، أى ما يقرب من نصف السكان، من انعدام الأمن الغذائى الشديد، أحد أسوأ أزمات الجوع فى العالم، وفقا لموقع "أفريكا ريبورت".

ومن جهته قال فيديريكو مانفريدى فيرميان، خبير السياسة الخارجية فى الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا وزميل الأبحاث المشارك فى المعهد الإيطالى للدراسات السياسية الدولية : "لقد دمرت الحرب الأهلية المستمرة الإنتاج الزراعى، وشردت الملايين، وتركت جهود المساعدات الإنسانية تعانى من نقص خطير فى التمويل، وتواجه مجتمعات بأكملها خطر المجاعة، حيث يتحمل الأطفال والسكان وطأة الجوع والمرض".

وفى جمهورية الكونغو الديمقراطية، أدى تجدد نشاط حركة 23 مارس إلى إشعال عقود من العنف المميت عبر الحدود فى المنطقة الشرقية، مما أدى إلى نزوح الملايين من الناس والتسبب فى تفاقم الكوارث الإنسانية.

فيما تستمر الصراعات العنيفة التى يخوضها الجهاديون فى منطقة الساحل، مالى وبوركينا فاسو والنيجر على وجه الخصوص، فى إحداث الفوضى وخلق الأزمات فى المناطق المتضررة.
ومن جهتها قالت إخلاص أحمد، مسئولة البرامج فى منظمة غير حكومية "مجموعة الدفاع عن دارفور"، أن التركيز العالمى على غزة وأوكرانيا أدى إلى تهميش الصراعات الحرجة فى أفريقيا، مما جعلها تعانى من نقص التمويل وانخفاض الأولوية.

وقال فيرميان أن التركيز على غزة وأوكرانيا أدى إلى تحويل أموال المانحين الأساسية والمساعدات الإنسانية والإرادة السياسية بعيداً عن الأزمات فى أفريقيا، مما أدى إلى تفاقم معاناة الملايين.

وفى حين تتطلب الصراعات مثل غزة وأوكرانيا الاهتمام الكبير بالطبع، فإن الفشل فى معالجة الكوارث الإنسانية فى السودان وبوركينا فاسو ودول أفريقية أخرى يعكس عدم المساواة فى تحديد الأولويات العالمية.

ويضيف : "على الرغم من شدة الأزمات، تظل المساعدات الدولية شحيحة، وتظل بوركينا فاسو غائبة إلى حد كبير عن عناوين الأخبار العالمية، ويجب أن يدرك المجتمع الدولى أن تكلفة التقاعس فى أفريقيا لا تقتصر على عدم الاستقرار الإقليمى، بل إنها فشل أخلاقى عميق".
وقالت إخلاص أحمد أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة قد يفتح نافذة للتركيز المتجدد على الصراعات المنسية فى أفريقيا.

ومن الناحية النظرية، يقول فيرميان أن وقف إطلاق النار فى غزة من شأنه أن يحرر المجال الدبلوماسى والإعلامى للتركيز بشكل أكبر على الصراعات فى أفريقيا، وخاصة السودان.

ومع ذلك، يحذر من أن الإدارة القادمة فى الولايات المتحدة من غير المرجح أن تعطى الأولوية لأفريقيا، مستشهدا بالسياسة الخارجية السابقة لدونالد ترامب والتى أظهرت مشاركة محدودة فى الصراعات الأفريقية والمبادرات الإنسانية أو حفظ السلام المتعددة الأطراف.

وعن تدخل مجلس الأمن، قال فيرميان:"مجلس الأمن، الذى انقسم بالفعل بشأن قضايا مثل أوكرانيا وغزة، سيواصل كفاحه لإيجاد إجماع بشأن الصراعات فى السودان ومنطقة الساحل. وقد استنفدت العديد من الدول المانحة بالفعل مواردها بسبب الحروب فى أوكرانيا وغزة، مما ترك قدرة محدودة على الالتزامات الجديدة المهمة".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة