مشهدٍ إنساني مؤثر قبالة معبر رفح من الجانب المصري، حيث امتدت طوابير طويلة من الشاحنات أمام بوابة معبر رفح البري، قادمة من مختلف المحافظات المصرية، محملة بآمال ودعم الشعب المصري للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تعبر القوافل الإنسانية التي حملت على جوانبها علم مصر وشارة الهلال الأحمر المصري، لترسم لوحة تضامن إنساني تفيض بالعطاء في مواجهة المحن.
بدأت القوافل رحلتها من كافة أنحاء مصر، بجهود ابناء مصر الذين جمعوا التبرعات والمساعدات وجهود منظمات المجتمع المدني ومؤسسات أهلية تضمنت المساعدات مواد غذائية، أدوية، بطاطين، ومستلزمات إعاشة متنوعة، وحتى شحنات من الوقود لدعم مرافق غزة الحيوية، كل شاحنة حملت معها رسالة حب وسلام من الشعب المصري، مع لافتات تشير إلى الجهات التي قدمت التبرعات، من مؤسسات حكومية، منظمات دولية، وحتى جهود مجتمعية محلية.
على مشارف معبر رفح، وقف أحمد عبد الله، سائق شاحنة من محافظة الشرقية، يتحدث بابتسامة عريضة عن مهمته. يقول أحمد: "أقود شاحنة تحمل كميات كبيرة من البقوليات التي تبرع بها الأهالي في الشرقية، شعوري لا يوصف؛ فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لإخوتنا في غزة الذين يعيشون أوضاعًا صعبة."
أما محمد إبراهيم، القادم من مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، فقد وصف تجربته قائلاً: "شاحنتي محملة بأدوات منزلية أُنتجت في مصانع العاشر من رمضان. أشعر بالفخر أنني جزء من هذا الجهد الذي يظهر وحدة المصريين تجاه أشقائنا الفلسطينيين."
محمد عبد الله، سائق شاحنة أخرى من مدينة منيا القمح، تحدث عن شاحنته المحملة بالبصل والبطاطس قائلاً: "نقل هذه المساعدات إلى غزة هو واجب وطني وإنساني. أرى السعادة في أعين الجميع هنا، من السائقين إلى المتطوعين وحتى أهالي العريش الذين يدعموننا في هذه الرحلة."
أمام معبر رفح، كان متطوعو الهلال الأحمر المصري ينظمون حركة مرور الشاحنات بدقة لافتة، يرتدي المتطوعون سترات حمراء تميزهم، ويعملون بتناغم لضمان دخول المساعدات عبر المسارات المخصصة .
صرح مسؤول من الهلال الأحمر المصري قائلًا: "الجهود هنا لا تتوقف. كل شاحنة تعبر هي خطوة نحو تخفيف معاناة أهل غزة. نحن نتأكد من أن المساعدات تصل بأمان، ونبذل قصارى جهدنا لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا."
في شمال سيناء،المستشفيات على أهبة الاستعداد لاستقبال الجرحى والمصابين. وأعلن الدكتور أحمد سمير بدر، مدير مديرية الصحة بشمال سيناء، عن وصول أجهزة طبية جديدة لدعم المستشفيات، بما في ذلك أجهزة أشعة عمليات، وسونار، وأشعة متنقلة. كما تم تزويد مستشفى العريش بجهاز أشعة مقطعية متنقل، في خطوة تعكس جاهزية مصر للتعامل مع أي حالة طارئة قادمة من قطاع غزة.
يقول الدكتور أحمد: "نحن هنا لنقدم كل الدعم الممكن. هذه الأجهزة الجديدة ستحدث فارقًا كبيرًا في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين."
على الجانب المصري من المعبر، احتشد عشرات الصحفيين والمراسلين من وسائل الإعلام المحلية والدولية لتوثيق هذا المشهد الإنساني. كاميرات التصوير كانت تدور بلا توقف، تلتقط لحظات العبور، والتنسيق بين الجهات المعنية، وتصريحات المسؤولين.
أحد الصحفيين الدوليين يغطي الحدث، قال: "هذا المشهد يعكس قوة التضامن الإنساني. الدور المصري في دعم غزة ليس مجرد مساعدات عابرة، بل هو التزام إنساني يعبر عن روح الأخوة والجيرة."
بالتزامن مع هذه الجهود استقبل اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء السيدة إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، وعدداً من المسؤولين الدوليين بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في مكتبه بديوان عام المحافظة بمدينة العريش.
وضم الوفد السيد جون لوك تونجلت، مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، والسيد محمود المجدلاوي، مسؤول أول للشؤون الإنسانية بالمكتب ذاته، والسيدة ألفة من فريق العمل الإقليمي.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدولية لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومناقشة الترتيبات اللازمة لتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكد الوفد خلال اللقاء أهمية التعاون المشترك بين مصر والأمم المتحدة لتعزيز وصول الإمدادات الإنسانية إلى مستحقيها في القطاع المحاصر.
وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان الاستعدادات اللازمة لزيادة المساعدات الإنسانية خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك تسهيل عملية إدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية وضمان سرعة توزيعها لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان في غزة.
وأشاد وفد الأمم المتحدة بالدور المصري المحوري في إدارة الأزمة الأخيرة، مؤكداً تقدير المجتمع الدولي للجهود المصرية الكبيرة في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبه، أكد محافظ شمال سيناء أن المحافظة ستظل على استعداد تام لتقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان استمرار تدفق المساعدات، بما يسهم في تخفيف المعاناة عن سكان القطاع وتحقيق الاستقرار الإنساني في المنطقة.

الشاحنات-تعبر-لغزه

بوابه-معبر-رفح

جانب-من-الشاحنات

دخول-المساعدات-لغزه

سائق-شاحنه

سيارات-الاسعاف-في-معبر-رفح

شاحنات-مساعدات

صهاريج-الوقود-في-طريقها-لغزه

عبور-الوقود

مساعدات-من-شعب-مصر