نحب الحياة ما حيينا.. الفلسطينيون لا يعرفون اليأس رغم انتشار الموت حولهم "صور"

الأحد، 21 أبريل 2024 03:00 م
نحب الحياة ما حيينا.. الفلسطينيون لا يعرفون اليأس رغم انتشار الموت حولهم "صور" شاطئ دير البلح
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.. ونرقص بين شهيدين.. نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا.. ونسرق من دودة القز خيطا لنبني سماء لنا.. ونسيّج هذا الرحيلا.. ونفتح باب الحديقة كي يخرج الياسمين.. إلى الطرقات نهارا جميلا!.. ونزرع حيث أقمنا نباتا سريع النمو.. ونحصد حيث أقمنا قتيلا"، إحدى قصائد الشاعر الراحل محمود درويش، والتي تحولت إلى أرض واقع في غزة، هذه البقعة في كوكب الأرض التي تشهد أبشع مجزرة في التاريخ الحديث.

فسحة غزة
فسحة غزة

يخرج "محمود" مع أسرته من إحدى خيام النزوح، عائدا إلى منزله، وفي طريق العودة يمر على شاطئ دير البلح، ينظر لشقيقيه محمد ومازن، أصوات الطائرات تحيط بالمكان، ومنصات المدافع محيطة بالمدينة من كل جانب، رائحة الموت تفوح في كل مكان، القصف قد يصل لهم في أي وقت، ولكن يجد محمود وأشقائه أن عدد من النازحين قرروا النزول للبحر غير عابئين بجحيم تلك الحرب، يريدون اقتناص أية فرحة بعد أن غابت عنهم لشهور، يحاولون إلقاء همومهم في هذا البحر ونسان الألم والوجع، ليقرر الأشقاء الثلاثة مشاركة أقرانهم من أهالى القطاع تلك الفسحة البسيطة، فيخلعون ملابسهم وينزلون للبحر.

هذا ببساطة ما شهده شاطئ دير البلح، بالقرب من مخيم النصيرات، حيث تجمع عدد كبير من أهالى المدينة على الشاطئ، في محاولة منهم لنسيان أصوات المدافع والطائرات التي تصل لهم كل يوم، وعيش لحظة سعيدة بعد شهور من العذاب ومشاهدة الموت يوميا، لا يعلمون ما إذا كان الساعات المقبلة قد تحل وهم أحياء أم أموات سواء من خلال استهداف لقناصة الاحتلال أو صواريخ طائرته لتجمعاتهم.

22

صور التقطها عدد من الصحفيين الفلسطينيين، لتجمع من أهالى غزة على شاطئ دير البلح والذي تحول لمصيف خلال ساعات بسيطة، ونشورها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الصور التي تحمل لدلالات عديدة على حب الفلسطينيون بالحياة، رغم انتشار القتل من كافة النواحي، ولكن لم يبق سوى الأمل يتمسكون به، فإذا كانت رصاصة الاحتلال التالية قد تصل لصدر أحد منهم، فهذا لا يمنعهم من الاستمتاع بشاطئهم قبل الموت، فقد تكون هذه هي المرة الأخيرة التي ينزلون فيها إلى هذا البحر.

ينظر محمد لشقيقه محمود داخل البحر، فيجده مبتسما ومستمتعا بالمياه فيسأله "أتذكر ما هي أخر مرة ابتسمت فيها؟"، ليرد عليه شقيقه " نعم في 6 أكتوبر الماضي قبل العدوان بيوم"، ليرد عليهم شقيقهم الثالث مازن "دعونا لا نتذكر الألم ولنستمتع بتلك اللحظة السعيدة فقد تكون الأخير في حياتنا.. أجعلونا نزرع ابتسامة في وجه الظلم".

33

هذا جانب بسيط من حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون داخل هذا القطاع، يزرعون الأمل في بستان تلك الحياة، بعد أن أدار لهم العالم ظهره، يتفائلون رغم حجم الألم الكبير من فقدان الأحبة سواء الأب أو الأم أو الأشقاء أو الأبناء أو الزوجات والأزواج، يتحسسون اللحظات السعيدة وسط أوقات الرعب والتوتر والقلق، ينتظرون بفارغ الصبر أي وقت ينسيهم بعضا مما يشاهدونه يوميا من قتل وتشريد ودمار، يعلمون أن اقدارهم بيد الله عز وجل ومتيقنون بأن الله لن يكتب لهم إلا الخير.

هذه الصور التى قد تراها اعتيادية إذا كانت في وقت قبل 7 أكتوبر، إلا أنها في هذا التوقيت تحمل العديد من المعاني الرائعة، هي تزرع الأمل في نفوس الفلسطينيين بأن الغد قد يكون أفضل رغم الإبادة التي يتعرضون لها، كما تقذف الرعب والخوف في قلوب أعدائهم الذين حاولوا بشتى الطرق زرع اليأس والحزن والخوف، ليفاجئون أن هذا الشعب لا يعرف معنى للخوف.

44

من جانبه يؤكد رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو، أن أهالى دير البلح أقبلوا على الشواطئ ولكن ليس بحثا عن السعادة بقدر ما هو بحث عن ماء للاستحمام وهروب من حر الخيام التي يعيشون فيها بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويضيف رئيس بلدية دير البلح، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن المدينة بها ما يقرب من نصف مليون نازح موزعين على 78 مركز إيواء، وبالتالي تشهد تكدس كبير للأهالي،  والبحر متنفس لهم للهروب من هذا الازدحام، خاصة أن الاحتلال بحربه المجنونة هذه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي سرق كل شئ منا ولم يبق مكان للفرح والسعادة في القطاع بسبب الدمار الذي يلحقه الاحتلال بالقطاع.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة