حكايات عروس البحر المتوسط.. زيزينيا منطقة ارستقراطية بالإسكندرية.. باسم يونانى من أصدقاء محمد على تولى منصب قنصل بلجيكا واشترى أرض وبنى مسرحا صيفيا وكنيسة.. وقصرا "المجوهرات" و"الصفا" أشهر معالمها.. فيديو وصور

الخميس، 28 مارس 2024 03:00 ص
حكايات عروس البحر المتوسط.. زيزينيا منطقة ارستقراطية بالإسكندرية.. باسم يونانى من أصدقاء محمد على تولى منصب قنصل بلجيكا واشترى أرض وبنى مسرحا صيفيا وكنيسة.. وقصرا "المجوهرات" و"الصفا" أشهر معالمها.. فيديو وصور مدخل زيزينيا من الكورنيش
الإسكندرية - أسماء على بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر منطقة زيزينيا بالإسكندرية من المناطق الراقية والارستقراطية، حيث كان يعيش فيها صفوة المجتمع بعدما ازداد الزحف العمرانى من وسط المدينة إلى شرقها وزيادة الزحام فى منطقة المنشية، فأدرك العديد أن شرق الإسكندرية هو الأفضل، وزحف بعضهم إلى منطقة الرمل.

وتأتى حدود منطقة زيزينيا من الشمال كورنيش الإسكندرية كما تضم عدد من القصور الهامة التى لازالت محتفظة برونقها هو قصر الصفا وقصر المجوهرات واستراحة محافظ الإسكندرية، بالإضافة إلى أن يقطعها خط ترام النصر، كما يقطعها كورنيش الإسكندرية، فهى من المناطق الحيوية التى يتوسطها الطرق الرئيسية.

منطقة زيزينيا

تقع منطقة زيزينيا من حى الرمل بين منطقة جليم وسان ستيفانو وجناكليس وجنوبها حى باكوس فهى قطعة أرض كبيرة امتلأت بالكثافة السكانية مع مرور الزمن.

صاحب الأرض

ويعتبر صاحب أرض زيزينيا التى سميت باسمه هو "إتيان زيزينيا" وهو يونانى الجنسية جاء إلى مصر للتجارة وعاش فيها سنوات طويلة.

ويقول الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحين السابق، أن "زيزينيا" كان من أصدقاء محمد على باشا، وكان أحد أذرع محمد على فى أوروبا وكان يستغله لعقد صفقات السلاح فى هذا التوقيت.

وأضاف أن كان له بيتا جميلا فى ميدان المنشية، ولكنه تهدم بعد ضرب الإسكندرية عام 1882م  واستطاع أن يشغل منصب قنصل بلجيكا فى الإسكندرية واشترى قطعة أرض كبيرة من عائلة أبو شال.

وأوضح أن الأرض التى اشتراها هى التى يطلق عليها اليوم زيزينيا وبنى فيه مسرح صيفى مما شهر المنطقة باسمه؛ بينما شقيقه "ستيفانو" اشترى قطعة أرض مجاورة وبنى كنيسة أسماها سان استيفانو ومن هنا جاءت شهرة المنطقة والكنيسة كانت تقع بجانب مسجد أحمد يحيى حاليا.

كما أشار "عاصم" إلى أن إتيان زيزينيا كانت له تجارة القطن وهى الوظيفة الظاهرة بينما كان يشغل تجارة السلاح فى هذا التوقيت.

معالم زيزينيا

ولازالت منطقة زيزينيا تتمتع بجمالها القديم رغم مرور الزمن ووجود الكثافة السكانية والأبراج والمنازل الخرسانية التقليدية، إلا أنها تتمتع بوجود القصور القديمة ويوجد فيها فيلل وقصور تحتفظ بشكلها القديم ومنها قصر المجوهرات حاليا وقصر الصفا.

قصر المجوهرات "فاطمة حيدر"

يقع قصر المجوهرات الملكية بمنطقة زيزينيا بالإسكندرية بالقرب من شاطىء جليم على مساحة 4185 مترا مربعا، فهو تحفة معمارية مميزة ولهذا القصر قصة مميزة بدأت عام 1919 عندما قامت السيدة زينب هانم فهمى وهى أخت المعمارى الشهير «على فهمي» الذى صمّم هذا القصر هو والمهندس المعمارى الإيطالى أنطونيو لاشياك الذى كان وقتها المهندس الأكبر للسرايات الخديوية بمرسوم من الخديوى والذى أنشأ محطة قطارات سيدى جابر ومحطة الرمل آنذاك وهو نفسه من قام ببناء عدد من القصور الهامة وهى قصر الطاهرة ومجموعة من مبانى وسط البلد مثل الفرع الرئيسى لبنك مصر والعمارات الخديوية والمبنى القديم لوزارة الخارجية المصرية بميدان التحرير.

ولكن لم يكتمل بناء القصر ولكن أكملت بناءه بعد ذلك ابنتها الأميرة "فاطمة الزهراء" التى كانت تبلغ من العمر فى هذا التوقيت 18 عاما وصممت جناحًا شرقيًا عبارة عن قصر صغير بحرى للإقامة الصيفية وربطت بين القصرين بممر تحيط به أبواب من الزجاج المعشق الملون غاية فى الروعة والجمال،  فسمّى القصر بإسم فاطمة الزهراء سليلة الأسرة العلوية ابنة الأمير «على حيدر بن الأمير أحمد رشدى بن مصطفى بهجت فاضل باشا بن ابراهيم باشا بن محمد على باشا» أى أن محمد على هو جدّها الخامس.

وتزوجت الأميرة من محمد فايق يكن عام 1927 وسميت بسيدة القصر ورزقت منه بثلاثة أبناء هم “فاضل وفايز وفايزة” وكان والدها الأمير على حيدر كثير السفر يهوى الشعر والأدب، وحصل على جائزة من فرنسا عن ترجمته لجزء من القرآن إلى اللغة الفرنسية وظلّ القصر مقرًا لإقامتها هى وزوجها وأبنائها الثلاثة حتى قيام ثورة يوليو 1952 وحينها تمت مصادرة القصر وقدر ثمنه وقتها بمائة ألف جنيه، كما قدرت ثروتها كاملة والمكونة من قصر "زيزينيا" وفيلا فى الهرم ومدرسة فى مغاغة وأثاث وتحف وقطعة أرض بـ 169 ألف جنيه.

وقامت بتسليمه عام 1964م للحكومة المصرية ليستخدم كقصر لرئاسة الجمهورية، وانتقلت الأميرة بعدها للعيش فى القاهرة لتعيش فى شقة على النيل عاشت فيها لمدة عشرين عامًا حتى وفاتها عام 1983 عن عمر يناهز 80 عاما.

وتحول القصر إلى متحف يضم مجوهرات الأسرة العلوية بقرار جمهورى صدر عام 1986، ولكن لقرب القصر من البحر كانت عوامل التعرية قد بدأت فى التأثير على جدرانه وزخارفه بالرطوبة حينًا وبالأمطار أحيانًا، فقرر المجلس الأعلى للآثار فى تلك الفترة عمل ترميم وتطوير شامل للقصر. وبعد عملية الترميم عاد القصر شامخًا يحمل بين جنباته ذكريات وأسرار الأميرة الراحلة فاطمة الزهراء.

قصر الصفا

بنى قصر الصفا "زيزينيا" وفى نهاية القرن الـ19 تحول قصر زيزينيا إلى فندق "جلوريا أوتيل" وفى عام 1927 قرر الأمير محمد على نجل الخديوى توفيق، والذى كان وصيًا على العرش ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وجلوس ابن عمه الملك فاروق على عرش مصر، شراءه وأعاد بنائه عام 1927 ليتحول إلى قصرًا ملكيًا، وأطلق عليه اسم "قصر الصفا"، تيمنًا بجبل (الصفا) الذى ورد ذكره فى القرآن الكريم بوصفه منسكًا من مناسك الحج وهو الاسم الحالى له. بعد أحداث 1952، دخل لاحقًا ضمن القصور الرئاسية.

 

إحدى فيلل منطقة زيزينيا

إحدى فيلل منطقة زيزينيا

 

قصر الصفا
قصر الصفا

 

قصر المجوهرات الملكية فاطمة حيدر سابقا
قصر المجوهرات الملكية فاطمة حيدر سابقا

 

قصر المجوهرات
قصر المجوهرات

 

مدخل منطقة زيزينيا من الكورنيش
مدخل منطقة زيزينيا من الكورنيش

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة