مغامرات فلة وريحان.. الحلقة 11: سيف والموهبة

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 05:00 م
مغامرات فلة وريحان.. الحلقة 11: سيف والموهبة سيف والموهبة
تكتبها: سارة درويش ـ رسوم: أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقدمة
 
في الفصل الدراسي، جلس "سيف" على عكس العادة في الصفوف الأخيرة. كان الأطفال من حوله متحمسين ويتبادلون الأقلام الملونة بمرح، كل منهم فتح كراسة الرسم وانطلق يضع لمساته عليها بحرية، أما سيف فقد أحاطها بحرص كي لا يرى أحدًا ما يفعله. دب الخوف في قلبه حين رأى قدما الأستاذ يقتربان من طاولته، وأخفى الكراس خلف ظهره بذعر حين طلب منه أن يشارك الجميع ما رسمه. خطف أحد التلاميذ الكراس من خلف ظهره وهو يحاول إخفائها من المدرس، وانفجر "سيف" في البكاء حين فتحوها ووجدوا الصفحات بيضاء تمامًا وحاصرته ضحكات زملائه وهم يشيرون إليه "سيف فاشل في الرسم سيف غير الموهوب".
 
تدخلت فلة بسرعة لتقطع الحلم المفزع الذي يعيشه "سيف" وتمحوه وهي تقول لريحان "ما العمل يا صديقي؟ إنها المرة الثالثة التي يرى فيها سيف هذا الحلم" بقلق أضاف ريحان: "وهل تذكري حلم الموسيقى أيضًا؟ يبدو أنه حان وقت التدخل". ردت رفلة "نعم يا ريحان، لا يمكننا تأجيل الرحلة أكثر من هذا سنصحب "سيف" إلى عالم المواهب المدهش، إنه بحاجة ليتعرف عليه أكثر".
 
قفز ريحان داخل الشاشة لينضم إلى فلة، اصطحبا "سيف" إلى غرفة ملونة يحمل بابها لافتة كتب عليها "عالم المواهب"، تردد سيف في الدخول، لكن فلة قالت له "لا تخف يا سيف صدقني لن تخرج من هنا حزينًا"، في الغرفة وجد العشرات من علب الهدايا وشرح له ريحان "عالم المواهب أوسع كثيرًا من الرسم والغناء والموسيقى والتمثيل يا صديقي ستكتشف هنا أشياء جديدة ستدهشك".
 
تقدم سيف ليفتح العلبة الأقرب إليه بتردد وجدها من الداخل مليئة بالألوان المتداخلة التي تتحرك كل ثانية لتشكل مزيجًا مختلفًا وشكلاً مميزًا، نظر سيف بإحباط إلى فلة وريحان وقال "أظنها موهبة الرسم، لقد جربت وفشلت لا يمكن أن أملك هذه الموهبة"، بصبر قال له ريحان وهو يمد له علبة أخرى وقال بصوت مرح "بالطبع قد لا تملك هذه الموهبة.. فلة لا تملكها أيضًا لكن.. هذا لا بأس به، ما رأيك أن تفتح هذه العلبة"، بفضول نظر سيف إلى العلبة في يدي ريحان ثم مد يده ليلتقطها وفتح غطائها ليرى نموذجًا مصغرًا من غرفته المرتبة والمنظمة بشكل يثير الإعجاب.
 
قال سيف بدهشة "هذه.. هذه غرفتي"، ردت فلة بحماس "نعم يا صديقي.. انظر إلى غطاء العلبة.. كتب هنا موهبة التنظيم.. أنت موهوب بشدة في التنظيم أكثر من أي شخص آخر في سنك يا سيف وهذا مثير للإعجاب فعلاً" احمرت وجنتا سيف ولمعت عيناه، وسأل "لم أكن أعرف أن هذه موهبة!" رد ريحان "لأنها ليست من المواهب التقليدية التي يعرفها الجميع.. ولكن الحقيقة أن الموهبة هي قدرتك الفطرية التي تولد بها، وتؤهلك لأن تنجز بشكل ملحوظ في بعض المهارات أو المهام أكثر من غيرك وربما بمجهود أقل من غيرك.. وكلما رعيت الموهبة ونميتها كلما ازدادت قدرتك على الإنجاز في هذه المجال".
 
تحمس سيف وهو يشير إلى العلبة في يدي فلة وسألها بأدب "وهل.. هل يمكنني أن أعرف ما في هذه العلبة؟" ابتسمت فلة وقالت "بالطبع.. إنها تخصك.. تفضل"، فتح سيف العلبة ودهش حين رأى فيها نفسه وهو يرعى أخوه الأصغر سنًا وابن خالته، رفع عينيه إلى فلة وريحان متسائلاً فأوضحت فلة "انظر إلى الغطاء؟ إنها موهبة العناية بالآخرين.. أنت موهوب في ذلك يا سيف تجيد العناية بالآخرين والتأكد من راحتهم وأمانهم وهي موهبة كبيرة يندر أن تتوافر في طفل في سنك لذلك يثق فيك والداك ويتركان لك هذه المهمة لساعات طويلة"، ابتسم سيف ومد يده إلى صندوق ثالث ليفتحه فرأى فيه طفلاً يتسابق مع أطفال آخرين ويسبقهم قال بانبهار "هذا أحمد صديقي" ابتسم ريحان وقال "نعم إنه موهوب بشكل استثنائي في الجري، هذا الصندوق يخصه"، وضع سيف الصندوق ببساطة ومد يده ليلتقط صندوقًا آخر فرأى نفسه جالسًا على مكتبه يعد جدولاً للمذاكرة، نظر على غطاء العلبة فوجدها "موهبة إدارة الوقت" ابتسم سيف، وأخذ يتجول في الغرفة يفتح الصناديق ويتعرف على محتواها مبهورًا.
 
في نهاية الجولة خرج سيف حاملاً نحو تسعة صناديق وقد اتسعت ابتسامته وتضاعفت ثقته.
 
 
سيف والموهبة2
سيف والموهبة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة