مغامرات فلة وريحان: الجنية آمنة

السبت، 09 أبريل 2022 05:00 م
مغامرات فلة وريحان: الجنية آمنة الجنية آمنة
تكتبها: سارة درويش ـ رسوم: أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«فلة» و«ريحان» بطلان خارقان من نوع خاص، يقومان بمهمة سرية لا يعرفها الكثيرون، فهما يزوران أحلام الأطفال ليلاً ويبدلان كل الأفكار السلبية والخطط الشريرة بأخرى إيجابية.
 
مقدمة
 
«هل فاتني أي شيء؟» قالتها فلة وهي تضع طبقين ممتلئين بالفيشار على الطاولة أمام شاشة المراقبة، فأجابها ريحان بحماس «لا لقد جئتِ في الوقت المناسب تمامًا»، مد يده ليلتقط طبق الفيشار الأقرب له وأضاف وحماسه يتصاعد «لن تصدقي يا فلة.. ستحكي الجدة لريم قصة مخيفة اليوم.. أنا متشوق جدًا لسماعها» نظرت فلة في ساعتها وقالت بقلق «همم قصة مخيفة أليس الوقت متأخرًا لمثل هذا النوع من القصص؟ أخشى أن تزورها الكوابيس الليلة». غمز ريحان وقال بابتسامة ماكرة «تخافين أن تزور الكوابيس ريم؟ أم أنتِ من يخاف من هذه القصص.. عموما...» قاطعته فلة محتجة «أنا لا أخاف أنا...»، «صه صه.. ستبدأ الحكاية دعينا نسمع...»
 
احتضنت الجدة ريم وبدأت تحكي لها الحكاية وفلة وريحان منصتين..
 
تدور حكاية الليلة يا ريم في إحدى الحواري الشعبية القديمة بشبرا، كانت جدتي عروس جديدة في المنطقة. كانت الحارة في المعتاد صاخبة حتى في الليل ولكن تلك الليلة كان الطقس باردًا جدا، فاختبأ الجميع من البرد خلف الجدران. على غير عادته تأخر جدي عن العودة للبيت حتى حل المساء، وبينما جدتي في انتظاره انقطعت الكهرباء. بحثت جدتي طويلاً عن شمعة تؤنسها في هذا الليل ولم تجد، فشعرت بالخوف من البقاء في البيت المظلم، وقررت النزول إلى الدكان القريب لشراء واحدة. لأنها لم تكن اعتادت على الجيران بعد فخجلت أن تطلب منهم.
 
مشت جدتي في الشارع المظلم وهي ترى من بعيد ضوء لمبة الجاز ينير دكان «عم محسن»، لكن قبل الوصول إلى الدكان مرت من أمام قطعة أرض خلاء، بها بقايا بيت متهدم.
 
انقبضت قليلاً من المرور أمامها ولكن فجأة وجدت من تناديها «يا بنتي يابنتي»، التفتت جدتي فوجدت سيدة مسنة ضئيلة تقف وحدها. تبدو ملابسها مهندمة لكنها حافية. اعتقدت جدتي أنها جارة نزلت تبحث عن شمعة مثلها فاقتربت منها، قالت لها السيدة المسنة «عايزة اطلب منك طلب» أومأت جدتي لها لتواصل كلامها فتابعت «أنا رايحة مشوار مهم، وعايزة اسيب الشنطة دي معاكي» ووضعت بين يدا جدتي حقيبة يد نسائية سوداء أنيقة متوسطة الحجم استطردت المرأة وهي تنظر في عيني جدتي «خليها أمانة عندك.. لو ماجيتش اخدها منك بعد 7 أيام تعالي هنا وارميها في الخرابة.. وهتبقى لصاحب نصيبها.. لكن انتي اوعي تفتحيها.. اوعي دي أمانة» استغربت جدتي الفكرة ولكنها دون أن تشعر أومأت بعلامة الموافقة، وما كادت تستدير وتواصل طريقها للدكان حتى عاد التيار الكهربائي فجأة، فالتفتت لتعود من حيث أتت، اندهشت حين لم ترى المرأة واستغربت سرعتها مقارنة بسنها.
 
عادت جدتي ومعها الحقيبة إلى البيت تملأها التساؤلات بشأنها، حاولت تجاهلها وقد دستها في قعر دولاب الملابس، لكنها عجزت عن التوقف في التفكير فيها، وأخذت الأسئلة تتدافع على ذهنها «من أين لسيدة مسنة وبسيطة كهذه بهذه الحقيبة الفاخرة؟ هل سرقتها؟ هل الحقيبة بها شيء خطير تريد أن تخفيه.. هل بها نقود؟» انتظرت جدتي والأسئلة تمزقها 7 أيام كاملة كلما دق الباب تظنها السيدة المسنة، رغم أنها أدركت أنها فارقتها قبل أن تخبرها بعنوانها.
 
بعد انتهاء الأيام السبعة انهارت مقاومة جدتي، قالت لنفسها إذا كنت سألقيها في أرض خلاء ويأخذها صاحب نصيبها لماذا لا أخذها أنا؟، لقد انتهت المدة. تجاهلت الصوت الذي رن في أذنيها يوصيها «اوعي تفتحيها انتي.. دي أمانة»، وقررت أخيرًا فتحها وبمجرد أن فتحت الحقيبة خرجت منها يد مسنة لطمتها على وجهها لطمة قوية تركت أثرًا احمر على وجهها وسمعت صوتًا منذرًا يكرر «خنتي الأمانة يا خسارة».
 
شعرت جدتي بالرعب وخرجت تجري من البيت ورفضت أن تعود له ثانية، وحين عرف أهالي المنطقة بقصتها أخبروها أنها وقعت في فخ الجنية «آمنة» التي تظهر وتختبر أمانة الغرباء عن المنطقة. تختارهم لأنهم لا يعرفون كأهالي المنطقة أنهم لو اتبعوا تعليماتها وألقوا الحقيبة في الخلاء وعادوا لبيوتهم لوجدوا في المكان الذي سبق وحفظوا به الحقيبة كنزًا ذهبيًا ضخمًا جدًا ليكون هذا الكنز مكافأتهم على أمانتهم.. أما اللطمة المرعبة فتكون عقابا على طمعهم.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة