قدم تليفزيون اليوم السابع، تغطية خاصة، جاء فيها، أنهت الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا شهرا من القتال المتبادل، أعلن طرفا الصراع خلاله تكبيد بعضهما البعض خسائر فادحة، فيما كشفت أطراف أخرى عن حصيلة مختلفة، وتضاربت الأرقام المعلنة من الجانبين، في حين لم تعلن روسيا وأوكرانيا عن أي حصيلة للخسائر في صفوف العسكريين، منذ 2 مارس الماضى واكتفى كل جانب بإعلان خسائر الآخر فقط.
ويعتبر الهجوم الروسي على أوكرانيا أحد أكبر أزمات السياسة الخارجية التي تواجه الإدارة الأمريكية منذ انسحابها من أفغانستان العام الماضي. يأتي ذلك فيما تتعرض إدارة بايدن لضغوط إضافية نابعة من رغبتها في عدم تكرار سيناريو الفوضى الذي أعقب انسحابها من أفغانستان، فى ظل تعرض أوكرانيا لحرب عنيفة من الجانب الروسى..
ومع تصاعد وتيرة الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن شكلت بعد 4 أيام من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا مجموعة عمل من مسؤولي الأمن القومي أُطلق عليها اسم "فريق النمر"، ووفقًا صحيفة لـ"نيويورك تايمز" فإن "فريق النمر"، يجتمع سرًا 3 مرات في الأسبوع، ومن مهامه دراسة كيفية الرد إذا استخدمت روسيا أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية في أوكرانيا.
كما تتضمن مهام "فريق النمر"، مناقشة كيفية الرد على توسع الحرب للدول المجاورة، وفي حال هُوجمت قوافل نقل الأسلحة داخل أراضي دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فكشفت في تقرير لها، بأن فريق البيت الأبيض وضع خططًا ودليل إجراءات بعد اجتماع مع مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن، لبحث سيناريوهات مختلفة للحرب الروسية على أوكرانيا، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين كبار في إدارة بايدن، قولهم إن هذا الجهد لن يساعدهم فقط على توقع عواقب الهجوم الروسى على أوكرانيا، بل يدفعهم أيضًا لاتخاذ إجراءات مُضادة بما فيها فضح حرب المعلومات الروسية قبل تنفيذها لتقويض قوتها الدعائية.
ففي الوقت الذى قامت فيه الإدارة الأمريكية بجهود دبلوماسية وفرض عقوبات على روسيا، جهزت إدارة "بايدن" خلف الكواليس فريق النمر الذى وضع خططه واستراتيجياته الخاصة- التي لم يُبلغ عنها مُسبقًا- للتأكد من جاهزية البيت الأبيض وكافة الوكالات للرد على أي أعمال عدائية.
وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي: "ليس من المهم معرفة ما الذي سيفعلونه (الروس). ضع فقط سلسلة من السيناريوهات المعقولة وخطّط لمواجهتها، على افتراض أن أيًا منها قد يحدث"، فضلًا عن مواجهة الدعاية الروسية الكاذبة التي تروّج لأن كييف، بمساعدة الغرب، تستعد لشن هجوم في شرق أوكرانيا، وأن موسكو هي الضحية.
وقال مسؤولون شاركوا في تشكيل "فريق النمر" للصحيفة، إنه تم تأسيس الفريق الحالي بموجب مذكرة وقع عليها جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي في 28 فبراير الفائت، بعد 4 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت جهود مشابهة بُذلت من قبل أعضاء الفريق وراء الكواليس منذ أشهر، لإعداد الحكومة الأميركية لاحتمالية وقوع غزو روسي ضد أوكرانيا.
ولعب هذا الفريق دوراً مركزياً في صياغة قواعد العقوبات الصارمة، وحشد القوات في دول الناتو، وتسليح الجيش الأوكراني، ما ساعد على استغلال نقاط الضعف الروسية ووضع حكومتها واقتصادها تحت ضغوط هائلة.
كما يقوم «فريق النمر»، الذي يعتقد أنه يتألف من محللي الجيش والمخابرات والمشرعين من الطرفين، بتقييم إجراءات الطوارئ المتعلقة بإمكانية توسيع روسيا للحرب لتشمل الدول المجاورة، بما في ذلك مولدوفا وجورجيا، وكذلك الكيفية التي ينبغي بها لأوروبا الاستجابة لأكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
