الفريد فرج.. قبطى استلهم التراث العربى إسقاطًا على الواقع السياسى

السبت، 04 ديسمبر 2021 11:17 ص
الفريد فرج.. قبطى استلهم التراث العربى إسقاطًا على الواقع السياسى الفريد فرج
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ16، على رحيل الكاتب المسرحى الكبير الفريد فرج، أحد رواد المسرح المصرى المعاصر، وكان صاحب مدرسة استطاعت احتلال صدارة المشهد المسرحى، إذ رحل فى 4 ديسمبر 2005، عن عمر يناهز حينها 75 عاما.

والفريد فرج أحد أهم رواد وكتاب المسرح المصري والعربي الذي قدم للمسرح مسرحيات "حلاق بغداد" (1963) و"سليمان الحلبي"(1965) و"عسكر وحرامية" و"على جناح التبريزي وتابعه قفة" (1969) و"الزير سالم (1967) و"النار والزيتون" (1970).

ومع عشقه الشديد للتراث فإن ثقافته الواسعة ومعرفته المباشرة كل ما يجري في الحركة المسرحية في الغرب جعلته قادرا على تقديم التراث باسلوب مسرحي عصري دون أن يفرغه من مضمونه، وتميز تناول الفريد فرج للتراث العربي بأنه يحيي التراث على خشبة المسرح كما لو كان جزءا من الواقع ولا يلجأ إلى الاستخدام السطحي للتراث في إسقاطات سياسية معاصرة، وكما قال يوما فقد تعامل مع التراث بهدف إحياء الصلة بين الجمهور و"ثوابت" التراث العربي.

وبحسب تقرير لجنة جائزة العويس الثقافية التى حصل عليها الكاتب فى دورتها لعام 1991، فأن التجربة المسرحية لدى ألفريد فرج تكشف عن إمكانيات هائلة في توظيف التراث العربي واستدعائه في سياقات إبداعية جديدة كما تكشف عن رؤية واضحة يصقلها الإحساس العربي والحس الإنساني المتفتح والتكوين الفكري الراسخ، وهي جميعها تقف جنباً إلى جنب مع موهبته الإبداعية المتميزة لتعبر عن خطين متوازيين أحدهما التأسيس لمسرح عربي لا ينفتح على التراث مادة فحسب وإنما ينفتح على الكثير من مستويات التقنية المسرحية الجديدة.

ويرى الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، فى مقال سابق بعنوان "الفريد فرج مسيحي استلهم التراث الإسلامي" بأن الفريد فرج انشغل بالسير الشعبية واخذ منها مسرحياته مثل "الزير سالم" وكانت محاولة الفريد استلهام التراث في المسرح جزءًا من محاولات اخرى قام بها مجايلوه للبحث عن أرضية محلية وطنية لفن المسرح، ففي تلك الفترة دعا يوسف إدريس إلى المسرح الشعبي من خلال مسرح السامر وقدم رائعته "الفرافير" وكانت هناك محاولة صلاح عبدالصبور لجعل المسرح الشعري يحمل قضايا معاصرة في "مأساة الحلاج" حيث حاول عبدالصبور ربط مأساة الحلاج بقضايا الانسان العربي المعاصر، وفي هذا الاطار تأتي محاولة عبدالرحمن الشرقاوي في مسرحية 'الفتى مهران' والمهم ان الفريد فرج استمر في استلهام التراث، وخاصة ألف ليلة وليلة·

وبحسب دراسة تحت عنوان: (التراث فى مسرح ألفريد فرج) للشاعر والناقد الكردى لقمان محمود "التراث الشعبى العربى عند ألفريد فرج هو المادة الخام الأساسية التى بنى عليها معظم نتاجه المسرحي، ومحطاته الكبرى كانت عند حكايات ألف ليلة وليلة، ومنها استمد عددا من أعماله المسرحية الهامة.. لقد كانت ثورة تموز عام 1952، التى حأولت أن تعيد صياغة أسس الواقع المصرى سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، مناخا ممتازا لظهور مسرح ناهض فى كل مكان تنوعت أشكاله، وأهدافه، فانقسم الإنتاج المسرحى المصرى فى تلك ألفترة أقساما ثلاثة: القسم الأول: قدم المسرحية الاجتماعية النقدية، وأعلامها نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، لطفى الخولى وألفريد فرج، حيث تحولت المسرحية على أيدى هؤلاء إلى كوميديا انتقادية ذات مضمون سياسى واضح.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة