أبو الكرامات، أفنى عمره فى طاعة الله و العبادة والجهاد ضد أعداء الوطن بالرغم من كبر سنه، كان يقف على المنبر مخاطبا الجنود حتى استشهد فى أحد المعارك، هو العارف بالله سيدى أبو مسلم.
هنا فى قرية ابومسلم بمحافظة الشرقية، التى تتوسط الطريق بين مراكز أبوحماد وبلبيس والزقازيق، عاش سيدى سليم أبو مسلم الهمذاني، بعدما جاء من العراق، و استقر فى هذه المنطقة ،والتقى "اليوم السابع" ياسر المسلمى وهو من أحفاد الشيخ ابو مسلم ، الذى أوضح أن جده الكبير أبومسلم ولد فى العراق وعاش فترة صباه ومن كرامته رأى رؤية بالمنام وجود حريق بالعراق والشام و أن الحريق امتد إلى سيناء بمصر،فكان هذا الحريق فى تأويل المتصوفة هو هجوم التتار، وانتقل إلى مصر، واتخذ من المكان الكائن بين مركزى بلبيس و ابوحماد و المعروف حاليا بقرية ابومسلم، مقرا لإقامته الذى عرف على اسمه قرية أبو مسلم بالشرقية، وتطوع فى الجيش المصرى لمحاربة التتار.
الروايات تذهب إلى أن للشيخ أبو مسلم دور كبير فى المعارك التى خاضها الجيش ضد الغزاة، فكان يقف على منبر بالرغم من كبر سنه لرفع الروح المعنوية للجنود، و ينزل بينهم على أرض المعركة، و يحرص على أن يسقى الجنود من الأبريق بنفسه، و كان يقضى الليل متعبد لله عز وجل و زاهد فى الحياة، حتى فارق الحياة فى أحد المعارك سنة 610 هجريا، فى عهد الملك الصالح أيوب والذى حزن عليه كثيرا، لكونه كان من المقربين إليه، ودفن فى المكان السابق الإشارة إليه.
والضريح هو مربع له قبة كبيرة، كباقى الأضرحة التى أقيمت فى عهد الأيوبيين، و قيل أن هذا الضريح كان أعده مسبقا الملك الصالح ليدفن فيه، ولكن عندما توفى الشيخ، قرر أن يدفن فيه تكريما له.
وتابع أن أحفاد الشيخ ابو مسلم ينشرون فى العديد من الدول العربية، ويقيمون احتفالات سنوية له، فى السعودية والأردن و فلسطين و المغرب و السودان، فضلا عن محافظات مصر التى تنشر فيها الطريقة المسلمية.
واسترجع ذكرياته عن المولد قبل 10 سنوات و الذى أكد أنه كان يقام لمدة 7 ليالي، حيث يأتى المريدون من كل محافظات و عدد من الدول العربية، حيث كانوا ينصبون الخيام ويعلقون الأنوار بها، تقام حلقات ذكر وابتهلات دينية، ويحضرها كبار دولة التلاوة والإنشاد و مشايخ الأزهر الشريف و الطرق الصوفية من بينهم.
كما كان موسم رواج اقتصادى للتجار الذين يقصدون القرية فى هذه الفترة والباعة الجائلين و مقيمين العروض كـ"الأراجوز" وفقرات ترفيهية، مثل "الساحر" و"المراجيح" و"السيرك" القومى الذى ينظم حفلا سنوى تزامنا مع المولد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة