القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة 8 (النهاية) ‎

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 02:00 م
القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة 8 (النهاية) ‎ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت الجهات السيادية بوضع خطة محكمة لاختراق تلك الشبكة الإجرامية، وقد توصلت إلى خطة محكمة مضمونها أن يتم زرع الأب الشجاع داخل تلك الشركة عن طريق العمل بداخلها، وبالفعل طلب الضابط الشجاع من والد زوجته صاحب الشركة أن يوظف صديق والده بالشركة فرحب على الفور وكان لا يظن أن الهدف الأساسي هو معرفة كل ما يدور بالشركة، أخبره بأن يذهب في الصباح ليستلم عمله بمخازن الشركة فتوجه الوالد والابن ليلا إلى مقر المخابرات العامة وأطلعاهم على كل مجريات الأمور، فقام رجال المخابرات بتسليم الوالد أجهزة دقيقة لا تكاد ترى بالعين المجردة لزرعها داخل الشركة، وقد حظروا الأب من أن ينكشف أمره إلا أنه أبدى كل شجاعة وعزم على القضاء على ذلك الوكر الإجرامي.

 ثَم انصرف الوالد والابن إلى البيت وفي طريق العودة لاحظ الأب دموع الابن فسألة الأب عن سبب تلك الدموع، قال الابن أخشى يا أبي أن أفقدك من جديد، هنا ابتسم الأب ابتسامة لم يراها الابن من قبل، وقال له يا ولدي أموت خيرا من أن تضيع بلدي، ضحيت قبل ذلك أكثر من مرة ضحيت وأنا على خط النار، وكان بإمكاني الهرب بحجة أنني ضعيف، ضحيت حينما كنت بالشركة عندما علمت بمخططاتهم الإجرامية وكان يمكنني أن أغمض عيني غير أني أعشق بلدي وأحبها أكثر من نفسي، ولو كنت أملك أكثر من روح لضحيت بهم جميعا، ولو مت يا ولدي سأعيش معك بروحي فلا تبكي إن حدث لي شيء، ولكن قل ما زال هناك من يضحي من أجل تراب تلك البلد من أجل كنانة الله.

 توجه الأب إلى غرفته غير أنه لم يستطع النوم، وفجأة سمع همسات خافتة أشبه بصوت زوجته الراحلة تقول له أنا أنتظرك، اشتقت إليك وكأنها إشارة بأن موته محقق، وأن نهايته باتت وشيكة، وفي الصباح توجه إلى مقر الشركة لمقابلة مديرها وفى انتظاره لمدير الشركة تذكر كل ما حدث له بها، وكاد أن يفقد صوابه لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة، وتمت المقابلة وتم تعيينه كمدير للمخازن، وبدأ تنفيذ مخططه لزراعة الأجهزة، وبالفعل نجح بزراعة كل الأجهزة، ومرت الأيام والأب يرى ويسمع كل ما يحدث، والأجهزة تسجل كل خطوة وكل شىء يحدث بالشركة، غير أنهم كانوا يتكلمون كلاما مبهما لا يفهم منه أي شيء، وفي أحد الأيام لاحظ الأب الشجاع مجموعة من الأفراد يبدوا عليهم من مظهرهم بأنهم غير مصريين ولا عرب يتكلمون العربية بصعوبة، ويظهر من ملامحهم ومن لكنتهم أنهم يهود، بدأ الاجتماع المغلق بين الرجال الغرباء، فأخذ يستمع لما يقولون، وكانت المفاجأة أن تلك المجموعة ما هيا إلا من رجال الكوماندوز الإسرائيلي أتت لتنفيذ مخطط إجرامي، وهو تفجيري أكبر كنيسة في مصر للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين حتى تكون زريعة لطلب منظمات حقوق الإنسان تدخل الدول الكبرى في شئون البلاد لحماية الأقليات الموجودة بمصر، وكانت ساعة التنفيذ أمامها بضع ساعات، لم يكد يسمع الأب الشجاع ذلك حتى أسرع بالاتصال بولده وأخبره بذلك المخطط الشيطاني، فأسرع الضابط بالاتصال بالجهات العليا وتوجه بسرعة بسيارته إلى مقر الشركة حاملا معه كامل أسلحته لمنع تلك المجموعة من تنفيذ مخططاتها.

 لم يكن أمام الأب إلا أن يستل سلاحا من المخزن من الأسلحة المخبأة بداخلها وعقد العزم على الالتحام بتلك المجموعة الإجرامية، وفي أثناء محاولتهم الخروج تفاجأوا باعتراض الأب الشجاع لهم، هنا تعجب صاحب الشركة مما يفعله ذلك الشخص، لكن الأب الشجاع أخبره بأنه ذلك المهندس الذى حاولوا قتله منذ 25 عاما، لكنهم لم ينجحوا في مخططهم، واعتقد أنه قد مات، هنا تذكر الشيطان كل ما حدث فأعطى الأمر بتصفية ذلك الرجل الشجاع، فأخذ كل منهم بتبادل إطلاق النار وكأنها حرب مستعرة، وكل ما يهم الرجل الشجاع أن لا يترك تلك المجموعة أن تنفذ مخططها، وفي أثناء تبادل إطلاق النار أصيب بطلقة اخترقت كتفه، لكنه تمالك نفسه وظل صامدا.

 وصل الابن وسمع إطلاق النار من داخل الشركة، لكن كانت أسوار الشركة كالحصون المنيعة وكان بداخل الشركة أعداد مهولة مسلحة بأحدث الأسلحة، وجد الأب أن لا محالة من تدمير تلك العصابة إلا بطريقة واحدة، كان بجانبه مجموعة من القنابل التي كانت معدة لتنفيذ التفجير الإرهابي للكنيسة، هنا أخذ تلك القنابل وعقد العزم على تدمير المكان بأكمله بكل من فيه، وبالفعل نطق الشهادة قبل أن يفجر المكان وقبل أن ينفذ ذلك الأمر وجد طيف زوجته أمام عينيه وكأنه يستقبله لحياة جديدة، حياة الشهداء الذين يضحون من أجل أوطانهم، ضغط الذر فانفجر المكان بكل من فيه، ولم يبق إلا الحطام، أسرع الابن بالبحث في داخل الحطام، فوجد والده وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 أخذ الابن بالبكاء، لكن الأب قال له لا تبكى يا ولدي أنا سأموت من أجل هدف يستحق، أنا أموت من أجل أن تعيش أنت وغيرك من شباب ذلك البلد الواعى، فلا وقت للبكاء لأن العدو لن يتوقف عن الإيقاع ببلادنا، وأتمني أن تنبه كل إنسان إلى ما يحاك لتلك البلاد، وأخذ الأب ينطق الشهادة ولفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقول وطني وطني و طني، وبدأ على وجهه ابتسامة جميلة، ووجهه يملؤه نور وإشراق.

 تم تكريم الضابط الشجاع تكريما عسكريا لائقا من رئيس الدولة وتداولت وسائل الإعلام سيرة ذلك الأب الشجاع الذي ضحى أكثر من مرة بروحه من أجل ذلك الوطن العزيز، وبعد أن عاد الضابط إلى بيته تفاجأ بزوجته تبكي ولا تستطيع أن تنظر إليه، لأنها كانت متيقنة أن زوجها لن يتقبل بعد علمه بأن والدها هو زعيم تلك العصابة وهو قاتل والد، لكن الحب كان أقوى منه، أخذ يدها وقبلها وقال لها أعلم أنك لم تعلمي بكل ما حدث، ولم تعلمي بأن والدك هو زعيم أكبر عصابة، ولو كنتي تعلمين لن تتقبلي ما يفعله ولا ذنب لكي، فأنا أحبك، فدعينا ننسى كل ما حدث ونحقق ما تعاهدنا عليه من الحب والوفاء والإخلاص، هنا ابتسمت الزوجة من جديد وعاشا معا في سعادة وهناء.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة