القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة 6

الأربعاء، 26 أغسطس 2020 12:00 ص
القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة 6 شخص حزين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اقترب موعد الزواج والشاب يشعر بسعادة بالغة لأن الوقت قد حان لاجتماع القلبين، وكذلك حبيبته تشعر بسعادة بالغة لأن حبيبها سيكون بجانبها عما قريب، وما زال أبو العروس يخطط للقضاء علي ذلك الشاب الشجاع ويحبك له المؤامرات، ويأتي اليوم المحدد للزواج ويستعد الشاب للذهاب إلى بيت العروس لأخذها إلى قاعة الأفراح ليبدأ الاحتفال، يستقل سيارته مع والده ووالدته وكأنه قمر يحيط به النجوم في ليلة صافية لا يعكرها أي ظلام.

 يقترب من بيت العروس تخرج عليه في أجمل فستان زفاف، وتبدوا بداخله كشمس ساطعة لا تستطيع العيون النظر إليها من شدة سطوعها، تبتسم الفتاة للشاب يأخذ بيدها برقة وعذوبة، وكل من حولهم يتمنى لهم السعادة إلا والد الفتاة يتمنى للشاب كل شر غير أنه يخفى ذلك الشعور، تركب العروس السيارة مع حبيبها وكل منهما ينظر إلى الآخر نظرة حانية يملأها دفء المشاعر، وأمام القاعة ينتظر أصدقاء العريس، وعند وصوله تعلوا أصوات الموسيقى العسكرية ترحيبا بالضابط الشجاع، يجلس كلا الحبيبين في القاعة وكل العيون ترمقهم بنظرات الحسد، لأن كلاهما كشمس وقمر جمالا ورقة.

 يرقص الحبيبان ويتجاذبان أطراف الحديث، يتحدثان ويتعاهدان أن لا يفرق بينهما سوى الموت، وأن يتعاونا على أن يملأ حياتهما دفء المشاعر، يبتسمان ابتسامة تكاد تنفطر لها القلوب تنتهي حفله العرس ويتجه الزوجان إلى بيت الزوجيه مستقلين سيارة العريس، تجلس الأم بجانب ابنها ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان، أتت طلقة باتجاه السيارة ولكنها لم تصب الشاب بل أصابت أمه، توقفت السيارة وأصيب الشاب بالذهول وهو يرى أمه غارقة في دمائها وهي تحتضر، ولكن الأم طلبت من الشاب أن يأخذ منها رسالة كانت تحملها في حقيبتها وأوصته أن لا يفتحها إلا بعد موتها.

 يبكي الشاب ويحمل الأم متجها بها إلا مستشفى قريب لإنقاذها، لكن يبدوا أن الشاب قد كتب عليه أن يفقد كل من يحب، وتحولت الضحكات إلى بكاء وحزن وأنين، حاول كل من بالمستشفى إنقاذ الأم، إلا أن الطلقة قد اخترقت قلبها الضعيف والشاب ينظر إليها ودموع الحزن تتساقط من عينيه كتساقط الأمطار في ليلة مظلمة، والفتاة بجانبه تبكي ألما وحزنا على والدة الحبيب، تنظر الأم إلى ابنها وكأنها تودعه، ولكن قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة أوصت الفتاة أن تحافظ على حبها لحبيبها، وأن تعوضه عما ألم به، والفتي يبكي كالطفل الصغير، ووالد الفتاة يبكي لكن بكاءه ليس حزنا على الأم، لكن البكاء حزنا على فشل خطته.

 يذهب الشاب ويستعد لمراسم دفن أمه ويودعها باكيا أخذا على نفسه العهد أن يوقع بقاتل أمه والانتقام منه،  يذهب الشاب إلى غرفته وينفذ عهد أمه ويمد يده ويفتح الرسالة ويده ترتعش خوفا مما تحويه الرسالة، ينظر إليها ببطئ وفجأة يكتشف ما لم يكن بالحسبان، يعرف فيها ما لم يكن يتوقعه، ومضمون الرسالة كالآتي: ولدي حبيب قلبي ولدي الذي لم أنجبه ولكن ساقته إلى الأقدار، لم يكتب لي أن أنجب وبرغم ذلك لم يفارقني زوجي لأننا كنا نحب بعضنا حبا كبيرا، وفي إحدى الليالي الممطرة كنا نسير بسيارتنا ورأينا فتاة تجلس على كورنيش إحدى الشواطئ وتحمل طفلا يبكي، أخذتنا الشفقة بتلك الفتاة، ذهبنا إليها وعرضنا عليها أن تعيش معنا، وافقت وعاشت معنا قرابة سنتين وحبك يزداد في قلوبنا ويعوضنا عن ما فقدنا من إحساس الأبوة والأمومة، وفي إحدى الليالي ظهر المرض على تلك الفتاة، وهى تحتضر حكت لي ما كانت تخفيه من قصتها، أخبرتنا بأن الطفل ليس بوليدها، بل هو ابن زوجها، وأن أمه قد ماتت، وهو صغير، وأن زوجها كان يعمل بإحدى الشركات مهندسا إلا أنه اكتشف أن تلك الشركة ما هى إلا وكرا لتجارة الممنوعات، وكل ما يدمر اقتصاد البلد ويهدر طاقة الشباب، وأصر الزوج أن يوقع بتلك الشبكة ولكن تم اكتشاف أمره والقضاء عليه، وأنها هربت من بيتها خوفا عليها وعلى وليدها، وأن زوجها هو من طلب منها ذلك.

 أصبح الشاب بين انتقامين، انتقاما من قاتل أمه التي ربته وحنت عليه وبين قاتل والده، ويبدوا أن القدر قد هيأ للشاب الفرصة للوصول إلى هدفه المنشود، بدأ الشاب يستعد لتلك المهمة الصعبة، أخذ يستعلم عن عنوان تلك الشركة التي كان يعمل بها والده، ويستعلم عن صاحب تلك الشركة، ويبدوا أنها كانت مهمة صعبة جدا، لم يكن الوصول إليها بالشىء الهين، جندت لتلك المهمة أكثر من جهة أمنية، لأن الشاب اتجه إلى الجهات العليا وأخبرهم بكل شىء. طلبوا منه أن يحافظ على رباطة جأشه وأن يتمالك نفسه، لأن المهمة الآن أصبحت مهمة وطنية بالدرجة الأولى، ولم يعد الأمر مجرد مسألة شخصية، فكان على الضابط الشجاع أن ينفذ الأمر بكل دقة حتى لا ينكشف أمره، والفتاة بجانبه تحاول أن تنسيه حزنه على أمه والشيطان لا يكل ولا يمل من تدبير المؤامرات حتى يقضى على الشاب والمنظمة لا يرضيها ما يفعله عميلها، لأنه بتلك الأفعال قد ينكشف أمرهم، أتت التعليمات من المنظمة بتوقف الوالد عن محاولاته لقتل الشاب، وأن المنظمة هى من ستحل تلك المشكلة، وأنها ستستفيد من وجود الشاب أكبر استفادة كغطاء مهم لأعمالهم القذرة ولا يعلمون أن الشاب هو أيضا يريد الإيقاع بهم، ويبدوا أن الشاب يقترب من هدفه المنشود.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة