قتل "فلويد" يعيد فصول العنصرية بأمريكا للأذهان.. إعلان "لينكولن" تحرير العبيد عام 1862 يشعل حرب أهلية فى العام التالى..المواطنون البيض أحرقوا المبانى الحكومية والعسكرية.. والتخريب طال ممتلكات ودور يتامى "السود"

الجمعة، 05 يونيو 2020 10:30 م
قتل "فلويد" يعيد فصول العنصرية بأمريكا للأذهان.. إعلان "لينكولن" تحرير العبيد عام 1862 يشعل حرب أهلية فى العام التالى..المواطنون البيض أحرقوا المبانى الحكومية والعسكرية.. والتخريب طال ممتلكات ودور يتامى "السود"
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعيش الولايات المتحدة الأمريكية فصل جديد من العنصرية ضد السود عقب الاحتجاجات العارمة التى انتشرت فى أغلب الولايات تنديدًا بمقتل المواطن الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد، على يد أفراد الشرطة أثناء اعتقاله فى مدينة مينيابوليس، ومع تصاعد التظاهرات الرافضة للعنصرية فى التعامل السود بأمريكا، تتزايد وتيرة العنف التى تخلف حرائق وقتلى ومصابين وخسائر كبيرة.

 

والمشاهد التى تسيطر على الأوضاع فى الولايات الأمريكية أثناء موجة الغضب الشعبية ضد العنصرية اليوم، تعيد للأذهان المواقف الشبيهة من ذاكرة التاريخ، ففى خضم الحرب الأهلية، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 1863 إحدى أسوأ فترات الشغب والعصيان على مر تاريخها، حيث اهتزت مدينة نيويورك، العاصمة الاقتصادية للبلاد، على وقع أعمال عنف استمرت لنحو أربعة أيام وتسببت فى سقوط آلاف القتلى والجرحى.

رسم للحرب الأهلية فى أمريكا
رسم للحرب الأهلية فى أمريكا

 

فعقب تجريم تجارة العبيد عام 1808 وفقدانهم لهذه التجارة المربحة التى درت عليهم أموالا طائلة عن طريق الميناء، رفض سكان مدينة نيويورك الحرب الأهلية الأمريكية حيث تخوّف هؤلاء من إمكانية خسارتهم لتجارة القطن مع الولايات الجنوبية والتى مثّلت عام 1860 نحو 40% من السلع الأساسية التى حطّت الرحال بميناء المدينة.

 

ومع اندلاع المعارك بين قوات الاتحاد والانفصاليين، حذرت الصحف بمدينة نيويورك الأهالى من أزمة أخرى قد تحل بهم فى حال وافق الرئيس الجمهورى أبراهام لينكولن على تحرير العبيد حيث نوّهت الصحف حينها لإمكانية حصول العبيد المحررين على الوظائف التى شغلها البيض سابقا وانتشار البطالة والفقر بنيويورك، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة "العربية".

الرئيس الأمريكى أبراهام لينكولن
الرئيس الأمريكى أبراهام لينكولن

 

إجهاض العبودية فى أمريكا
 

ومع إعلان الرئيس لينكولن عن تحرير العبيد خلال سبتمبر 1862، عبر أهالى مدينة نيويورك عن سخطهم حيث رفضت الأغلبية هذا الإعلان كما استاء الجنود المتطوعون من نيويورك بقوات الاتحاد من دور الرئيس مؤكدين على تطوعهم للقتال من أجل وحدة البلاد وليس من أجل إجهاض العبودية.

 

ومع تزايد حاجة الاتحاد للجنود لمواصلة الحرب، مررت حكومة الرئيس أبراهام لينكولن قانون تجنيد صارم طالب كل الذكور الذين تراوحت أعمارهم بين 20 و35 سنة وغير المتزوجين الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و45 سنة بالالتحاق بالجيش.

 

وقد سمح هذا القانون الجديد لكل من يقدم مبلغ 300 دولار، أى ما يعادل الدخل السنوى المتوسط للمواطن الأمريكى حينها بالبقاء فى بيته، كما استثنى ذوى الأصول الإفريقية من الخدمة العسكرية بسبب عدم حصولهم على الجنسية الأمريكية.

رسم تخيلي لعملية نقل عدد من العبيد من أفريقيا نحو العالم الجديد
رسم تخيلي لعملية نقل عدد من العبيد من أفريقيا نحو العالم الجديد

 

رسم يجسد جانبا من أعمال العنف بنيويورك
رسم يجسد جانبا من أعمال العنف بنيويورك

 

موجة غضب وفوضى تسود المجتمع الأمريكى
 

وأثار قانون التجنيد الجديد موجة من الغضب والفوضى بعدد من المدن، كديترويت وبوسطن، اندلعت أعنفها بمدينة نيويورك صيف 1863، فخلال يوم 13 يوليو 1863، هاجم الآلاف من العمال البيض - كان أغلبهم من ذوى الأصول الأيرلندية - البنايات الحكومية والعسكرية وأضرموا النيران بالعديد منها وسط ذهول رجال الأمن الذين عجزوا عن احتواء أعمال الشغب بسبب قلة عددهم.

 

وامتدت أعمال الشغب والعنف بنيويورك لتطال ذوى الأصول الإفريقية بنيويورك، حيث هاجم المحتجون البيض على أقرانهم السود المقيمين بالمدينة وخاصة أولئك الذين عملوا بالميناء فخرّبوا مصالحهم وسحلوا العديد منهم بالشوارع ونكلوا بجثثهم، كما اتجهوا أيضا لمهاجمة وإحراق دار اليتامى المخصصة لذوى الأصول الإفريقية بنيويورك، وأمام تواصل غياب الأمن، لاحق المحتجون مناهضى العبودية بمدينة نيويورك ومارسوا العديد من الفظائع فى حقهم.

رسم تخيلي يجسد قيام عدد من مثيري الشغب بنيويورك بشنق وحرق أحد الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية
رسم تخيلي يجسد شنق مثيري الشغب بنيويورك لأمريكى من أصول أفريقية

 

إعلان الطوارئ فى تيويورك وواشنطن
 

وبينما أظهر حاكم نيويورك الديمقراطى هوراشيو سايمور، تعاطفا مع المحتجين ومثيرى الشغب، أبلغ عمدة نيويورك الجمهورى جورج أبودايك، وزارة الحرب بخطورة الوضع مطالبا بإرسال الجيش وإعلان الطوارئ لإعادة الأمن للمدينة.

 

ويوم 16 يوليو 1863، دخل نحو 4 آلاف جندى من قوات الاتحاد نيويورك فاشتبكوا مع مثيرى الشغب وتمكنوا من السيطرة على الوضع لتستعيد بذلك العاصمة الاقتصادية أمنها بعد نحو 4 أيام من العنف والشغب.

 

وتسببت هذه الأحداث فى وفاة نحو 120 شخصا، ومصادر أخرى تحدثت عن عدد قتلى تجاوز 1000 شخص، وإصابة 2000 آخرين وخسائر بملايين الدولارات، فضلا عن ذلك شهدت الفترة التالية تراجعا حادا لعدد السكان من ذوى الأصول الإفريقية بنيويورك، حيث فضّل كثير منهم مغادرتها نحو مناطق أخرى أكثر أمانًا.

رسم يجسد عمليات النهب بنيويورك
رسم يجسد عمليات النهب بنيويورك

 

عمدة نيويورك الجمهوري الأسبق جورج أوبدايك
عمدة نيويورك الجمهوري الأسبق جورج أوبدايك

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة