"أمانسيو أورتيجا" كيف أسس ابن عامل بسيط بالسكة الحديد امبراطورية للأزياء؟

يظن الكثيرون أن عالم الأزياء غارق في النعومة والرفاهية، وأن رموزه كانت بالأساس تعيش حياة مرفهة سعيدة منحتها فرصة للإبداع والتألق. إلا أن هذا لا ينطبق على الكثيرين في عالم الموضة ممن لهم قصص نجاح مليئة بالكفاح والجهد، ومنها قصة "أمانسيو أورتيجا" الملياردير الإسبانى صاحب أكبر متاجر بيع الملابس بالتجزئة فى العالم؛ والتى تمتلك "زارا، و بول آند بير، و بيرشكا، و ماسيمو دوتي، و ستراديفاريوس" وعلامات تجارية أخرى، "أورتيجا" ابن عامل السكك الحديدية الذى أصبح واحدًا من أغنى أغنياء العالم، وفى مارس الماضى بلغت قيمة ثروته 68 مليار دولار.

تعرف على قصة هذا العصامى وفقًا لموقع" businessinsider":

نشأة  أمانسيو أورتيجا

ولد" أورتيجا" عام 1936 فى إسبانيا، وسط عائلة فقيرة للغاية، الأب يعمل فى السكك الحديدية، والأم تعمل خادمة لإعانة زوجها على المعيشة، ترك المدرسة فى سن 14 عامًا، وبدأ حياته المهنية فى صناعة الملابس كصبى ومساعد فى متجر خياط، تدرج فى إتقان مهنته حتى أصبح مديرًا لإحدى متاجر الملابس التى تلبى احتياجات الأثرياء.

أمانسيو

الفقر الشديد الذى عانى منه الشاب العشرينيى فى ذلك الوقت، كان حافزًا لتحقيق هدفه أن يكون صاحب محل للملابس، العمل الدائم لا يفارقه، فى عام 1963 جاءت الاستراحة الكبرى لـ"أورتيجا" فأسس شركته الصغيرة "Confecciones Goa" كنت تصنع أردية الحمام والملابس الداخلية.

سبب اسم العلامة التجارية زارا

وفى عام 1972 افتتح أول محل مع زوجته"روزاليا ميرا" وكانت تصميمات المنتجات تشبه لحد كبير الماركات العالمية، فى البداية  اختار اورتيجا اسم "زوربا" للمحل والشركة التى اسسها نسبة الى فيلم زوربا اليونانى الشهير، ولكنه اكتشف وجود" بار "بالقرب منه يحمل نفس الاسم فاتفق مع زوجته على اسم زارا ، وكانت هذه البداية.

زارا

قام "أورتيجا"بالترويج عن منتجاته بنفسه، حيث كان يقوم بعمل البائع المتجول لعرض منتجاته على الناس سواء فى منازلهم أو على المحلات الكبرى لتشتريها، فى تلك الأونة كانت بيوت الأزياء العالمية تطرح موديلاتها الجديدة كل عدة شهور، لكن زارا كان يقوم بطرح موديلاتة الجديدة كل اسبوعين فيما أطلق علية اسم "الموضة الفورية أو السريعة".

اورتيجاا

يتمتع "أورتيجا" بسياسة مرنة؛ فلكل فرع من محلاته حق مطلق فى طلب تعديل الموديلات بحسب الموضة السائدة فى منطقته، مما جعل "زارا تنتج ما يقرب من 12 ألف موديل جديد سنويًأ، بالإضافة إلى التحفيز المادى لمديرين الفروع والمحلات، كلما زادت المبيعات.

زاد الإقبال على محلاته وزادت منافذ البيع بشكل كبير، حيث يحرص على قرب المصانع من منافذ البيع، وانتشرت فى دول عدة منها البرتغال، و تركيا، و المغرب.

فى عام 1985، أسس "أورتيجا" شركة" إنديتكس" كشركة قابضة وبدأ فى توسيع استقرار الشركة من ماركات الأزياء الرائدة لتشمل "زارا، و بول آند بير، و بيرشكا، و ماسيمو دوتي، ستراديفاريوس" بحلول عام 2010، قام بتنويع ممتلكاته الاستثمارية إلى حد كبير فى العقارات الفاخرة، وشراءها فى "برشلونة، ومدريد، ونيويورك، ولندن، وشيكاغو،و ناطحة سحاب فى مدريد؛ كما استحوذ على حصة 21.6٪ فى لا كورونا مركز الفروسية فى إسبانيا، فى عام 2016 نال لقب أغنى رجل فى أوروبا وأغنى بائع تجزئة فى العالم من قبل فوربس.

متاجر زارا

تضم شركته التى تتخذ من إسبانيا مقراً لها أكثر من 88000 موظف، وأكثر من 7400 متجر حول العالم، وقد أعلنت الشركة فى 2019 عن أرباح إجمالية بلغت، 12.8 مليار دولار، بزيادة سنوية بنسبة 8٪.

عوامل النجاح

 أمانسيو أورتيجا، يعيش حياة متواضعة للغاية، يتجنب الدعاية، يعشق عمله، عمل مدة 25 عامًا دون أن يحصل على يوم واحد إجازة، يتناول وجباته الغذائية وسط موظفيه داخل كافيتريا الشركة.

تواضع أورتيجا

 لم يكن له مكتب ليمارس حياته العملية داخله،  بل كان يعمل وسط مناطق التصميم والتصنيع المختلفة له،  لم يجر حوارًا صحفيًا فى حياته ويعشق العمل فى هدوء ودون تسليط الأضواء عليه، الصورة الوحيدة التى كانت نشرت له حتى عام 1999 هى صورة بطاقة هوية وطنية القديمة.

من أعماله الخيرية الانفاق على نحو 500 طالب ولكن هذا فى حدود ضيقة حتى يبتعد عن أضواء، ابتعد "اورتيجا" عن الإدارة فى عام 2011، وتركها إلى بابلوا ايسلا الرئيس والمدير التنفيذى للشركة، ورغم ذلك يذهب لعملة كل يوم نظرا لحبه الشديد لهذا العمل.

زاراا