تعرضت هونج كونج لعدد من الأزمات المتتالية على مدار الفترة الماضية، فقد عانت من الاحتجاجات على مدار 6 أشهر قبل أن يعلن رسميا تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي أجبر العديد من المطاعم والمتاجر على الإغلاق وتكبد الاقتصاد المحلي مليارات الدولارات من جراء هذا الإغلاق والتوقف التام في المدينة.
سعة المطعم قبل الجائحة
وتعد المطاعم من أكثر المجالات تضررا في هونج كونج، حيث انتقلت إلى وضع مضطرب جدا، مما جعلهم حريصون على إيجاد حل للأزمة، وكانت التجربة ناجحة لدرجة تجعلها ملهمة لغيرها من مطاعم العالم.
ووفقًا لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكى يعد فريق الإدارة في Black Sheep، مجموعة مطاعم حي شهيرة في المدينة، من بين الأوائل الذين سارعوا إلى وضع خطة للتعامل مع الأزمة.
وقال مؤسس بلاك بلاك شيب، عاصم حسين، في محادثة هاتفية أخيرة مع بيزنس إنسايدر "لقد كان لدينا فكرة أن هذه ستكون مشكلة وأنها ستصل إلى هونج كونج".
المطاعم خلال أزمة كورونا
وأضاف بدأنا في التفكير في الأشياء التى يتعين علينا القيام بها لإبقاء مطاعم المدينة مفتوحة، لأن الإغلاق يعنى الفشل المالى الكامل للشركة، مشيرا إلى أنهم اتخذوا هو وفريقه المكون من 1000 شخص يعملون في 23 مطعما عدد من الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة الموظفين وكذلك الزبائن.
حكومة هونج كونج تلزم العملاء بارتداء قناع لدخول مطعم
وأوضح انهم اتخذوا إجراءات إلزامية بغسل اليدين كل 30 دقيقة، وفرض حظر على كل اتصال جسدي، حيث لا مصافحات، لا إشارة باليد.
ويشير إلى أنه تلقى وفريقه مكالمات من مطاعم في جميع أنحاء المدينة سمعت عن القواعد التي كانوا يفرضونها ويريدون النصيحة. لذلك وضعوا كتابا خاصا بهم لمساعدة الآخرين، لافتا إلى أن الكتاب نفد بسرعة واشتراه أصحاب المطاعم حول العالم مع انتشار الوباء وتعثر آخرون لإيجاد حلول لإبقاء أعمالهم الخاصة مفتوحة، لدرجة أنه أصبح نجاحًا عالميًا ويتم ترجمته الآن إلى أربع لغات مختلفة.
في هذا الوقت، دعت حكومة هونج كونج الفريق أيضًا إلى تقديم المشورة لصانعي السياسات بشأن العمل الذي يقومون به ؛ وقال حسين إن نصف ما في الكتاب على الأقل أصبح الآن قاعدة في هونج كونج لجميع المطاعم .
تشمل القواعد الفحوصات الإلزامية لدرجة الحرارة، وتباعد الطاولات بفارق ستة أقدام، والأقنعة الإلزامية، وقال المدير "لقد كانت الاستجابة استثنائية، فقد تلقينا المئات من رسائل البريد الإلكتروني ورسائل وسائل التواصل الاجتماعي من أصحاب المطاعم الذين يستخدمون الكتاب في كل مكان من البرازيل في الغرب إلى اليابان في الشرق".والأهم من ذلك، مكنت حسين من إبقاء جميع مطاعمه مفتوحة طوال هذه الفترة، مما مكن الشركة من البقاء مفتوحة رغم تفشي الجائحة، الذي لفت إلى أن الاحتجاجات السابقة والفيروسات التاجية السابقة، كانت مطاعم Black Sheep مليئة بالعملاء في معظم الليالي، على عكس اليوم،حيث لا تتعدى سعة المطعم أكثر من 50% .
وبمجرد وصول الضيف للمطعم، سيطلب منه ملء استمارة إقرار صحي، بأنه لم تثبت إصابته بالفيروس خلال الـ 14 يومًا الماضية، أو كان على اتصال مباشر مع شخص لديه أو عانى من أي أعراض، أو سافر خارج هونج كونج .
كما يُطلب منه أيضا تقديم تفاصيل الاتصال الخاصة به حتى يتمكن المطعم من الاتصال بسهولة بأي شخص تناول العشاء هناك في المستقبل إذا احتاج إلى ذلك.
بعد ذلك، يتم أخذ درجة حرارة الضيوف باستخدام موازين الحرارة غير التلامسية حيث لا يسمح بدخول أي شخص لديه درجة حرارة 37.5 درجة مئوية وأخيرًا يجلس الضيوف على طاولات متباعدة على بعد ستة أقدام عن الأخرى.
على كل طاولة، هناك أكياس ورقية للضيوف لتخزين كمامتهم أثناء تناول الطعام، إلى جانب مناديل النظافة والمطهر.
وقال حسين إنه في حين أن أجزاء من هذه العملية أصبحت إلزامية الآن في هونج كونج، إلا أنها في بداية الأزمة لم تكن كذلك، وإقناع العملاء بالتوقيع على النماذج وإجراء فحوصات درجة الحرارة الخاصة بهم أمر صعب للغاية.
وقال "كنا نرفض عشرات الضيوف كل ليلة"، وأضاف أنه للمرة الأولى، لم تكن الضيافة تأتي أولاً، وكانت السلامة قائلا:" كانت الفترة الماضية أصعب 6 أشهر في حياتي."
وينصح مدير المطعم زملاءه قائلا:" يجب ألا تنتظروا حتى تعود الأمور إلى طبيعتها لأن ذلك معناه أنك ستنتظر فترة طويلة"، مؤكدا أن أشياء كثيرة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
