مصر تحتفل بيوم الشهيد.. الجنرال عبدالمنعم رياض أسد الجبهة المصرية..صنع من المقاتل المصرى ندا فى مواجهة دبابات العدو.. جعل أعداءه يشهدون له بالكفاءة..استدعاه عبدالناصر عقب نكسة 67 لرئاسة أركان حرب القوات المسلحة

الإثنين، 09 مارس 2020 09:00 ص
مصر تحتفل بيوم الشهيد.. الجنرال عبدالمنعم رياض أسد الجبهة المصرية..صنع من المقاتل المصرى ندا فى مواجهة دبابات العدو.. جعل أعداءه يشهدون له بالكفاءة..استدعاه عبدالناصر عقب نكسة 67 لرئاسة أركان حرب القوات المسلحة الفريق عبد المنعم رياض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يلقب الفريق عبدالمنعم رياضى بالجنرال الذهبى، وذلك  لعظمة رؤيته العسكرية فى أعقاب هزيمة 1967 وهى المرحلة التى عُهد إليه فيها كرئيس أركان حرب القوات المسلحة مع وزير الحربية الفريق محمد فوزى إعادة بناء القوات المسلحة واسترداد ما خسرته مصر فى يونيو.

 
وكان من أقواله أيضاً: «إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافى للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك فى النصر الذى وعدنا الله إياه. لقد حقق أجدادنا أعظم البطولات وخلفوا لنا تراثاً عظيماً يجب أن نصونه ومستقبلاً يجب علينا أن نطوره، ولن يكون ذلك إلا بهمة الرجال الأقوياء، والناس يولدون فتصنعهم ظروفهم وبيئاتهم ولا بد من أن نصنع نحن فى الجيش الرجال الأقوياء».
 
untitled
 
ولد الفريق عبدالمنعم رياض فى 22 أكتوبر1919 بمحافظة الغربية وكان والده القائم مقام محمد رياض، قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية صاحب التأثير الكبير فى تعلقه بالحياة العسكرية التى فضلها على دراسة الطب، تخرج رياض فى الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم ثان فى سلاح المدفعية، والتحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات فى المنطقة الغربية، حيث اشترك فى الحرب العالمية الثانية 1944 وفى نفس العام نال شهادة الماجستير فى العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول على دفعته، مما أهله للالتحاق بمدرسة المدفعية البريطانية لينال شهادة إتمام الدراسة بها بتقدير امتياز.
 
وفى الفترة من1947 وحتى 1948 عمل فى إدارة العمليات والخطط بالقاهرة وكان ضابط الاتصال بينها وبين قيادة الميدان فى فلسطين، ولدوره مُنح وسام الجدارة الذهبى، وفى 1951 تولى رياض قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وهو لايزال برتبة المقدم، وفى إبريل 1958 سافر فى بعثة إلى الاتحاد السوفيتى لإتمام دورة فى الأكاديمية العسكرية العليا التى أتمها فى 1959 بتقدير امتياز، ولُقب بالجنرال الذهبى لانبهار القادة الروس بتفكيره وقدراته العسكرية.
 
عبد-المنعم-رياض
 
وفى 1964 عُين رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة، وفى عام 1966 تمت ترقيته إلى رتبة الفريق، وأتم فى العام نفسه دراسته بكلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية.
 
عقب نكسة 1967 استدعاه الرئيس جمال عبد الناصر للعمل رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة مع الفريق محمد فوزى الذى تولى وزارة الحربية.
 
يقول الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال عن قصة استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض: إن موقع لسان التمساح كان دائماً ما يوجه قذائف صاروخية وهاون ومدفعية على مدينة الإسماعيلية وكانت تخلف الكثير من الخسائر، فتوجه الفريق رياض إلى الجبهة للاطمئنان على القوات ومراقبة الوضع عن قرب ولاحظ العدو من مظهر دخول الجنرال رياض أن هناك شخصية مهمة موجودة، وبكل الغدر أطلقوا قذائف الهاون والصواريخ المدفعية، واستشهد الفريق بين جنوده، لكن جنوده لم يخذلوه وثأروا له فى ليلة الأربعين من استشهاده وفى يوم العبور العظيم فى 6 أكتوبر1973 حيث صدرت التعليمات عقب استشهاد الفريق رياض إلى المقدم إبراهيم الرفاعى «آنذاك» بالتعامل مع النقطة التى أطلقت القذائف.
 
11
 
وفى يوم 19 إبريل 1969غادر الرفاعى وأفراد مجموعته إلى الإسماعيلية للقيام بالعملية، وحينما حل الظلام طلب من المدفعية قذف موقع العدو والمواقع المجاورة بالضفة الشرقية كساتر، وكان تراشق المدفعية فى هذا الوقت شيئاً عادياً، وكان من الطبيعى أثناء قذف المدفعية أن يختبئ أفراد العدو داخل المخابئ حتى عبرت المجموعة تحت ساتر القذف فى اتجاه موقع لسان التمساح، وطلب الرفاعى عند وصول الزوارق إيقاف ضرب المدفعية على الموقع واتجهت كل المجموعة وقائدها إلى الدشم المكلفة بتدميرها، وبدأ أفرادها يلقون القنابل اليدوية من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات وحرق عربات العدو وإسقاط العلم الإسرائيلى، وتم تدمير الموقع بالكامل وقتل 44 جندياً إسرائيلياً رداً على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض. 
 
جاءت كلمات الزعيم جمال عبدالناصر فى رثاء الفريق رياض مليئة بالحزن عليه حيث قال: «فقدت الجمهورية العربية المتحدة جندياً من أشجع جنودها وأكثرهم بسالة وهو الفريق عبدالمنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة، وكان الفريق عبدالمنعم رياض فى جبهة القتال وأبت عليه شجاعته إلا أن يتقدم إلى الخط الأول بينما كانت معارك المدفعية على أشدها وسقطت إحدى قنابل المدفعية المعادية على الموقع الذى كان الفريق عبدالمنعم رياض يقف فيه وشاء قضاء الله وقدره أن يصاب، وأن تكون إصابته قاتلة. إننى أنعى للأمة العربية رجلاً كانت له همة الأبطال، تمثلت فيه كل خصال شعبه وقدراته وأصالته.
 
9
 
إن الجمهورية العربية المتحدة تقدم عبدالمنعم رياض إلى رحاب الشهادة من أجل الوطن راضية مؤمنة واثقة أن طريق النصر هو طريق التضحيات، ولقد كان من دواعى الشرف أن قدم عبدالمنعم رياض حياته للفداء وللواجب فى يوم مجيد استطاعت فيه القوات المسلحة أن تلحق بالعدو خسائر تعتبر من أشد ما تعرض له، لقد وقع الجندى الباسل فى ساحة المعركة ومن حوله جنود من رجال وطنه يقومون بالواجب أعظم وأكرم ما يكون من أجل يوم اجتمعت عليه إرادة أمتهم العربية وألقى عليها تصميمها قسماً على التحرير كاملاً وعهداً بالنصر عزيزاً مهما يكن الثمن ومهما غلت التضحيات».
 
كان عبدالمنعم رياض يؤمن بحتمية الحرب ضد إسرائيل، ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصراً عليها إلا فى إطار إستراتيجية شاملة تأخذ فى الاعتبار البعد الاقتصادى وليس مجرد إستراتيجية عسكرية، ففى خلال توليه رئاسة أركان حرب القوات المسلحة حقق رياض من خلال معارك نوعية انتصارات على القوات الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش الذى استطاعت قوة صغيرة من وحدات الصاعقة منع العدو من التقدم نحو بور فؤاد فى أواخر يونيو 1967 وكذلك تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 12 أكتوبر1967 وإسقاط طائرات إسرائيلية خلال عامى 1967، 1968 ونجح عبدالمنعم رياض فى تحطيم أسطورة أو مقولة أن الدبابة يقابلها دبابة، فقد أضاف لحرب المدرعات منذ عام 1968 حيث كان يتم تدريب أفراد المشاة ليصبح الجندى المصرى فى مواجهة الدبابات، وهو ما ظهر جلياً خلال معارك حرب أكتوبر، حيث استطاع الجنود المصريون قنص وتدمير مئات الدبابات الإسرائيلية.
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة