لماذا غاب عثمان بن عفان عن معركة بدر؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأحد، 22 نوفمبر 2020 05:00 م
لماذا غاب عثمان بن عفان عن معركة بدر؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم ينته الحديث عن معركة بدر، بسبب دورها وأثرها الكبير، لكن الملاحظ أن سيدنا عثمان بن عفان لم يشهد هذه المعركة، فما الذى منعه، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "فصل رجوع النبى عليه السلام من بدر إلى المدينة":

فى رجوعه عليه السلام من بدر إلى المدينة، وما كان من الأمور فى مسيره إليها مؤيدا منصورا عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، وقد تقدم أن الواقعة كانت يوم الجمعة السابع عشر من رمضان، سنة اثنتين من الهجرة.
 
وثبت فى (الصحيحين) أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاثة أيام، وقد أقام عليه السلام بعرصة بدر ثلاثة أيام كما تقدم، وكان رحيله منها ليلة الإثنين فركب ناقته ووقف على قليب بدر فقرع أولئك الذين سحبوا إليه، كما تقدم ذكره.
 
ثم سار عليه السلام ومعه الأسارى والغنائم الكثيرة.
 
وقد بعث عليه السلام بين يديه بشيرين إلى المدينة بالفتح والنصر والظفر على من أشرك بالله وجحده وبه كفر.
أحدهما: عبد الله بن رواحة إلى أعالى المدينة.
 
والثانى: زيد بن حارثة إلى السافلة.
 
قال أسامة بن زيد: فأتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله ﷺ وكان زوجها عثمان بن عفان رضى الله عنه قد احتبس عندها يمرضها بأمر رسول الله ﷺ، وقد ضرب له رسول الله بسهمه وأجره فى بدر.
 
قال أسامة: فلما قدم أبى - زيد بن حارثة - جئته وهو واقف بالمصلى وقد غشيه الناس وهو يقول: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وزمعة بن الأسود، وأبو البخترى العاص بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج.
 
قال: قلت: يا أبة أحق هذا؟
 
قال: أى والله يا بنى.
 
وروى البيهقى: من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسامة بن زيد أن النبى ﷺ خلف عثمان وأسامة ابن زيد على رقية بنت رسول الله ﷺ أيام بدرٍ، فجاء زيد بن حارثة على العضباء ناقة رسول الله ﷺ بالبشارة، قال أسامة: فسمعت الهيعة فخرجت فإذا زيد قد جاء بالبشارة، فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى.
وضرب رسول الله ﷺ لعثمان بسهمه.
 
وقال الواقدى: صلى رسول الله ﷺ مرجعه من بدر العصر بالأثيل فلما صلى ركعة تبسم فسئل عن تبسمه فقال: "مرَّ بى ميكائيل وعلى جناحه النقع فتبسم إلى وقال: إنى كنت فى طلب القوم، وأتاه جبريل حين فرغ من قتال أهل بدر، على فرس أنثى معقود الناصية وقد عصم ثنييه الغبار".
 
فقال: يا محمد إن ربى بعثنى إليك وأمرنى ألا أفارقك حتى ترضى، هل رضيت؟
 
قال: "نعم".
قال الواقدى: قالوا: وقدم رسول الله ﷺ زيد بن حارثة وعبد الله ابن رواحة من الأثيل فجاءا يوم الأحد حين اشتد الضحى وفارق عبد الله بن رواحة زيد بن حارثة من العقيق فجعل عبد الله بن رواحة ينادى على راحلته: يا معشر الأنصار أبشروا بسلامة رسول الله ﷺ وقتل المشركين وأسرهم، قتل ابنا ربيعة، وابنا الحجاج، وأبو جهل، وقتل زمعة بن الأسود، وأمية بن خلف، وأسر سهيل بن عمرو.
 
قال عاصم بن عدى: فقمت إليه فنحوته فقلت: أحقا يا ابن رواحة؟
 
فقال: أى والله وغدا يقدم رسول الله ﷺ بالأسرى مقرنين.
 
ثم تتبع دور الأنصار بالعالية يبشرهم دارا دارا والصبيان ينشدون معه يقولون: قتل أبو جهل الفاسق، حتى إذا انتهى إلى دار بنى أمية وقدم زيد بن حارثة على ناقة رسول الله ﷺ القصواء يبشر أهل المدينة.
 
 
فلما جاء المصلى صاح على راحلته: قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وابنا الحجاج، وقتل أمية ابن خلف، وأبو جهل، وأبو البخترى، وزمعة بن الأسود، وأسر سهيل ابن عمرو ذو الأنياب فى أسرى كثير، فجعل بعض الناس لا يصدقون زيدا ويقولون: ما جاء زيد بن حارثة إلا فلا حتى غاظ المسلمين ذلك وخافوا.
 
وقدم زيد حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله ﷺ بالبقيع.
 
وقال رجل من المنافقين لأسامة: قتل صاحبكم ومن معه؟
 
وقال آخر لأبى لبابة: قد تفرق أصحابكم تفرقا لا يجتمعون فيه أبدا وقد قتل عليه أصحابه وقتل محمد وهذه ناقته نعرفها، وهذا زيد لا يدرى ماذا يقول من الرعب، وجاء فلا، فقال أبو لبابة: يكذب الله قولك.
 
وقالت اليهود: ما جاء زيد إلا فلا.
 
قال أسامة: فجئت حتى خلوت بأبى فقلت: أحق ما تقول؟
 
فقال: أى والله حق ما أقول يا بنى فقويت نفسى ورجعت إلى ذلك المنافق فقلت: أنت المرجف برسول الله وبالمسلمين، لنقدمنك إلى رسول الله إذا قدم فليضربن عنقك.
 
فقال: إنما هو شىء سمعته من الناس يقولونه.
 
قال: فجىء بالأسرى وعليهم شقران مولى رسول الله ﷺ وكان قد شهد معهم بدرا وهم تسع وأربعون رجلا الذين أحصوا.
قال الواقدى: وهم سبعون فى الأصل مجتمع عليه لا شك فيه.
 
قال: ولقى رسول الله ﷺ إلى الروحاء رؤوس الناس يهنئونه بما فتح الله عليه.
 
فقال له أسيد بن الحضير: يا رسول الله الحمد لله الذى أظفرك وأقر عينك، والله يا رسول الله ما كان تخلفى عن بدر وأنا أظن أنك تلقى العدو، ولكن ظننت أنها عير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت.
 
فقال له رسول الله: "صدقت".
 
قال ابن إسحاق: ثم أقبل رسول الله ﷺ قافلا إلى المدينة ومعه الأسارى وفيهم: عقبة بن أبى معيط، والنضر بن الحارث وقد جعل على النفل عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة