أكرم القصاص - علا الشافعي

الدكتور ياسر منجى يكتب: "محمود سعيد" فى "بيت الكريتلية"

الخميس، 25 يوليو 2019 04:30 م
الدكتور ياسر منجى يكتب: "محمود سعيد" فى "بيت الكريتلية" الدكتور ياسر منجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يوم 5 ديسمبر 2018، شرفت بتلقى الخطاب رقم (839)، الصادر عن "متحف جاير أندرسون" بالقاهرة، التابع لقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، بالموافقة الرسمية على رئاستى للجنة، بعضوية السادة أمناء العهدة الأثرية بمتحف "جاير أندرسون"، لتوصيف الأعمال الفنية الحديثة الموجودة ضمن مقتنيات هذا المتحف العريق. 
 
وقد استمر عمل اللجنة لثلاثة أشهر متصلة، خلال اجتماعات أسبوعية داخل المتحف مع فريق العهدة، تم خلالها فحص كافة الأعمال الفنية الحديثة الموجودة ضمن مجموعة "جاير أندرسون"، وتوصيف كل قطعة توصيفاً دقيقاً، من حيث الأبعاد، ونوعية الخامات، وفكرة العمل، وتقنية التنفيذ، وتوثيقها من حيث تاريخ الإنتاج، وهوية الفنان الذى أنتجها، لتتكشف خلال ذلك عدة مفاجآت لم تكن فى الحسبان.
 
وقد سبق وأن أشرتُ لبعض تفاصيل أعمال هذه اللجنة، وأهم ما أسفرت عنه أعمالها، فى مقالٍ بعنوان "كنزٌ فنى يُعادُ اكتشافُه بمتحف "جاير أندرسون"، استعرضتُ من خلاله تفاصيل الكشف عن مجموعةٍ فنيةٍ نادرة، من مقتنيات الميجور "روبرت جرونفيى جون جاير أندرسون" (1881 – 1945) صاحب المتحف الشهير الكائن بـ"بيت الكريتلية" الأثرى بالقاهرة. وقد بَيّنتُ من خلال المقال المذكور بعضاً مما تتضمنه هذه المجموعة، من فرائد أعمال نخبةٍ من مشاهير رواد الفن المصري، من بينهم: "محمد ناجي"، و"جورج صباغ"، و"إيمى نمر"، فضلاً عن أعمال عددٍ من أبرز الفنانين الغربيين الذين استوطنوا البلاد خلال النصف الأول من القرن العشرين. 
 
غير أن أكبر المفاجآت التى كشفت عنها أعمال اللجنة كانت تنتظرنا فى "غرفة القراءة"، وهى إحدى غرف الطابق الثانى بالمتحف.
 
ففى أثناء قيام اللجنة بفحص الأعمال الفنية الحديثة الموجودة بهذا الطابق، استرعى انتباهى وجود لوحة تصويرية تمثل شيخاً يصلى خاشعاً فى وضع التشَهُّد، تحيط به أعمدةٌ تحمل عقوداً داخل رواقٍ لمسجد. وقد انتابتنى وقتها دهشةٌ بالغة؛ إذ كان ما أراه أمامى يكاد يطابق صورةً لأحد أعمال الفنان المصرى الرائد "محمود سعيد" (1897 – 1964)، وهى صورة سبق وأن وقعت عليها عيناى مراراً، فى عددٍ من المراجع التى تتناول سيرته وأعماله بالدراسة، دون أن يَنُصّ أى منها على كونِها من مقتنيات "جاير أندرسون". 
 
وبفحص العمل فحصاً دقيقاً، تبين أنه مرسوم بالألوان الزيتية على خشب، ويبلغ مقاسه بالإطار 40سم x 29سم. كما بدا من الفحص الظاهرى مدى تماثُل أسلوب التلوين وتوزيع الإضاءة مع ما هو مأثورٌ فى أعمال "محمود سعيد".
 
وتتأكد المفاجأة بالرجوع إلى أقدم سجل أصلى موجود بالمتحف، وهو السجل الذى يوثق محتويات (سجلات "أندرسون باشا")، حيث ورد ذِكر اللوحة مسجلةً برقم 2009.
 
وبالإحالة للمجلد رقم 15، صفحة 39، برقم 136، نُصّ فى هذا السجل على أن تاريخ ورودها للمتحف هو يوم السبت، الموافق 5 فبراير من عام 1944، وأنها كانت فى الأصل من بين مقتنيات "حُجرة الضيوف" بالمتحف، (قبل أن تنتقل لاحقاً لغرفة القراءة، فى مكان عرضها الحالي). أما الوصف الخاص باللوحة كما ينُص عليه السجل الأصلى فهو كالتالي: "صورة زيتية تمثل شيخاً جالساً جلسة الصلاة بداخل مسجد وعليها إمضاء “M. Said” وهى بداخل إطار من الخشب.
 
اللوحة كما تبدو بموضعها الحالى داخل "غرفة القراءة" بمتحف "جاير أندرسون" (بيت الكريتلية) بالقاهرة
اللوحة كما تبدو بموضعها الحالى داخل "غرفة القراءة" بمتحف "جاير أندرسون" (بيت الكريتلية) بالقاهرة
 
ووفقاً لهذه الملحوظة الأخيرة، قمنا مرةً أخرى بفحص اللوحة، ليتبين وجود أثر خفيف للإمضاء المشار إليه، أسفل يمين العمل، غير أنه يكاد يكون مطموساً بتأثير أكسدة الألوان وعوامل الجو والغبار.
 
وقد خاطبتُ وقتها الأستاذة "مرفت عزت"، مديرة المتحف، فى حضور السادة أعضاء اللجنة، مُنَوهاً بوجود لوحة على درجة كبيرة من القيمة الفنية والتاريخية، وأنها واحدة من اعمال رائد مهم من رواد الفن المصري. كما أوصَيتُ خلال اجتماع اللجنة بضرورة قيام قسم الترميم بالمتحف بفحص اللوحة وتنظيفها، لاستكشاف ما إذا كانت تتضمن مزيداً من البيانات، سواء أسفل الإطار أو فى خلفيتها.
 
وبعد إتمام إدارة المتحف للإجراءات الرسمية المتبعة فى هذا الشأن، تم تحويل اللوحة لقسم الترميم داخل المتحف، لتتولى الأستاذة "هالة القوصي"، رئيس قسم الترميم بمتحف "جاير أندرسون" عملية تنظيف اللوحة بنفسها، وهو ما أسفر عن إظهار رونق ألوانها، بعد إزالة طبقة الغبار والأكسدة المتراكمة عبر السنين على سطحها؛ إذ ظهرت الإضاءات ساطعةً، كما ظهرت زُرقة القناديل الزجاجية المعلقة فى سقف المسجد أعلى رأس الشيخ المُصلي. وكذا التفاصيل المنظورية لصف الأعمدة اليسرى.
 
خلال عملية تنظيف اللوحة داخل قسم الترميم بمتحف "جاير أندرسون"
خلال عملية تنظيف اللوحة داخل قسم الترميم بمتحف "جاير أندرسون"
 
وقد كشفت عملية التنظيف التى أُجرِيَت بقسم الترميم بالمتحف، عن تأكيد وجود توقيع على قاعدة العمود أسفل يمين العمل، بالصيغة M. SAID بحروف كبيرة Capital، مع التأريخ بعام 1942.
 
كما كشفت عملية تنظيف إطار اللوحة، عن وجود عبارة بالإنجليزية، مكتوبة جهة اليسار على الضلع السفلى من الإطار، نَصُّها كالتالي: ‘Painted and presented by Mahmoud Bey Said”، "رُسِمَت وأُهدِيَت بواسطة محمود بك سعيد".
 
اللوحة بعد تنظيفها بواسطة قسم الترميم بمتحف "جاير أندرسون"
اللوحة بعد تنظيفها بواسطة قسم الترميم بمتحف "جاير أندرسون"
 
وكانت الخطوة التالية مباشرةً هى قيامى بمعاودة مراجعة عددٍ من المراجع، التى سبقت الإشارة إليها، للتأكد مما إذا كان أحدها قد أشار إلى وجود صلةٍ بين هذه اللوحة و"جاير أندرسون". 
 
كانت أولى مراجعاتى لكتاب "محمود سعيد"، الصادر عن "مطبعة مصر" عام 1960، وهو من مؤلفات الدكتور "بدر الدين أبو غازي"، بتصدير من الناقد "جبرائيل بُقطُر". وقد أورد المؤلف صورة العمل بالأبيض والأسود فى الصفحة رقم 59 من الكتاب، وبأسفلها البيانات التالية: "صلاة (1941)، مجموعة سمو الأميرة فائقة، سابقاً"، كما أعاد ذكرها مرةً أخرى فى صفحته رقم 44، ضمن قائمة "أهم أعمال محمود سعيد"، غير أنه أشار إليها باسم "شيخ يصلي"، بدلاً من اسم "صلاة".
 
الصورة الواردة بكتاب الدكتور "بدر الدين أبو غازي"، المنشور عام 1960
الصورة الواردة بكتاب الدكتور "بدر الدين أبو غازي"، المنشور عام 1960
 
ولم يختلف الأمر كثيراً عند مراجعتى لكتاب "محمود سعيد"، الذى نشره "بدر الدين أبو غازي" عام 1972، من خلال "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، حيث وردت صورة اللوحة فى الصفحة رقم 47، وإلى جوارها عنوان "صلاة"، مع عبارة تحليلية قصيرة عن موضوع اللوحة وبنائها، غير أنه لم يُشِر إلى كونها من "مجموعة سمو الأميرة فائقة"، كما سبق وأن أشار فى كتابه الأول.
 
وعند مراجعتى للطبعة الفرنسية الأصلية لكتاب "التصوير الحديث فى مصر"، للناقد "إيميه آزار"، الصادرة بالقاهرة عام 1961، تحت عنوان La Peinture Moderne en Egypte، استوقفتنى الإشارة إلى اللوحة فى صفحته رقم 32، بعنوان “Cheikh en priere” "شيخ يصلي"، مع نفس تأريخ الإنتاج بعام 1941. كما وردت صورتها بالكتاب، بالأبيض والأسود، فى صفحته رقم 33، بنفس البيانات، مع الإشارة للفنان باسم “M. Said” – وهو نفس التوقيع المنصوص عليه فى سجلات متحف "جاير أندرسون" الأصلية – كما نص "أزار" ضمن بيانات الصورة على كونها من "مجموعة فايقة هانم" Collection Faika Hanem.
 
الصورة الواردة بكتاب الناقد "إيميه آزار" الصادر عام 1961
الصورة الواردة بكتاب الناقد "إيميه آزار" الصادر عام 1961
 
وبالرجوع للترجمة العربية للكتاب نفسه، التى صدرت عن "المشروع القومى للترجمة" عام 2005، فقد ورد بها ذكر اللوحة فى الفصل الأول (الكبار)، باسم "الشيخ يصلي"، كما وردت لها صورة ملونة بالكتاب نفسه، برقم 20، بعنوان "شيخ يصلي"، مع تأريخ إنتاجها بعام 1941، وعبارة (مجموعة فايقة هانم).
 
أما كتاب "محمود سعيد" التذكاري، الصادر عن "صندوق التنمية الثقافية" بوزارة الثقافة عام 1997، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الفنان، والذى تضمن دراسة من إعداد وتوثيق الفنان "عصمت داوستاشي"، فقد ورد ذكر اللوحة فى صفحته رقم 274، ضمن "بيان لوحات ورسوم محمود سعيد" برقم 148، تحت عنوان "الصلاة"، مؤرخةً بعام 1941، وأن مكانها هو "مجموعة متحف الفن الحديث". كما وردت صورة ملونة صغيرة للوحة، ضمن مجموعة صور أعمال أخرى للفنان، بالصفحة رقم 303 من الكتاب، تحت نفس الرقم 148.
 
الصورة الواردة بكتاب الفنان "عصمت داوستاشي" الصادر عام 1997.
الصورة الواردة بكتاب الفنان "عصمت داوستاشي" الصادر عام 1997
 
أما "الكتالوج المُسَبَّب" لأعمال الفنان "محمود سعيد"، الصادرة طبعتُه الأولى عام 2016 عن دار نشر "سكيراً"، من تحرير الباحثة "فاليرى هيس" والدكتور "حسام رشوان"، فقد وردت اللوحة المذكورة فى الصفحة رقم 425 من جزئه الأول، تحت رقم P244. وقد أورد الكتاب اللوحة بنفس الاسم الذى سبق وأن ورد فى كتاب "إيميه آزار"، “Cheikh en priere” "شيخ يصلي"، مع نفس تأريخ الإنتاج بعام 1941.
 
وقد ذُكِرَ بهذا الكتالوج، فى نفس الصفحة، أن "مكان اللوحة غير معروف، وأنها من المحتمل أن تكون ضمن مجموعة خاصة، بالمملكة العربية السعودية" Location unknown, probably private collection, Saudi Arabia. كما ورد بالصفحة نفسها أنها كانت "ضمن مجموعة الفنان حتى عام 1964، لدى كريمته "نادية محمود سعيد" بالإسكندرية، وأنها كانت من مقتنيات الأميرة فائقة (شقيقة الملك فاروق) بحلول عام 1952". وأنها "عُرِضَت بمعرض "الجزيرة" عام 1951، وبمعرضين بالإسكندرية عامَى 1960 و1964.
 
ويمكن الآن إجمال أهم الملحوظات المتحصّلة من مراجعة المصادر والمراجع السابقة على النحو التالي: أولاً: أن أياً من هذه المصادر والمراجع – قديمها وحديثها –لم تَنُص على تحديد مقاس اللوحة، واكتفت بإيراد معلومات عامة عنها، مثل اسمها أو مكان اقتنائها أو تواريخ وجودها ضمن بعض المعارض. ويرجع سبب أهمية هذه الملحوظة، إلى كونها ترجح أن أيّاً من مؤلفى هذه المراجع لم يُجرِ بنفسه قياساً لأبعاد اللوحة، أو لم يرجع – على أقل تقدير – لمصدرٍ مباشر، كالفنان مثلاً، لتحديد قياس هذه الأبعاد. 
 
ثانياً: اتفاق كافة المراجع والمصادر السابقة على تأريخ اللوحة بعام 1941، فيما عدا كتاب "أبو غازي" (1972)، الذى لم يورد تأريخاً كما سبق وأن أورد فى كتابه (1960). ويُلاحظ هنا أن هذا التاريخ المتفق عليه، سابقٌ بعامٍ واحد للتاريخ الموجود أسفل التوقيع الذى كشفت عنه إدارة الترميم بمتحف "جاير أندرسون"، وهو عام 1942.
 
ثالثاً: إشارة "أبو غازي" (1960) إلى كون اللوحة من "مجموعة سمو الأميرة فائقة"، وإشارة كتاب "إيميه آزار" (1961) وترجمته (2005) إلى كونها من "مجموعة فايقة هانم"، وتوضيح "الكتالوج المسبب" (2016) لكونها "الأميرة فائقة" (شقيقة الملك فاروق)، وهو إجماعٌ لم يخالفه إلا إشارة كتاب "داوستاشي" (1997)، بكونها من "مجموعة متحف الفن الحديث".
 
رابعاً: إشارة "الكتالوج المسبب" فى صفحته رقم 425، إلى أن "مكان اللوحة غير معروف، وأنها من المحتمل أن تكون ضمن مجموعة خاصة، بالمملكة العربية السعودية"، وأنها كانت "ضمن مجموعة الفنان حتى عام 1964، لدى كريمته "نادية محمود سعيد" بالإسكندرية، وأنها كانت من مقتنيات الأميرة فائقة (شقيقة الملك فاروق) بحلول عام 1952"، وهى فى الواقع إشارة تستحق التأمل؛ لأنه إذا كانت اللوحة ظلت ضمن مقتنيات الفنان وابنته حتى عام 1964، فكيف كانت من مقتنيات الأميرة "فايقة" بحلول عام 1952؟ إن هذا يصعب تصوره إلا فى حالة واحدة فقط، وهى افتراض أنه كانت هناك نسختان Replicas رسمهما الفنان، واحدة اقتنتها الأميرة "فائقة" عام 1952، وظلت الأخرى لدى أسرته حتى عام 1964 – وهو تاريخ وفاته.
 
لكن، إذا صح افتراض وجود نسختين للوحة نفسها، من عمل الفنان نفسه، فكيف يمكن تفسير دخول اللوحة مجموعة "جاير أندرسون" يوم السبت الموافق 5 فبراير من عام 1944؛ وفقاً للمنصوص عليه فى سجلات "أندرسون باشا" الرسمية المحفوظة بالمتحف؟ هنا لا يكون ثمة مفر من افتراض وجود نسخة ثالثة، أهداها الفنان للمتحف عام 1944. وهنا يستجد سؤالان مشروعان، أولهما: هل من المألوف أن يكرر فنانٌ من طراز "محمود سعيد" موضوعاً من موضوعات أعماله ثلاث مرات؟ ليحتفظ بنسخة، وتُقتَنى الثانية، ويُهدى الثالثة لأحد المتاحف؟ أما السؤال الثاني، فهو: بالنظر إلى صغر مساحة اللوحة الموجودة بمتحف "جاير أندرسون" - 40سم x 29سم بالإطار – وهى مساحة أصغر نسبياً من أغلب مساحات أعمال "محمود سعيد"، فهل يمكن افتراض كونها دراسة تحضيرية Study للوحةٍ أكبر، وأن تلك اللوحة الأكبر ظلت بحوزة أسرة الفنان حتى عام 1964، وكانت إحدى نُسَخِها ضمن مقتنيات الأميرة "فائقة"، وأن الفنان أهدى الدراسة التحضيرية لمتحف "جاير أندرسون" بعد ثلاث سنوات من تنفيذها؟
 
نستخلص مما سبق أن احتمال وجود أكثر من نسخة للوحة المذكورة احتمال وارد؛ وبخاصةٍ بعد إجماع أغلب المصادر والمراجع السابقة على وجودها ضمن مجموعة الأميرة "فائقة"، وإشارة الكتالوج المسبّب إلى مشاركتها فى معارض خلال الأعوام 1951 و1960 و1964، فى الوقت الذى تقطع فيه سجلات "أندرسون باشا" المتحفية بوجود اللوحة المعروضة حالياً بالمتحف منذ فبراير 1944. 
 
أياً كانت الاحتمالات، فهناك أسئلة أخيرة تستوجب الطرح، وهى الأسئلة الأهم، فى تقديري، ويمكن صَوغها على النحو التالي: تُرى، كم من الكنوز المماثلة لا تزال مفقودةً من ذاكرة توثيق فننا المصرى الحديث؟ وكم من الفرائد المجهولة، والوقائع المنسية، لا تزال تنتظر إعادة التحقيق والتوثيق والمراجعة، لاستكمال الثقوب وتفسير المفارقات التى تتخلل تاريخ الفن المصرى الحديث؟ وإذا كانت أمثال هذه الوقائع تكتَنف أعمال مشاهير الرواد، فما بالنا بالعشرات من المبدعين المنسيين والمجاهيل، الذين طال غيابهم عن المشهد التاريخى برُمَّتِه؟ 
 
أعتقد أننا لا نملك، بعد استعراض جميع ما سبق، إلا أن نَخلُص إلى حقيقةٍ واحدة، وهى أن لوحة "محمود سعيد" المذكورة تمثل نموذجا ً يدعونا لإعادة النظر فى شأن توثيق أعمال روادنا الكبار، على أن يكون ذلك فى إطار البحث المنهجى الجاد، المشفوع بالعلم، والكثير من الجهد.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة