أكرم القصاص - علا الشافعي

"اينستكس" الأوروبية خيار إيران المر.. طهران ترجح آلية أوروبا على التفاوض مع الولايات المتحدة أو الحرب.. خبراء إيرانيون يشككون فى جدواها للالتفاف على العقوبات وبيع النفط.. و دبلوماسي يهدد: غير كافية ولن نصبر

الإثنين، 01 يوليو 2019 03:00 ص
"اينستكس" الأوروبية خيار إيران المر.. طهران ترجح آلية أوروبا على التفاوض مع الولايات المتحدة أو الحرب.. خبراء إيرانيون يشككون فى جدواها للالتفاف على العقوبات وبيع النفط.. و دبلوماسي يهدد: غير كافية ولن نصبر اجتماع فيينا بين البلدان الموقعة على الاتفاق النووى
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الـ27 من يونيو المنصرم لجأت إيران المأزومة بالعقوبات الأمريكية للإختيار بين السئ والأسوأ، واختارت الخيار المر على الأمر، ففى هذا اليوم الذى يعد نهاية مهلة الـ60 يوما الممنوحة من قبلها للأوروبيين، و كان من المقرر أن تتخذ إيران خطوات بشأن اتفاقها النووى كانت هددت بها البلدان الأوروبية من شأنها القضاء علي الصفقة النووية المبرمة 2015، غير أنها تراجعت عنها عقب اعلان هذه الدول تفعيل آلية "اينستكس" التى تهدف إلى مساعدتها فى الإلتفاف على العقوبات.

 

518012_461
اجتماع فیینا

ومع تصاعد التوتر مع واشنطن، لجأت طهران لـ "اينستكس" للهروب من خيارات مرة وهى إما الانصياع مجددا إلى طاولة المفاوضات مع الرئيس دونالد ترامب وهو خيار مرفوض من قبل رأس النظام المرشد آية الله على خامنئى أو الحرب وهو أيضا خيار تقول أنها لم تسع إليه كما تقول أيضا الإدارة الأمريكية الشئ نفسه، رغم الشكوك حول مدى جدوى الآلية وقدرتها على تمكين طهران من تلبية حاجاتها والعودة إلى السوق النفطي والحصول على عوائده المالية، لكن لم يجد صانع القرار الإيرانى أمامه سوى منح فرصة جديدة لـ اينستكس" وأوروبا لتجريبها.

و اعتبر سفير ومندوب ايران الدائم في منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، الآلية المالية الاوروبية للتجارة مع ايران "اينستكس" في وضعها الحالي بأنها غير كافية، مؤكدا على أن بلاده لا يمكنها الصبر أكثر مما صبرت حتى الآن.

وقال سفير ومندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، إن إيران ملتزمة بالتعاون للحفاظ على الاتفاق النووي و على سائر الأطراف ايضا أن تسمح بان تستفيد إيران من الاتفاق وان تسعى من أجل ديمومته.

 

13980404000498636970630530906409_76079_PhotoT
 

فى الداخل الإيرانى تنظر النخبة الإصلاحية للآلية الأوروبية بعين الحذر ويأملون فى أن توقف سيل هجمات التيار المتشدد على الرئيس المحسوب على المعتدلين حسن روحانى منذ ابرامها 2015 وحتى الانسحاب الأمريكى وفرض العقوبات أكثر من أملهم فى نجاحها عمليا فى احباط أثر العقوبات الأمريكية على الاقتصاد المتهالك، أما التيار المتشدد فيرى أنها خدعة أوروبية لن تكون قادرة على تلبية مطالب طهران.

هذا الانقسام ظهر واضحا فى اعلام طهران، فالصحف التى تنتمى للتيار الإصلاحى تصدرت مانشيتاتها منح فرصة للآلية الأوروبية رغم التشكيك فى قدرتها، أما الإعلام المقرب من المتشددين وتيار المرشد والحرس الثورى فعبر عن رؤية أصحابه الهجومية حيال البلدان الأوروبية المتبقية فى الاتفاق النووى.

وفى هذا الاطار، نشرت صحيفة "آرمان" الاصلاحية مانشيتها اليوم وكتبت "شرط إيران، بيع النفط" وقالت الصحيفة "يبدو أن تفعيل آلية اينستكس هو طريق ثالث يمكنه الاحتفاظ بالظروف الراهنة على وضع متوازن حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دون خوض مفاوضات أو الدخول فى حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية.

فلاحت بيشه عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية كتب على صفحته على تويتر، وفقا للصحيفة "ينبغى أن نمنح لـ اينستكس فرصة فالآلية التى سيكون أثرها السياسى العبور من فخ المتشددين أهم من تحقيق إنفراجات اقتصادية".

 

KayhanNews
KayhanNews

و فى الوقت نفسه فهناك مخاوف داخل إيران من إعادة إحالة ملفها النووى برمته لمجلس الأمن كما حدث فى السابق، وقالت الصحيفة لا يبدو خطر إحالة الملف النووى الإيرانى إلى مجلس الأمن بعيد فى حال استمرار خفض التزاماتنا من الاتفاق النووى، وفى حال أقدم الأوروبيين بشكل عملى للاحتفاظ بالاتفاق النووى، فهناك أمل أن تصرف إيران نظر عن مهلة الـ60 يوما الثانية التى منحتها لأوروبا.

أما صحيفة "ابتكار" فكتبت "بداية متأخرة لـ اينستكس"، حيث دعا المحلل السياسى على رضا صدقى فى مقاله تحت عنوان "طريق للحل وبعض نقاط الغموض"، لإخضاع اينستكس والحلول التنفيذية والعملية للبحث والدراسة بشكل دقيق، قائلا: القناة المالية بها مواطن غموض متعددة منها القانوني والتنفيذي.

وأوضح الكاتب الإيرانى: أولى مشكلاتها هى عدم تحديد طرق الالتفاف على العقوبات الأمريكية الأحادية، وبعبارة أخرى من غير المعلوم بأى طريقة ستتمكن الآلية من التصدى للعقوبات الأمريكية والالتفاف عليها.

ورأى صدقى أنه من بين الإشكالات التى تتضمنها الآلية الأوروبية هو أن اينستكس تتركز على مسألة توفير الغذاء والدواء، بينما مشكلة البلاد الرئيسية ليست فى الغذاء والدواء بل فى بيع النفط وجلب عوائد مبيعاته للبلاد التى تعد أهم  قضية لإيران.

وأعرب الكاتب عن قلقه لربط على ما يبدو الأوروبيين الآلية المالية بقبول إيران للوائح مجموعة العمل المالى FATF، بينما تتعثر هذه اللوائح فى أروقة الحكم الإيرانية.

صحيفة "عصر ايرانيان" المتشددة كتبت "اينستكس أوراق خدعة أوروبا الجديدة لخداع حكومة روحانى مجددا، وكتبت كيهان المتشددة: " ياسيدى الرئيس خذ العبرة من الاتفاق النووى ولا تنخدع من اينستكس".

فى النهاية تخضع طهران خيارها الوحيد الآن للتجربة وتمنح الأوروبيين الفرصة، وإلا لن سيكون أمامها سوى مواجهة العقوبات الأمريكية منفردة بدون الأوروبيين فضلا عن أنها ستخسر الاتفاق النووى، وقد تعيد ملفها النووى للمربع الأول، وعندها سيضاف إلى العقوبات الأمريكية عقوبات أممية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة