الإنشاد الدينى والطرق الصوفية بمهرجان الموسيقى الروحية فى رمضان

الجمعة، 31 مايو 2019 12:02 م
الإنشاد الدينى والطرق الصوفية بمهرجان الموسيقى الروحية فى رمضان الحضرة التونسية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشدو ليالى رمضان بتونس بالموسيقى والإنشاد الدينى والطرق الصوفية المنتشرة منذ القدم بإعتبارها أحد الروافد البارزة للتراث الموسيقى التونسى، حيث تتميز العديد من السهرات الرمضانية بإقامة حلقات الانشاد الدينى والمدائح والأذكار الدينية والموسيقى الروحية التى تؤمنها أبرز فرق الموسيقى الصوفية والروحية فى المساجد وزوايا ومقامات الأولياء الصالحين الموجودة فى المدن والقرى التونسية.
 
ويعد مهرجان الموسيقى الروحية من أهم التظاهرات الصوفية خلال رمضان، ويهدف إلى مواكبة الأجواء الدينية الخاشعة التى ترافق هذا الشهر الكريم، وخلق تقاليد جديدة لدى الجمهور الذى يتابع عروضه عبر اكتشاف تجارب وأنماط موسيقية مختلفة من دول عدة إلى جانب تحريك المشهد الثقافى التونسى.
 
وقد تطور الإنشاد فى تونس ليصبح فى شكل عروض فنية متنقلة، تجوب مختلف مناطق البلاد، بفرق موسيقية وآلات عصرية، إلى جانب عنصرى الإضاءة والرقص.
 
وقال حسين الحاج يوسف الباحث فى العادات والتقاليد والطرق الصوفية فى تونس وصاحب كتاب "الطرق الصوفية بالبلاد التونسية" إنه من الناحية الموسيقية تطورت العروض وهذا التطور ليس مرتبطا بالطرق الصوفية، بل بالآلات الموسيقية، مبينا أن ذلك أمر محمود، إذا ما تماشى مع المقامات.
 
وتقام فى مقامات الأولياء الصالحين والزوايا الصوفية التى تنتشر فى حارات المدينة القديمة بتونس مواكب للإنشاد الدينى والصوفى ومجالس الذكر، وتعد زاوية سيدى إبراهيم الرياحى وزاوية الشيخ محرز بن خلف فى منطقة الحلفاوين ومقام سيدى بن عروس بالقرب من جامع الزيتونة، من أشهر الأماكن التى يتواجد فيها المريدون للإنشاد والذكر وتزدان موائدها بالحلويات الشعبية لعابرى السبيل والفقراء.
 
والحضرة هى مصطلح إسلامى صوفى يطلق على مجالس الذكر الجماعية والتى يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية السنية بشكل خاص، وسميت بذلك لأنها سبب لحضور القلب مع الله، ويتم فيها آداء أشكال مختلفة من الذكر، كالخطب وتلاوة القرآن والنصوص الأخرى من أدعية وأوراد، وإلقاء الشعر والإنشاد الديني،والمديح النبوى المتخصص بمدح رسول الإسلام والصلاة عليه، والدعاء والذكر الجماعى بشكل إيقاعي، وتلاوة أسماء الله الحسنى، ويستخدم المحافظين من الصوفية أحيانا الدف أثناء الحضرات، فى حين أن بعض الطرق تستخدم آلات أخرى.
 
وتشهد العروض الفنية الصوفية فى تونس خاصة خلال شهر رمضان إقبالا كبيرا، ويعود ذلك الى الطابع الإستعراضى والإيقاعي، علاوة على الأناشيد الصوفية والأغانى التراثية التى تتميز بها البلاد..ومن اشهر فرق الحضرة التونسية التى تلألأت خلال شهر رمضان" حضرة رجال تونس" بقيادة الشيخ توفيق دغمان حيث احتضن فضاء المركب الثقافى بسليانة ضمن فعاليات الدورة 22 لمهرجان المدينة بسليانة عرضا فنيا بعنوان « حضرة رجال تونس » وشارك فى تقديم هذا العمل الفنى حوالى 50 عنصرا بين منشدين وعازفين وراقصين، وتنوع العرض بين المدائح والأذكار من جهة وبين الابتهال إلى الخالق ومدح رسوله الأعظم والأولياء الصالحين من جهة أخرى.
 
وأنشدت الحضرة «يا محمد يا جد الحسنين» و«يا بلحسن يا شاذلي» و«يافارس بغداد» بالإضافة إلى «جارت الأشواق يا أحبابى» و«الليل زاهى» وأغانى من التراث الموسيقى التونسى مثل «يا سيدة يا نغارة».
 
وتخللت هذه الأغانى رقصات من قبل الجماهير الغفيرة التى قدمت من أغلب المناطق التابعة لولاية سليانة للتمتع بالموسيقى الصوفية وقد علت الزغاريد والهتافات.
 
وواصلت "حضرة ولد العزوزية" للفنان محمد فريد تألقها خلال شهر رمضان بعدة اماكن منها المسرح البلدى بتونس العاصمة وامام المراكز التجارية الشهيرة ومنها مول تونزيا حيث احتشدت مختلف الفئات العمرية لحضور الاحتفال.
 
وقال خالد عجولة احد مرتادى المول انه من اشد المعجبين بحضرة ولد العزوزية لذلك جاء مع اسرته للتمتع بهذه الاجواء الروحانية فى الايام الاخيرة من شهر رمضان.
 
وتألقت كذلك الحضرة والنوبة الصفاقسية بقيادة الشيخ مرشد بوليلة.. أناشيد، وأذكار، ومدائح تتباهى بخصال الرسول الكريم تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والرقص والغناء.
 
وهذه الفرقة التى تأسست سنة 1984 تضم فى صفوفها شيوخا تجاوزوا الستين حفظوا هذا الموروث الصوفى عن أجدادهم وورّثوه للأبناء، كما تضم مجموعة من الشباب المولعين بهذا الفن حاملين لواء الاستمرارية والتجديد.
 
وقدمت المجموعة وصلة من الأغانى الفلكلورية الخاصة بمدينة صفاقس منها «عشيرى الأول» و «يا نور عينى» و«راكبة الخيالى» وأغنيات أخرى من التراث أما الخاتمة فكانت من خلال نوبة سيدى منصور أشهر أولياء عاصمة الجنوب والذى وقفت له كامل عناصر الفرقة احتراما لمقامه ورقص الجمهور رقصة كانت متناغمة مع الإيقاع فكانت أقرب الى رقصات الدراويش.
 
وتعتبر الطريقة الشاذلية أوّل طريقة صوفية ظهرت فى تونس، وهى المنسوبة إلى ابى الحسن الشاذلى الذى لعب دورا مهمّا فى ترسيخ تيّار التصوّف فى تونس.ومنذ القرن السابع للهجرة 13م أشتد ميل التونسيين إلى التصوّفّ، فبدأت الطرق الصوفية تنتشر، وأبرزها القادريّة وهى المنسوبة إلى عبد القادر الجيلانى، والعيساوية المنسوبة إلى محمد بن عيسى، والسلاميّة وهى المنسوبة إلى عبد السلام الأسمر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة