أقدم مسحراتى بالفيوم.. عم حملى محمود كفيف البصر وصاحب بصيرة.. ويؤكد: اشتغلت مسحراتى علشان أعمل حاجة أخد عليها ثواب.. مش عايز حاجة من الدنيا غير حب الناس.. وأبناء قريته: دقة طبلته تشعرنا بطعم ليالى رمضان (صور)

الخميس، 16 مايو 2019 08:00 م
أقدم مسحراتى بالفيوم.. عم حملى محمود كفيف البصر وصاحب بصيرة.. ويؤكد: اشتغلت مسحراتى علشان أعمل حاجة أخد عليها ثواب.. مش عايز حاجة من الدنيا غير حب الناس.. وأبناء قريته: دقة طبلته تشعرنا بطعم ليالى رمضان (صور) المسحراتى حملى محمود جمعة
الفيوم - رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى منزل متواضع بشارع ضيق لا يتسع لأكثر من شخص للمرور فيه يوجد أيقونة رمضان بقرية السنباط بالفيوم، حملى محمود جمعة 63 سنة أقدم مسحراتى بالمركز، ورغم أنه إلا أنه ممتلئ بالحب لأهالى قريته، حيث كرث حياته ليصطحب طبلته ويجوب بها القرية والعزب التابعة لها فى ليالى رمضان مناديا "اذكر الله.. رمضان كريم"، وليخرج أبناء القرى من الشرفات والأبواب يخبرونه أنهم استيقظوا لتناول السحور ويتبادلون معه التهانى بليالى رمضان.
 
 
وقال "حملى" لـ"اليوم السابع": "منذ ما يزيد عن 20 سنة وأنا أعمل بمهنتى هذه ولم أرثها عن والدى أو أحد أقاربى، ولكنى عندما فقدت بصرى أحسست أننى أريد عملا أتقرب به من الله ويزيد محبتى لأبناء قريتى ومحبتهم لى، وكان حينها شهر رمضان يتبقى عليه أيام فقمت باصطحاب علبة من الصفيح مستندا على أحد أبنائى وجبت القرية وأدق على الصفيحة ليستيقظ أبناء قريتى وأعلن نفسى أننى أصبحت مسحراتى".
 
حملى أقدم مسحراتى بالفيوم (1)
 
وأشار "حملى" إلى أن أبناء قريته استقبلوه بفرحة وشجعوه على خطوته وأصبح الأطفال يلتفون حوله كل ليلة ويجوبون القرية معبرين عن فرحتهم به وهو ما شجعه على امتهان هذه المهنة والإصرار على البقاء فيها، خاصة أنه فوجئ فى نهاية شهر رمضان بإصرار أهالى القرية على منحه مبالغ رمزية عن تعبه وجولاته بالقرية طوال شهر رمضان.
 
وأضاف "حملى" أنه بعد عامين طور من أداته وقام بشراء "طبلة" ليكون صوتها رنانًا وتوقظ الأهالى، لافتا إلى أنه لا يحفظ أسماء جميع أهالى القرية، ولأنه كفيف لا يستطيع أن ينادى أمام كل منزل باسم صاحب المنزل أو أحد الأطفال به، كما يفعل بعض المسحراتية ولكنه يدق على طبلته وينادى "اذكر الله .. رمضان كريم .. وحد الرزاق .. اصحى يا نايم".
 
حملى أقدم مسحراتى بالفيوم (2)
 
وتابع "حملى" أن لديه 5 أبناء من الذكور وبنت ويقيمون فى منزل بسيط من غرفة وصالة وزوجته مريضة، وعن أمنياته بالحياة، قال: "أتمنى أن أحب الناس ويحبوننى وأنا لا أقصد من عملى هذا سوى التقرب من الله ومحبته، وأتمنى أن أظل أمارس مهنة المسحراتى حتى وفاتى".
 
وقال محمد جمعة، أحد أهالى قرية السنباط، إنهم لا يتخيلون شهر رمضان بدون "عم حملى" وصوت طبلته، مؤكدا أنهم ينتظرونه فى كل ليلة للمرور عليهم وتنبيههم للسحور حتى لو كانوا مستيقظين ولكن دقات طبلته تشعرهم بطعم ليالى رمضان، لافتا إلى أنه رغم أنهم جميعا بالقرية يعلمون جيدا ضيق حاله وظروفه المادية الصعبة ورغم ذلك هو عفيف النفس لا يصرح أبدا ويسعى جاهدا لتوفير حياة كريمة لأبنائه.
 
حملى أقدم مسحراتى بالفيوم (3)









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة