مُحَمَّد العَادِلْ بِن الفَقِيه يكتب: غضُّوا أبصَارَكُم عَن أخَوَاتِكُم

السبت، 09 مارس 2019 10:00 ص
مُحَمَّد العَادِلْ بِن الفَقِيه يكتب: غضُّوا أبصَارَكُم عَن أخَوَاتِكُم تحرش - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا رَيْبَ أنَّ المُجتَمَعَ المِصْرِى يَعِيشُ حَالَةً مِنْ الاختلال الأخلاَقِى مِنْ قِبَلِ شَبَابِهِ فِيمَا يَخُصُّ استخدام العَيْنِ إلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّى، وَيَرْجِع هَذَا الاختلال إلى عَدَمْ تَقدِير نِعمَةَ البَصَرِ الَّتِى أنعَمَ الله بِها عَلَى الإنسَانِ ، مِمَّا أوْدَى بِشَبَابِنَا إلى النَّظَرَ الفَاحِش إلى مَا حَرَّمَ الله تَعَالَى، وَلِلْأسَف الشَّدِيد تَفَشَّتْ هَذِهِ الظَّاهِرَةُ فِى مُجتَمَعنا بِشَكلٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ فَكَانَتْ العَوَاقِبُ وَخِيمَةً بِظُهُورِ ظَاهِرةَ التَّحَرُّش الَّفظِى وَالجَسَدِى.

                       

وَهُنا أسألُ شَبَابَنَا باستدراج جَانِبِىٍ " لِمَاذَا " ، لِمَاذَا تَنظُرُونَ إلِى أَخَوَاتِكُم بنَظَرَاتٍ فَاحِشَةٍ أفَلاَ تَعلَمُونَ أنَّهُنَّ أَخَوَاتِكُم؟، كَيْفَ تَتَحَرَّشُونَ لَفظِيًا وَجَسَدِيًا بِأَخَوَاتِكُم؟، أَفَلَا تَعْقِلُونْ ؟.

 

قَد يَتَعَجَّبُ بَعْضُ القُرَّاء مِن سُؤالِى هَذا ويتساءلون كَيفَ أنَّهُنَّ أخَوَاتٌ لَنَا وَهُنَّ لَيْسُوا مِن مَحَارِمِنا وَأُسَرِنا وَمِنْهُنَّ مَنْ لَيْسُوُا مِن دِينِنا وَهُنَا قَد يتساءل البَعضْ ، كَيْفَ هَذَا ؟.

 

وَرَدًا عَلَى هَذِهِ التَّساؤُلات نُفَرِّقُ بَيْنَ نَوْعَانٍ مِن الأَخَوَات وَهُنَّ ( أخَوَاتُ الدِّينِ وَالبَشَرِيَّة ، أخَوَاتُ البَشَرِيَّةَ فَقَطْ ، النُّوعُ الأوَّل : أَخَوَاتُ الدِّينِ وَالبَشَرِيَّة : فَمِن المَعرُوفِ أنَّ علاقَةَ الأُخُوَّةَ فى الدِّين أقْيَمُ مِن عِلاقة ألأُخُوَّةُ فى النَّسَب ، فَالْمُسلِمَاتُ أَخَوَاتٌ لِلْمُسلِمِينَ فِى الدِّين ، وَأيْضَّا أَخَوَاتٌ لَهُم فِى البَشَرِيَّة بإعتِبَارِهِنَّ مِن ذُرِّيَّةَ آدَم كَمَا هُمْ مِن ذُرِّيَّةَ آدَم.

فَكَيْفَ تَنظُرُونَ إلَى أَخَوَاتِكُم فى الله بِنَظَرَاتِ الفَاحِشةِ؟ ، كَيْفَ تَتَحَرَّشُوُنَ لَفظِيًا وَجَسَدِيًا بِأَخَوَاتِكُم فى الدِّين؟ ، آَهَكَذَا تَكُوُنُ الأُخُوَّة ؟ ، النُّوعُ الثَّانِى : أَخَوَاتُ البَشَرِيَّةَ فَقَط : وَهُنَّ أخَوَاتُنَا مِن أبينا آدمَ رَغمَ اختلاف الدِّين، فَكَيْفَ لَكُم أنْ تَنظُرُوا لَهُنَّ بِنَظَرَاتٍ فَاحِشَةٍ وتَتَحَرَّشُونَ بِهِنَّ لِفظِيًا وَجَسَدِيًا؟، وَهُنَّ أخَوَاتُناَ مِنْ ذُرِّيَّةَ أبينا آدم ، أَهَكَذَا تَكُوُنُ الأُخُوَّةَ ؟.

 

وَالآنَ قَد عَلِمتُم أنَّهُنَّ أَخَوَاتٌ لَنَا، أَفَلَا يَستَحِقُّوُنَ مِنَّا الاحترام وَأنْ نَغُضَّ أبْصَارَنَا عَنهُنَّ؟، فَإنْ كُنَّا نَحنُ الرِّجَالُ لَا نَحمِى أَخَوَاتُنا فى الدِّين و أَخَوَاتُنا فى البَشَرِيَّةِ فَمَن يَحمِيهُنَّ ؟.

 

مَن مِنكُم أيُّها الرِّجَالُ يَستَطِيعُ أنْ يَنظُر إلى أُختِهِ فى النَّسَب بنَظَرَاتٍ فَاحِشَةٍ ؟ ، بالطَبعِ لَا أحَد يَستَطِيعُ هَذا.

مَن مِنكُم أيُّها الرِّجَالُ يَستَطِيعُ أنْ يَتَحَرَّشُ لَفظِيًا وَجَسَدِيًا بِأُختِهِ فى النَّسَب ؟ ، بالطَبعِ لَا أحَد يَستَطِيعُ هَذا.

فَكَيْفَ لَكُم أنْ تَنظُرُوا إلَى أَخَوَاتَكُم فى الدِّينِ بِنَظَرَاتٍ فَاحِشَةٍ؟ ، مَعَ العِلْمِ أنَّ الأُخُوَّةَ فِى الدِّين أقْيَمُ مِن الأُخُوَّةَ فِى النَّسَب.

فَكَيْفَ لَكُم أنْ تَتَحَرَّشُوا لَفظِيًا وَجَسَدِيًا بأَخَوَاتَكُم فى الدِّينِ ؟ ، مَعَ العِلْمِ أنَّ الأُخُوَّةَ فِى الدِّين أقْيَمُ مِن الأُخُوَّةَ فِى النَّسَب.

إذًا فلتغضوا أبْصَارَكُم عَن أَخَوَاتِكُم فَنَرتَقِى بِمُجتَمَعِنا وَنَحِدُّ مِن ظَاهِرَةَ التَّحَرُّش سَوَاءَ أنْ كَانَ تَحَرُّشًا لَفظِيًا أوْ تَحَرُّشًا جَسَدِيًا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة