أكرم القصاص - علا الشافعي

التنمية والاستثمار مفتاح مصر لرئاسة ناجحة للاتحاد الأفريقى.. المشاريع العابرة للحدود تعزز المصالح المشتركة.. والتنمية الحقيقية أول طريق مكافحة الهجرة غير الشرعية.. وخبراء: نهضة الاقتصاد المصرى تبدأ من أفريقيا

الجمعة، 08 فبراير 2019 10:00 ص
التنمية والاستثمار مفتاح مصر لرئاسة ناجحة للاتحاد الأفريقى.. المشاريع العابرة للحدود تعزز المصالح المشتركة.. والتنمية الحقيقية أول طريق مكافحة الهجرة غير الشرعية.. وخبراء: نهضة الاقتصاد المصرى تبدأ من أفريقيا التنمية والاستثمار مفتاح مصر لرئاسة ناجحة للاتحاد الأفريقى
كتبت هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنوات عجاف قد مرت على العلاقات المصرية - الأفريقية، بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتجاهل من خلفوه لملف القارة السمراء فى أجندة الدبلوماسية المصرية، حتى زادت جماعة الإخوان الإرهابية الطين بلة، لتتوالى الأزمات التى كادت تودى بمصر فى حروب ضروس مع جيرانها.
 
وخلال السنوات الأربع الأخيرة، هيأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، مناخًا استثنائيًا دشن خلاله جسور العودة لأحضان أفريقيا، لتتكلل تلك الجهود برئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال أيام، بعدما سنت القاهرة مبدأ أن الأمن القومى لابد أن يبدأ بروابط قوية مع دول الجوار، والتنمية الاقتصادية المشتركة القائمة على مشاركة الشعوب والتواصل الشعبى، وبدأت موائد الحوار يلتف حولها المسؤولون فى كل أجهزة ومؤسسات الدولة، لتبادل الخبرات والأفكار وبحث كيفية استغلال الموارد بأفريقيا، وتعزيز التجارة بها، والتركيز على أهمية الأسواق الأفريقية كأسواق واعدة مستهدفة لتصدير منتجات قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
 
المراة الافريقية (2)
 
 
وعن الآمال والطموحات التى تنتظر دول القارة السمراء من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال 2019، قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن تلك الخطوة ستشكل فرصة مهمة لتتويج المسار الإيجابى للعلاقات المصرية - الأفريقية التى شهدت خلال السنوات الأربع الأخيرة، اهتمامًا خاصًا من مصر وإعادة الدبلوماسية للقمة ممثلة فى جهود الرئيس عبدالفتاح، ومشاركته الفعالة فى جميع المحافل الأفريقية، والتواجد المهم والمؤثر للجهود الدبلوماسية المصرية فى العمل، من أجل تسوية النزاعات الأفريقية، من خلال عضويتها لمجلس السلم والأمن الأفريقى لمدة 3 أعوام ورئاستها الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقى فى دورته الحالية.
 
ولفت محمد حجازى، فى تصريحات لـ«اليوم السابع» إلى دور مصر المهم الفعال فى مجلس الأمن، حيث ساهمت خلال أعوام 2016 و2018 فى التعبير عن قضايا القارة وهمومها وربط العلاقات الدولية بالقضايا الأفريقية، ومثلت الدبلوماسية المصرية جسرًا لنقل قضايا القارة فى أجندة المجتمع الدولى ومتابعة الاهتمام بالقضايا المهمة التى تواجه القارة، خاصة قضيتى التنمية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
 
وعلى الصعيد التنموى أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر أسهمت فعليًا من خلال مؤتمرات استضفتها منها شرم الشيخ للتنمية والتجارة والاستثمار فى أفريقيا على مدى دورات ثلاثة، فى تقديم أفريقيا بالصورة التى تتمناها كواحدة من أكثر القارات نموًا وجذبًا للاستثمارات الخارجية، وتقديم الشركات الأفريقية ورجال الأعمال بعضهم إلى بعض، والتعاون مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق مصالح القارة.
 
المراة الافريقية (1)
 
 
ولفت محمد حجازى، إلى أن هذا الدور المسؤول تابعه اهتمام من الدولة بالقارة الأفريقية، حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية مؤتمر وزراء التجارة الأفارقة، وسوقا مهما للمنتجات الأفريقية ساهم فى التوقيع على اتفاقيات فى حدود 25 مليار دولار وهى مؤشرات إيجابية لما يمكن لأفريقيا أن تحققه معًا، وبالتالى تتطلع القارة لدور مصرى أكثر تأثيرًا وفاعلية يتيح الفرصة لتنمية القارة لطاقاتها وقدراتها، ويتيح للشركات المصرية العمل فى القارة.
 
وأكد محمد حجازى أهمية إنشاء صندوق لتمويل نشاط الشركات المصرية فى أفريقيا، يقدم قروضه على أسس تجارية بنسبة فائدة منخفضة يفتح الأسواق لشركاتنا فى العمل بحرية فى القارة الأفريقية، ويفيد العلاقة والاقتصاد القومى، بالإضافة إلى ما أعلن عنه بشأن إنشاء صندوق لتأمين الاستثمار.
 
وأما ملف الإرهاب، فأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تلعب دورا رئيسيا فى القضاء على الإرهاب الذى يمكن أن يتغلغل فى ربوع القارة، خاصة أن هناك نشاطا فى منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، ومساعدة مصر هذه الدول للقضاء على الإرهاب والدخول فى مناورات مشتركة كتلك التى شهدتها مصر الشهر الماضى والحالى، بالإضافة إلى المؤتمر المهم الذى عقده وزراء الدفاع فى مؤتمر الساحل والصحراء، وما يقدمه من منح تدريبية وتبادل معلومات.
 
وقال محمد حجازى: إن الهجرة غير الشرعية أيضًا سيكون لمصر دور رئيسى فى تغيير النظرة الدولية من اتخاذ إجراءات أمنية وإنشاء منصات لاستقبال اللاجئين إلى الرؤية التنموية والاقتصادية، وتحمل كل دولة المسؤولية، كما تتحمل مصر مسؤولية 5 ملايين لاجئ على أراضيها، وبالتالى فإن البعد التنموى أصبح حاضرا فى الأجندة الدولية وميثاق مراكش 2018 الذى تم تبنيه فى ديسمبر الماضى يعكس هذا التوجه. بدوره، أوضح الدكتور عطية الطنطاوى، وكيل كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم يسعى إلى إعادة مصر إلى دورها الأفريقى الرائد من خلال الانفتاح على أفريقيا، دولًا وشعوبًا وتعزيز العلاقات معها على كل الأصعدة، ذلك بخلاف اهتمامه الكبير بالشباب الأفريقى من خلال تدريبه وتأهيله للقيادة، وتفعيل دور العلم والقوى الناعمة لخدمة القضايا الأفريقية.
 
وأوضح عطية الطنطاوى، فى تصريحات لـ«اليوم السابع»: أن مصر بمقدورها تقديم الكثير للدول الأفريقية على كل المستوىات بداية من الصعيد المادى، من خلال دعم المشروعات وتقديم الخبرات والاستشارات والتدريب والمشاركة فى قوات حفظ السلام ومواجهة الإرهاب والتحركات الدولية والإقليمية لمعالجة قضايا قارية، والمشاركة فى مشروعات تنموية، من بناء طرق ومعابر وحفر آبار وبناء سدود وخبرة فى المجالات الصناعية والزراعية وتدريب قوات لأمن والتعاون فى مجال المعلومات والتكنولوجيا.
 
أما على الصعيد المعنوى، فبمقدور مصر أن تقدم الدعم المتبادل ومبادرات للحوار، ومنتديات للشباب، وتدريب شباب القارة لتأهيلهم وتجهيزهم لقيادة دولهم فى المستقبل، موضحًا ضرورة أن يتم ذلك وفقًا لمبدأ «الكل رابح» الذى يعنى أن مصر لم ولن تقف أمام حق الدول فى التنمية، ومن ثم يتعين دعم كل مبادرات الاتحاد الأفريقى، والمشروعات الإقليمية التى تهدف إلى تطوير البنية الأساسية فى قارتنا وإنشاء شبكات ربط وطرق تعزيز التكامل بين دول القارة، مثل مشروع الخط الملاحى الذى سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ومشروع إنشاء طريق القاهرة كيب تاون الذى يهدف لتنمية حركة التجارة بين مختلف دول القارة.
 
وأكد عطية الطنطاوى تبنى كلية الدراسات الأفريقية العليا خطة إنشاء وحدة للدراسات المستقبلية لتقديم حلول قابلة للتطبيق لمشكلات القارة الحالية والمستقبلية، واستحداث مكتب رعاية شؤون الطلاب الأفارقة بجامعة القاهرة لخدمة الطلاب الأفارقة وتعزيز روابط الصداقة والإخاء بين الشباب المصرى والأفريقى.
 
من جانبها، قالت الدكتورة رودينا ياسين، المتخصصة فى شؤون دول حوض النيل التى أقامت بين قبائل دول تنزانيا والكونغو 10 سنوات، إن مصر تتخذ منحنى جديدا فى فترة تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد تجاهل أفريقيا خلال الفترة الماضية، الذى ترتب عليه تعاظم قوى دول كانت موجودة فى المنطقة بالفعل، وظهور قوى أخرى منافسة مثل المد الصينى والشيعى، وتواجد بعض الدول العربية إلى جانب الدول الاستعمار القديم، مثل فرنسا وبريطانيا، وظهور مصطلحات جديدة لم نكن نعهدها من قبل، مثل بنك المياه وتسليعها وبيعها تحت مظلة البنك الدولى.
 
وأضافت رودينا ياسين، أن مصر بدأت تضع كل هذا فى الحسبان وتتلاشى أخطاء الماضى، وتعود مرة أخرى إلى أفريقيا بطريقة صحيحة من خلال تدعيم الدبلوماسية الشعبية أو القوى الناعمة، بالشكل الذى لم نكن نتعامل فيه من قبل، حيث تركز الحكومة المصرية الحالية على الخطاب الشعبى، والتواصل مع الشعوب، وليس فقط الاقتصار على الزيارات الرئاسية التى تتم على الصعيد الرسمى والسياسى فقط. وأوضحت رودينا ياسين، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدأ يمحى نهج الحرب والوصاية وتجاهل احتياجات الشعوب الذى انتهجته جماعة الإخوان الإرهابية فى الوقت الذى تولت فيه الحكم، وبدأ بذلك فعليًا خلال الأربع سنوات الأخيرة، منها افتتاح مدرسة أفريقية، وتحويل معهد الدراسات الأفريقية إلى كلية بجامعة القاهرة، وإنشاء جامعة أفريقية فى أسوان.
 
وأشارت رودينا ياسين، إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، ستكون فرصة لتدعيم التنمية الحقيقية بين شعوب أفريقيا، من خلال التواصل الشعبى، وتقسيم أفريقيا إلى قبائل وأقاليم، ومعرفة متطلبات الشعوب الحقيقية، والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب، واللقاء برئيس القبيلة أو الأب الروحى لها، قبل التواصل مع رئيس الدولة، حتى لا يشعروا بأنها مستعمرين.
 
وتوقعت أن يتم وضع ملف التنمية الأفريقية الاقتصادية على رأس مائدة أولويات الاتحاد هذا العام، من خلال الدعم المشترك، ومعرفة نقاط ضعف وقوة كل دولة، والاستفادة من الاثنين لتأسيس علاقة تبادلية ثنائية مشتركة بين مصر وبين الدول الأفريقية.
 
وأوضحت رودينا ياسين أن الدول الأفريقية مازالت تحتاج لمصر التى تمتلك الكوادر المؤهلة، والتدريب والتنمية البشرية التى تحتاجها أفريقيا، لأنها مازالت فى مضمونها مستعمرة، وبالتالى مستعمرونها فرحيون بتغييب أفريقيا وتأخرها، بدليل تواجد قوى دول مثل أمريكا والصين وإسرائيل، ولكن مازالت نسبة الوفيات والأمراض مرتفعة، ونسبة التعليم منخفضة، بالإضافة إلى اشتعال الحروب وضعف الاقتصاد.
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة