حمدى رزق

«اللى مالوش أهل..»

الأربعاء، 20 فبراير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشوار طويل، أرجو ألا يفتر حماس وزيرة التضامن الدكتورة غادة والى، عن مهمتها فى لم المشردين من شوارع القاهرة، والمحافظات، اتقاء للبرد والتسول والاستغلال من عصابات التسول والمخدرات والنهب والخطف وسرقة الأعضاء.
 
التشرد ضياع، وكم من أرواح بريئة ضاعت فى لجة الزحام وانتهت ركاما جنب الرصيف تطؤها أقدام المارة، وتستخدمها مافيا الشوارع فى كل شىء وأى شىء، هم وقود التطرف والفوضى، وفى أحيان أخرى هم المادة الخام لجرائم النفس، والنفس إمارة بالسوء.
 
نرثى لحالهم ونتعطف من العطف، وأفئدة من الناس تهوى إليهم بحسنة، ولكننا جميعا نذهب بعيدا لا نلوى على شىء، نشيح بوجوهنا ونهرب، نخلفهم وراء ظهورنا جنب الرصيف ونمضى سريعًا خشية، بقايا بشرية أهملت عمدا، واستنامت لحالها، تأكل كالهررة من خشاش الأرض.
 
حسنًا توقف الرئيس بقلب واجف أمام هؤلاء الغلابة الذين قست عليهم الحياة، ووجه الوزيرة غادة والى إلى رعاية هؤلاء وحمايتهم من وحشة  ووحشية الشوارع، حماس الوزيرة بادٍ وظاهر للعيان، وتبحث عنهم وتتلقى الإشارات عن وجودهم فى الإشارات قابعين يلتحفون السماء الماطرة ويفترشون الأرض الباردة.
 
بوركت يا سيدتى، وبورك مسعاك، وأرجو رجاء المحبين ألا تكف الوزيرة عن البحث عنهم فى الأركان وعلى النواصى وفى الشوارع الخلفية، وليت مديريات التضامن فى المحافظات تنشط أكثر فى جمع هؤلاء فى بيوت رعاية، تغسلهم من سخام الطريق وترد إليهم بعض آدميتهم، وتعيد إليهم بعضًا من كرامتهم، وتشعرهم بإنسانيتهم.
 
هؤلاء فى أمس الحاجة إلى لمسة حانية، إلى كلمة طيبة لا يتبعها أذى، إلى من يطبطب بحنية على الظهور المحنية من ثقل الحمول الحياتية، كل منهم حكاية محزنة،  قصص إنسانية ملقاة على الرصيف، أخشى أن البعض يتعامل معهم على أنهم فضلات المجتمعات أو نفايات بشرية، أو خبث الحديد.
 
هؤلاء ياسادة بشر ينظرون إلينا عجبًا، ويتساءلون لماذا جفت ينابيع الرحمة فى نفوسكم؟ لماذا قست القلوب فصارت كالحجارة أو أشد قسوة؟ لماذا تجرى الأقدام مهرولة تسحق كرامتهم تحت أحذية لامعة؟ أعينهم مكسورة لا ترتفع شبرا عن الأرض، هدهم الحزن والألم وكسرة النفس وهجر الخلان وقطع الأرحام، وظلم ذوى القربى أشد مضاضة من الحسام المهند.
 
شباب وزارة التضامن متحمس لهذه الحملة ويشيرون صورًا تنبض بالحياة، يعيدون هؤلاء مجددا إلى الحياة، وفى ظرف شهر تقريبًا تواصلوا مع نحو 4250 من أهلينا سكان الشوارع، وعطفوا عليهم، وتحننوا، ووفروا الإيواء، واللقمة الساخنة، والمياه الدافئة، وغسلوا الوجوه ومشطوا الشعور وعالجوا الأمراض، صور المشردين بعد الحمام تفرح القلب الحزين.
 
بارك الله فى الشباب، شباب التضامن فخور بالحملة ومتباهٍ بالإنجاز، هنيئا لكم، أحدهم يغرد فرحًا: الشباب إحنا لحد دلوقتى وصلنا لحوالى 4250، المشردون بعضهم دخل دار رعاية وبعضهم رجع لأهله ومنهم مجموعة رفضت الدخول لدور الرعاية. «#احنا التضامن. #احنا اللي-على - الأرض».
 
وإحنا على الورق مغتبطون بكم وبحماسكم وبإنجازكم، ياااااه هم ثقيل قوى وأزيح، ناسنا فى الشوارع وجدوا أخيرًا من يتعطف عليهم ويعاملهم بإنسانية، ويعيد إليهم الصحة والحيوية، ويعطيهم أملا، ويعيد الضائع إلى أهله، غادة والى تطبق المثل الشائع «اللى مالوش أهل.. التضامن أهله».. بوركتم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة