كنت أجلس مع أحد الزملاء بالعمل، وكنا نتحدث عن قوانين العمل وأهمية الالتزام بها وعواقب مخالفة تلك القوانين فوجئت أن هذا الزميل يؤمن بفلسفة غريبة جداً وهى "كله بالفلوس" ويتخذها مبدأ فى حياته وتعاملاته بمعنى أنه يستطيع أن يرتكب أى مخالفة ويمكن التغاضي عنها بالفلوس، والأغرب من هذا أنه تطرق إلى المخالفات الأخلاقية محاولا إقناعى أنها يمكن التغاضي عنها والتنازل عنها برضه بالفلوس.
حديث الزميل بهذا الشكل وإيمانه العميق بمثل هذا الأسلوب في إدارته للأمور، أثار التساؤلات لدي عن مصير محاولات وجهود محاربة الفساد والمفسدين، في ظل وجود مثل هذا التفكير، والذي يتطلب مواجهة حاسمة له ولمن يروج له أو يتبناه في عمله، بما يضر بهذا العمل وبكل من يقع ضمن دائرته سواء من الزملاء في نفس العمل أو من المواطنين من خارجه.
علينا أن نتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الشاعر
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقانا الله وإياكم من شر الفساد والمفسدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة