نورهان حاتم البطريق تكتب: ما بين النصيب والقرار

الخميس، 14 نوفمبر 2019 02:00 م
نورهان حاتم البطريق تكتب: ما بين النصيب والقرار شخص يفكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيراً ما يختلط علينا الأمر بين ما هو نصيب وكذلك ما هو قرار، ونظن أننا كان من المفترض أن نتصرف بشأن أمور معينة بشكل أفضل رغم أن وقوعها فى النهاية كان نصيباً، وكذلك نستسلم ولا نقدم على اتخاذ أى قرارات بشأن أمور تعنينا وتخصنا وحدنا، ثم نردد بعد ذلك فى قرارة أنفسنا كلمة "قسمة ونصيب".

النصيب هو أن تستنفذ كل المحاولات حتى لا يقع أمراً معيناً، ثم يحدث لا محالة، كأن تعيش قصة حب قوية تسعى فيها بكل السبل بأن تتزوج من شريكك الآخر، ثم يحدث شيئاً يحيل بينك وبينه، وتفترقا بعدها إلى الأبد.

القرار: هو أن يقع موضوعاً بين يديك للبت فيه، فتقوم بدراسته من كل الجوانب لإعطاء قرارك النهائى بشأنه، فلا يجوز أن تتركه دون أن تحله، متعللاً بأن العواقب التى ستخلف عن تلك الموضوع كلها تعود إلى النصيب والقدر، بينما فى الحقيقة يعود إلى إهمالك وتقصيرك، كأن تتزوج من فتاة غير التى أحببتها، فتعلق شماعة فشل زواجك على زوجتك، وأنك كنت ستصبح زوجاً سعيداً لو كنت تزوجت بمحبوبتك الأولى، على الرغم من أنك لم تلتفت مرة واحدة لمميزات زوجتك ولم تركز على بعض التفاصيل، والتى منها أنها تقوم بتربية أبنائك، وتحرص كل ليلة على أن تحضر لك عشاء طيباً، وأن يتمتع بيتك بالهدوء والسكينة بعد عودتك من يوم عمل طويل وشاق، كل هذه الأمور أهملتها وجعلت بنيان بيتك ينهار ويتهاوى لمجرد قصة حب عشتها مع شخص آخر أيام الجامعة، ولم يخطر فى بالك أن الأمر كله متوقف على قرار واحد منك، وهو أن تطوى صفحة الماضى، وأن تصب تركيز على حاضرك لتطلع على ما فيه من مواطن جمال تستحق منك الاهتمام والاحترام، إنقاذا منك لحياتك الزوجية وحفاظا على الروابط الأسرية.

كلنا نمرض لأنه فى النهاية قدرنا، لكن قرار العلاج يختلف من شخص لآخر، فمنهم يبقى ساكناً ينتظر الموت، ومنهم من يعتمد على الوصفات والأعشاب الطبيعية، وآخرون يسلكون الطريق الأصوب ويقصدون أهل الطب طلباً للعلاج، وأحيانا أيضا يلعب النصيب لعبته فى أن يجعلنا نلتحق بوظيفة على غير هوانا، لكن يبقى الاجتهاد فيها قرار، وحينها ننشق إلى فريقين، فالفريق الأول يختار أن يكون النجاح حليفاً له، أما الفريق الآخر فهو يميل كل الميل إلى الضياع والهلاك.

فرق كبير وشاسع كفرق السماء والأرض بين النصيب والقرار، ويعود هذا الفرق إلى نظرة الفرد إلى الأمور، فمنهم من يرميها بنظرة سطحية ليحيلها إلى شماعة النصيب، ومنهم من ينظر إليها بتعقل وتدبر ثم سرعان ما يأخذ القرار فى تعديلها وتطويرها، فكم من فرصة ضاعت كنا نظن أنها لم تكن من نصيبنا ثم نكتشف بعدها أن كل ما كانت تحتاجه منا آنذاك قرار صائب ورأى سديد.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة