كشف الكاتب السعودى سلمان الدوسرى أن احتلال رجب طيب أردوغان للأراضى السورية سيمنح قبلة الحياة لقرابة 18 ألف من عناصر تنظيم داعش المتواجدين تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال "الدوسرى" فى مقال حمل عنوان "مستنقع الغزو التركى لسوريا": "ربَّما تكون الاستراتيجية التي اعتادتِ الحكومة التركية عليها في كل سياساتها، ألَّا تبدو أهدافها الحقيقية كما تعلنها، وعلى هذا المنوال قامت بعملية عسكرية في شمال سوريا تحت غطاء شبه مستحيل التنفيذ، وهو "إعادة اللاجئين" و"منطقة أمنية"، بينما الأهداف الحقيقية مختلفة تماماً، ولا ترتبط بصلة بالعودة المزعومة. فالحقيقة الوحيدة الماثلة للعيان، أن ما جرى هو غزو عسكري تركي لأراضي سوريا، جرى وتمَّ أمام أعين العالم، في استهانة واضحة بأبسط مفاهيم قواعد القانون الدولي. وحتى لو افترضنا جدلاً نجاح العملية التركية في إعادة اللاجئين العرب نظرياً، فإن الملف السوري سيزداد تعقيداً بمخاطر ارتكاب تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي مهول، مع سياسة طرد الأكراد من مناطقهم التي عاشوا فيها مئات السنين، وإعادة توطين مواطنين من مناطق مختلفة في أراضٍ غير أراضيهم، وهنا - لا جدال - سنكون أمام كارثة جديدة بالتأكيد، ستعقِّدُ المشهد أكثر مما هو معقد، وستطيل أمد الحرب في سوريا".
وأشار إلى أن رجب طيب أردوغان فى أضعف حالاته، سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى، مضيفا "أن الأكراد سيكتفون بالتفرج بينما يستأصلون من وطنهم ويطردون خارجه، من كانت لهم اليد الطولى في طرد تنظيم داعش، وأسر الآلاف من عناصره، وجدوا نفسهم فجأة تحت وطأة غزو عسكري أجنبي يستهدفهم، ويراهم جميعاً إرهابيين، وغنى عن القول أن الآلاف من الداعشيين الذين تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في الأساس دخلوا سوريا من بوابة الحدود التركية، ناهيك عن إتاحة الفرصة لـعودة 18 ألف مقاتل داعشى آخرين مختبئين في المنطقة، وبالتالى علينا توقع كيف سيكون التعامل التركي معهم، إذا سيطروا على مواقعهم".
وتابع "تركيا ستكون فى فوهة المدفع، متورطة فيما لا قدرة لها عليه، وستكون قد غزت سوريا بأقدامها على وقع خطب أردوغان الـحماسية منقطعة النظير؛ لكنها بالتأكيد لن تستطيع الخروج من المستنقع الذي سقطت فيه بسهولة، ولن تنفعها عناوين مضللة لعملياتها العسكرية، مثل "غصن الزيتون" و"نبع السلام"، فالأكيد أن ما حدث هو غزو تركي سافر، واحتلال لأراضٍ عربية، وضريبته السياسية والعسكرية المقبلة ستكون مهولة على تركيا ورئيسها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة